الوقفات التدبرية

*ما الفرق بين الفِرار والهروب في قوله تعالى (لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ...

*ما الفرق بين الفِرار والهروب في قوله تعالى (لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا (18) الكهف) و (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا (12) الجنّ)؟ الهرب فيها نوع من الذعر حتى في المعجمات "أهرب جده في الذهاب من العورة" فيها ذعر. ويبدو أن هذا الكلام فيه صحة لأن مقلوبها الرهبة والرهبة من الخوف وقسم من النحاة وابن جني صاحب الاشتقاق الأكبر يجد خيطاً في تقليبات الكلمة والخليل في كتابه العين صنع نفس الأمر (وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ (32) القصص) (لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154) الأعراف) فمن تقليباتها الرهبة والخوف لذلك قسم من اللغويين ذهب أن الهرب قد يكون فيه ذعر. الفرار هو حركة وهذا أصل اللغة ومنه رفيف جناح الطائر فيه حركة. فيبدو أن الهرب فيه ذعر في أصله والفِرار ليس بالضرورة (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) عبس) ليس بالضرورة فيه ذعر والفرار فيه حركة وأصل الكلام والتعبير اللغوي أن الهرب فيه ذعر والفرار يحتمل لكن ليس بالضرورة والسياق يحدد. القرآن الكريم استخدم هرب. أبق تقال أبق العبد لسيده تحديداً (إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) الصافات).

ﵟ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا ﵞ سورة الجن - 12


Icon