الوقفات التدبرية

أولاً نفى الفعلين السابقين بالماضي (ما ضلّ وما غوى) وهنا نفي...

أولاً نفى الفعلين السابقين بالماضي (ما ضلّ وما غوى) وهنا نفي بالمضارع يفيد الإستمرار والحاضر فلو قال (ما نطق عن الهوى) لاحتمل المعنى أنه نفى عنه الهوى في الماضي فقط ولم ينفه عنه فيما يستقبل من نُطقه. فقد نفى تعالى عن رسوله  الضلال والغواية في الماضي كله ونفى عنه الهوى في النطق في الحاضر والمستقبل فهو إذن  منفيّ عنه الضلال والغواية في السلوك وفيما مضى وفي المستقبل. ما دلالة الحرف عن في قوله ﴿وما ينطق عن الهوى﴾؟ فالنطق عادة يكون بالباء (كتابنا ينطق بالحقّ) أما هنا فجاءت ﴿عن﴾ ومعناها ما ينطق صادراً عن هوى يعني إن الدافع للنطق ليس من هوى وهو بمنزلة تزكية للنفس القائلة لأن الإنسان قد ينطق بالحق لكن عن هوى (حق أريد به باطل) يعني الدافع هوى (ناطق عن هوى). وهكذا زكّى الله تعالى رسوله  بتزكية الدافع للقول فالدافع له زكي صادق ونطقه صادق أيضاً وعليه جاءت الآية ﴿وما ينطق عن الهوى﴾.

ﵟ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﵞ سورة النجم - 3


Icon