الوقفات التدبرية

قال في الآية (وَأَنَّا ظَنَنَّا) معنى الظن هنا لا يرتقي إلى درجة...

قال في الآية ﴿وَأَنَّا ظَنَنَّا﴾ معنى الظن هنا لا يرتقي إلى درجة اليقين؟ الظنّ في اللغة يتدرج، يتدرج من أدنى شك يعتري الإنسان هكذا من دون دليل (مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ (157) النساء) يعتريه أظن هكذا أو أظن هكذا ثم يقوى الظن بأمارات أنا أظن هو الذي فعل كذا هنالك ظن هكذا يعتري الذهن اعتراء بدون دليل هذا فيه نسبة شك ثم يقوى هذا الظن عنده أمارات تدل على قوة الظن حتى يصل إلى العلم. أيقنا ترتقي إلى درجة العلم، نذكر مثلاً في القرآن الكريم (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) الحاقة) هل كان شاكّاً؟ لا. (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ (249) البقرة) يظنون يعني موقنون بلقاء الله تعالى. الظنّ درجات هو هكذا يعتري من دون أي دليل يظن ثم يقوى بحسب الأدلة إلى أن يصل إلى اليقين لكن أهل اللغة يقولون أن الظن هو علم ما لم يُبصر ما يقول ظننت الحائط مبنياً الأشياء التي تُرى وتُبصر لا يقال ظنّ، الظن علم ما لم يُبصر أنت توقن لكن ليست الأشياء المبصَرة لا تقول أظن أن الحائط مبنياً وهو أمامك لا يصح هذا التركيب لكن تقول أظن أن وراء الحائط فلان، هذا أمر آخر يجوز فيه الظن لكن شيء تبصره وتقول أظنه هذا لا يصح ولذلك هم قالوا الظن درجات حتى يصل إلى اليقين.

ﵟ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا ﵞ سورة الجن - 12


Icon