الوقفات التدبرية

آية (22 - 24) : * (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ...

آية ﴿22 - 24﴾ : * (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) المائدة)- (قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) المائدة) لماذا جاءت أبداً في الآية الثانية ؟ الآية تقول (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ (20) يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22)) هذه أريحا وكانت عاصمة العماليق والعماليق أشداء. رجلين وهما يوشع بن نون وكالب من علمائهم وأحبارهم المعروفين ومساعدي سيدنا موسى عليه السلام، من أكارم القوم (قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ (23)) يخافون الله عز وجل ويخافون على بني إسرائيل ولهم صلة بالله سبحانه وتعالى صلة قدسية ومن أصحاب الكرامات. إذا كان سيدنا موسى عنده معجزات فهذان الحبران العظيمان لهما كرامات (قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (23)) فقط اذهبوا للباب، تحركوا قليلاً وبقوا أسبوعاً كاملاً وهم يحاورونهم ويطلبون منهم أن يتحركوا قليلاً ليصلوا إلى الباب ورب العالمين سيفتح لكم أبواب أريحا كاملة، وبعد أسبوع من المفاوضات والإقناع قالوا (قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24)). لماذا في الاية قبلها قالوا ﴿وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا﴾ وهنا أضاف ﴿أبداً﴾ ﴿قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا﴾ بعد كل هذا الإقناع من عالمين عظيمين من حبرين كريمين من أتباع سيدنا موسى من أصحابه العظام ومحترمون عند بني إسرائيل لعلمهم وتعهدوا قالوا إن الله أخبرنا أنه ما إن تصلوا إلى الباب حتى يفتح المدينة لكم قالوا أبداً (قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24)) قال (قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25) المائدة) بعد أن بقوا يجادلون هذين الحبرين يوشع بن نون وكالب، اسبوع ولم يتحركوا شعرة أضافوا عناداً جديداً قالوا ﴿قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا﴾ إذا كان هذا الجدال وهذا الموقف غير المتزعزع والإصرار على الرأي والعودة بالمفاوضات إلى نقطة الصفر مع مساعدي نبيهم وهم أنبياء في بعض الروايات أن يوشع بن نون نبي عند بعض المفسرين ومع هذا قالوا (قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24)) لذا قال (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26)) جزاء على هذا الموقف. رب العالمين في زمن الأنبياء عاقبهم بأنهم تاهوا أربعين سنة، انتهى هذا الأسلوب بعد النبي صلى الله عليه وسلم بعدما جاء رحمة للعالمين. الإنتقام الجماعي من رب العالمين على أصحاب الديانات الذين يعصون كما كان قبل محمد عليه الصلاة والسلام كانت تأتيهم ريح صرصر والآن انتهى.

ﵟ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ﵞ سورة المائدة - 22


Icon