الوقفات التدبرية

* يقول الحق: ( وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )...

* يقول الحق: ﴿ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ والخوف هو الحذر من شيء يأتي، فمن الخائف؟ من المخوف؟ ومن المخوف عليه؟ ﴿ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ﴾ ممن؟ يجوز أن يكون ﴿ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ﴾ من أنفسهم؛ فقد يخاف الطالب على نفسه من أن يرسب، فالنفس واحدة خائفة ومخوّف عليها، إنها خائفة الآن ومخوف عليها بعد الآن. فالتلميذ عندما يخاف أن يرسب، لا يقال: إن الخائف هو عين المخوف؛ لأن هذا في حاله، وهذا في حاله. أو ﴿ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ﴾ من غيرهم، فمن الجائز أن يكون حول كثير من الأغنياء أناس حمقى حين يرون أيدي هؤلاء مبسوطة بالخير للناس فيغمرونهم ليمسكوا مخافة أن يفتقروا كأن يقولوا لهم: " استعدوا للزمن فوراءكم عيالكم ". لكن أهل الخير لا يستمعون لهؤلاء الحمقى. إذن فـ ﴿ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ﴾ لا من أنفسهم، ولا من الحمقى حولهم. ويتابع الحق: ﴿ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ أي لا خوف عليهم الآن، ولا حزن عندهم حين يواجهون بحقائق الخير التي ادخرها الله سبحانه وتعالى لهم بل إنهم سيفرحون.

ﵟ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﵞ سورة البقرة - 274


Icon