الوقفات التدبرية

ما هو تفسير الآية (قل هو الله أحد) وما الفرق بينها وبين الله أحد أو...

ما هو تفسير الآية ﴿قل هو الله أحد﴾ وما الفرق بينها وبين الله أحد أو الله واحد؟ (د.فاضل السامرائى) ﴿أحد﴾ إذا لم تضف فيُراد بها عموم العقلاء ومن يصح خطابه، وإذا أضيفت فهي بحسب المضاف إليه نقول أحد الكتب، أحد الأقلام، تكون بحسب المضاف إليه. إذا لم تضف يراد بها عموم العقلاء ومن يصح خطابه فيلزم الإفراد والتذكير (يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء (32) الأحزاب). إذن كلمة ﴿أحد﴾ تقع على المفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث لمن يصح خطابه من العقلاء. كلمة ﴿واحد﴾ تستعمل للعاقل وغير العاقل رجل واحد، قلم واحد، كتاب واحد. * ربما خارج القرآن نقول الله واحد؟ الآن نحن نفرق بين أحد وواحد من حيث اللغة ثم نأتي إلى السؤال. * إذن ما فهمناه منكم أن ﴿أحد﴾ إما تستخدم مضافة أو مفردة، إذا كانت مضافة فبحسب المضاف إليه وإذا كانت مفردة للعاقل من يصح خطابه وتكون بلفظ واحد تلزم الإفراد والتذكير؟ استعمل القرآن كلمة واحد لما يقابل الإثنين والثلاثة (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ (73) المائدة). الواحد يدخل في الأحد أما الأح فلا يدخل في الواحد. إذا قلت الله أحد دلّ على أنه واحد ودلّ أيضاً على الحياة والعلم لأنه خطاب للعاقل، إذا قلت واحد يدل على أنه واحد لكن لا يدل على من يصح خطابه، لم يدل على الحياة والعلم. إذن ﴿أحد ﴾لا تدل فقط على العدد وإنما على الحياة والعلم. أما ﴿واحد﴾ فليس بالضرورة. إذن هذا أمر، إذن ﴿أحد﴾ من هذه الناحية لها دلالة خاصة. ﴿أحد﴾ صفة مشبهة على وزن فعل مثل بطل وحسن، (على صيغة فعل) صفة مشبهة مثل حسن وبطل. أما واحد فلا، واحد هي إسم فاعل. لا شك أن الصفة المشبهة أثبت واقوى من إسم الفاعل. الصفة المشبهة لا شك أقوى وأثبت الواحد تزول وحدانيته إذا كان له نظير كنت واحداً فصرنا اثنين. ربنا سبحانه وتعالى جمع لنفسه الأمرين مرة يقول أحد ومرة يقول واحد بحسب السياق. كما سمى نفسه مرة يقول عالم ومرة يقول عليم، مرة يقول غافر ومرة يقول غفور. أحياناً إذا اقتضى الرد على من يقول اثنين أو ثلاثة يقول واحد وإذا أراد الثبوت أو معنى آخر الحياة والعلم يقول أحد لأن واحد لا تدل بالضرورة على العلم. هم يقولون كلمة ﴿أحد﴾ الواقعة في الإثبات من دون شرط ولا نفي لا تكون إلا لله، يعني لما تقول العرب (هو أحد) لم تُستعمل إلا لله فقط من دون نفي أو شرط ، وإذا قالوا ﴿وإن أحد﴾ يعني أحد من الناس. إذا قلت (هو أحد) لا تقال إلا لله. (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ (6) التوبة) هذه ﴿إن﴾ الشرطية، فيما عدا الشرط والنفي والاستفهام لا تقال في الإثبات. هكذا مجردة من دون إضافة ولا شرط عندما نقول (هو أحد) يعني الله، خاص بالله فقط. إذا قلت فلان لا يقاومه واحد يحتمل أنه يقاومه اثنان. إذا قلت لا يقاومه أحد لا ينصرف الذهن إلى اثنين أبداً. نحن في الدراسات الحديثة عرفنا أن كلمة أحد أقدم من كلمة واحد في الأصل، * من حيث الاستعمال اللغوي؟ في الاستعمال اللغوي، في اللغة يعني الأسبق وجوداً، كلمة أحد كلمة قديمة وكلمة واحد لم تكن موجودة وإنما جاءت بعد كلمة أحد. كلمة أحد في اللغة السامية القديمة ليس هنالك واحد، هي أحد تستعمل للأحد والواحد وكلمة واحد اشتقت منها فيما بعد، إذن كلمة واحد مشتقة جديداً وكلمة أحد أقدم. * ما معنى هذا؟ استعمل أحد التي هي القُدمى للقديم الذي ليس له كفواً أحد. * حتى يراعي زمن اللفظ وزمن الاستعمال؟ مع القِدَم قِدم الله سبحانه وتعالى. * السؤال الذي يلح على ذهني تقريباً في كل حلقة الكفار كانوا يفهون هذا الكلام ويعونه؟ يعرفون الفرق بين واحد وأحد؟ طبعاً ويعرفون أكثر منه. * إذن لماذا لم ينسجوا على مثل القرآن طالما أنهم يفهمون اللغة ويعونها حق الفهم ماذا ينقصهم؟ إذا كنت تفهم خطبة خطيب أوكلام بليغ أو كلام شاعر هل بالضرورة تستطيع أن تنسج مثله؟ يعني الآن لو أعطيتك قصيدة للمتنبي أو قصيدة للبحتري وتقرأها وتعرف كل معانيها هل بالضرورة لأنك تفهمها تستطيع أن تنسج مثلها؟ * لا، إذن الفهم شيء والنظم شيء آخر. إذن كما يقول الجرجاني الإعجاز يكمن في النظم. أنا أذكر كان عندنا أستاذ صار رئيس مجمع علمي فيما بعد رحمه الله كان إذا تكلم نثر وهو رئيس محمد علمي كان الجالسون يقولون له أعِد لجمال كلامه ونحن نعرف أن الشاعر يقال له أعِد أما النثر فلا يقال له أعِد. كان كلامه جميل ومرتب وعباراته في غاية الجمال ليس بالضرورة أننا نفهم كلاماً أن ننسج مثله.

ﵟ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﵞ سورة الإخلاص - 1


Icon