الوقفات التدبرية

ثم قال: (ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى)...

ثم قال: (ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى) الملاحظ أنه لم يذكر فاعل الخلق ولا التسوية ولا الجعل ولم يجر له ذكراً فقد قال: (فخلق فسوى فجعل) وقد كان بنى الفعل قبلها للمجهول، فلم يذكر فاعله أيضاً، وهو قوله: ﴿أيحسب الإنسان أن يترك سدى﴾ فلم يذكر فاعل الترك، وعدم ذكر فاعل الخلق وما بعده مناسب لحذف فاعل الترك. وكل ذلك مناسب لجو العجلة في السورة. والهاء في ﴿منه﴾ تعود على المني، فمن ماء الرجل يكون الذكر والأنثى، وليس للأنثى فيه دخل، ولم يكن هذا الأمر معلوماً حتى العصر الحديث، فقد ثبت أن الذكر هو المسؤول عن الجنس وليس الأنثى. وقد ذكره القرآن الكريم قبل اكتشاف قوانين الوراثة وعلم الأجنة فقال: (ألم يك نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل ﴿منه﴾ الزوجين الذكر والأنثى). فأعاد الضمير على المني، ولو أعاده على العلقة لقال: ﴿منها﴾ ولم يعده على النطفة مع أنها هي القطرة من المني، لئلا يحتمل إعادته على العلقة وهذا إعجاز علمي علاوة على الإعجاز الفني.

ﵟ ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ ﵞ سورة القيامة - 38


Icon