الوقفات التدبرية

ثم قال بعدها: (كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق) "والضمير في (بلغت)...

ثم قال بعدها: (كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق) "والضمير في ﴿بلغت﴾ للنفس وإن لم يجر لها ذكر". وعدم ذكر الفاعل ولا ما يدل عليه مناسب لجو العجلة الذي بنيت عليه السورة. ونحوه ما مر في حذف جواب القسم في أول السورة، وحذف عامل الحال ﴿قادرين﴾ وعدم ذكر ما جرى عليه الضمير في قوله: ﴿لا تحرك به لسانك لتعجل به﴾ وغيره مما سنشير إليه. ﴿وقيل من راق﴾ وحذف الفاعل وإبهامه في ﴿قيل﴾ مناسب لإضماره وعدم ذكره في ﴿بلغت التراقي﴾ كلاهما لم يجر له ذكر، وكذلك الإبهام في ﴿راق﴾ مناسب لسياق الإبهام هذا، فإن كلمة ﴿راق﴾ مشتركة في كونها اسم فاعل للفعل (رقي يرقي) وهو الذي يقرأ الرقية على المريض ليشفى، وفي كونها اسم فاعل للفعل (رقي يرقى) بمعنى ﴿صعد﴾ ومنه قوله تعالى: ﴿أو ترقى في السماء﴾ [الإسراء]. واختلف في تفسير هذه الآية على هذين الوجهين: من يرقيه فيشفيه وينجيه من الموت؟ أو من يرقى بروحه إلى السماء أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟. فالقائل مجهول، أهم أهله ومن يتمنى له الشفاء أم هم الملائكة الذين حضروه أثناء الموت؟ فانظر جو الحذف والإبهام وكيف ناسب ما قبله.

ﵟ كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ ﵞ سورة القيامة - 26


Icon