الوقفات التدبرية

*(عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26)) ما...

*(عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26)) ما دلالة تكرار الغيب في الآية؟ والله أعلم الغيب الثاني غير الأول. الغيب مختلف وليس بدرجة واحدة، قسم استأثر به لا يُطلع عليه أحد مثل علم الساعة وأشياء أخرى إستأثر بها. هنالك من الغيوب ما استأثر الله بعلمه، وقسم من الغيوب أعلم بها الأنبياء بالوحي وقسم من الغيوب عامة مثل ما يراه الإنسان في المنام قبل أن يقع (هذه الرؤيا الصادقة) كثير من الناس يرون رؤى تقع بعد يوم أو يومين بدقتها، هذا مما لا يعلمه أحد. قسم من الغيوب يطلعها ربنا بإلهام لكن هنالك غيوب استأثر بها ربنا سبحانه وتعالى وقسم للمرتضين من رسله، لمن ارتضى من رسله، يعطي الغيب لمن يريد من الرسل مثلاً في عيسى قال (وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ (49) آل عمران) لم يذكر هذا في إبراهيم ولم يذكر هذا في نوح. إذن الغيوب هي ليست غيباً واحداً إذن هنالك غيب ربنا سبحانه وتعالى لا يطلعه على أحد أو يطلع المرتضين من رسله ما شاء من ذلك. إذن هو عالم الغيب والشهادة على الإطلاق، يعني الحلم الذي رآه يوسف وهو صغير تأويله جاء بعد سنوات ورؤيا الملك هذا غيب من يعلم بها؟ قد تكون الرؤيا صادقة كلوحة تماماً مثل تصوير الفيديو فتكون واضحة بدقتها. إذن الغيب ليس واحداً لكن ربنا يطلع من يشاء (إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ (27)) هذا غيب خاص. ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ﴾ هذه عامة ﴿فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا﴾ له غيوب خاصة لا يطلع أحداً عليها إلا من ارتضى من رسول يطلعه عليه. ولو قال فلا يطلع عليه يعني كل الغيب. قال غيبه بالإضافة هذه خاصة والغيب الأولى عامة.

ﵟ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا ﵞ سورة الجن - 26


Icon