الوقفات التدبرية

قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ...

قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[التغابن: 14]. حيث قدم الأزواج على الأولاد؛ لأنه قد حكم عليهم بعداوتهم لهم, ووقوع ذلك من الأزواج أكثر منه في الأولاد, ولذلك قدمهم. والله أعلم. وقوله: ﴿عَدُوًّا ﴾ بمعنى ﴿أعداء﴾؛ لأن ﴿عَدُوًّا ﴾على وزن (فعول) الذي يستوي فيه المفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث, قال تعالى: ﴿قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ﴿75﴾ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ ﴿76﴾ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿77﴾ ﴾[الشعراء: 77:75 ], ولذلك قال بعده: ﴿فَاحْذَرُوهُمْ ﴾, فأعاد عليه ضمير الجمع. ثم تأملوا قوله تعالى: ﴿وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾, فترتيب العفو والصفح والغفران جاء في غاية الإبداع والروعة, فبدأ بالعفو, وهو ترك العقوبة, ثم ثنى بالصفح, وهو ترك التثريب واللوم والتعبير بالذنب, وختم بالغفران, وهو إخفاء الذنب وستره. فتبارك من تكلم بهذا البيان حقاً, وبلغه رسوله صلى الله عليه وسلم وحياً.

ﵟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﵞ سورة التغابن - 14

ﵟ قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ﵞ سورة الشعراء - 75

ﵟ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ ﵞ سورة الشعراء - 76

ﵟ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ﵞ سورة الشعراء - 77


Icon