الوقفات التدبرية

آية:١٩٩ *ما الفرق من الناحية البيانية بين فعل أنزل ونزّل وبين أُنزل...

آية:١٩٩ *ما الفرق من الناحية البيانية بين فعل أنزل ونزّل وبين أُنزل إليك وأُنزل عليك؟(د.فاضل السامرائى) أنزل على صيغة أفعل ونزّل على صيغة فعّل وهي تفيد التكثير كقوله تعالى ﴿تفجُر لنا من الأرض ينبوعا﴾ وقوله ﴿فتفجّر الأنهار﴾ استعمل صيغة تفجر للينبوع والصيغة التي تفيد التكثير تفجّر للأنهار لأنها أكثر. كم أن فعّل تفيد التدرج كما جاء في سورة آل عمران (نزّل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لمل بين يديه من التوراة والإنجيل، آية 2) وقوله تعالى ﴿وأنزل التوراة والإنجيل﴾ وقوله تعالى ﴿والكتاب الذي نزّل على رسوله﴾ هنا التنزيل كان منجمّاً وصيغة نزّل تفيد الإهتمام، أما في قوله تعالى ﴿وأنزل التوراة والإنجيل﴾ جاء الفعل أنزل لأنه نزل جملة واحدة. وعلى هذا النحو الفرق بين فعل وصّى التي يستخدم للأمور المعنوية وقعل أوصى للأمور المادية. ثم إن استخدام أنزل إليك أو أنزل عليك لها دلالتها أيضاً. نزله إليك لم تستعمل إلاّ للعاقل كما جاءت في القرآن للتعبير عن الرسول (نُزّل إليكم)، أما عليك فتستعمل للعاقل وغير العاقل كما في قوله تعالى ﴿لو أنزلنا هذا القرآن على جبل﴾ وقوله تعالى ﴿نزّله على قلبك﴾. وفي العقوبات لم يستعمل إلا على ولم تأتي إلى مع العقوبات.

ﵟ وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۗ أُولَٰئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﵞ سورة آل عمران - 199


Icon