الوقفات التدبرية

قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ...

قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ } [يونس: 48، 49]. هذه الآية شاهد آخر على الفرق بين استعمال وإنه واستعمال وإذا به، فالكفار يستبعدون صدق الرسول والمؤمنين بقيام الساعة ،والفصل بين الخلائق ، ولذلك استعملوا ﴿ إن ﴾ الدالة على استبعاد حصول الشيء، فقالوا: ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين )، ولم يقولوا : (إذا كنتم صادقين)، فكأنهم يقولون لهم: أنتم غير صادقين ، أما عند الله تعالى وعند رسوله وعند المؤمنين فالأمر متحقق الوقوع، ولذلك استعمل وإذا ، فقال : إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون . وقال الله في الآية الأولى:ضرا ولا نفعا ، ولكنه قال في سورة الأعراف : قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ي ، فقدم في سورة ﴿يونس﴾ الضر على النفع، وعكس ذلك في سورة ﴿الأعراف﴾، والسر في ذلك - والله أعلم - أن ما في سورة لأعراف من تقديم النفع على الضر جاء في سياق الكلام عن قيام الساعة، وهذا موقف پر جو فيه كل إنسان النفع، ويخشى الضر،ويتمنى فيه تعجيل الثواب، والسلامة من العقاب ؛ لذلك قدم النفع، أما في سورة ﴿يونس﴾ فإنه جاء في سياق الرد على استعجال الكفار عذاب الله تعالى وما يتوعدهم به الرسول من الضر، استهانة منهم وتكذيبا ، فتقديم الضر على النفع لأنه هو المطلوب لمجازاة الكفار، وهو ما يحقق رغبتهم المبنية على الاستهزاء والسخرية . والله أعلم

ﵟ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﵞ سورة يونس - 48


Icon