الوقفات التدبرية

قال تعالى: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ...

قال تعالى: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ٢٠﴾ [العنكبوت: 20]. وقال: ﴿فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ﴾ [الملك: 15]. سؤال: لماذا قال في آية العنكبوت ﴿سِيرُوا﴾، وقال في سورة الملك ﴿فَامْشُوا﴾، وما الفرق بين السير والمشي؟ الجواب: يقال (سار القوم) ((إذا امتد بهم السير في جهة ما توجهوا إليها، أما المشي فلانتقال الخطى وإن كانت قليلة. والسير قد يكون للسفر وللتجارة والضرب في الأرض، وللاعتبار والاتعاظ ولغير ذلك على أن يكون ممتداً. قال تعالى: ﴿۞فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلۡأَجَلَ وَسَارَ بِأَهۡلِهِۦٓ ءَانَسَ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ نَارٗاۖ﴾. وقال: ﴿سِيرُواْ فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا ءَامِنِينَ١٨﴾ (سبأ: 18)، وهو سير متطاول ممتد يستغرق ليالي وأياماً كما قال ربنا. وقال: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا﴾ [الحج: 46]، وهو سير للعبرة. ونحوه قوله: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ﴾ [العنكبوت: 20]. أما المشي فيكون على الأرجل وإن كان قليلاً، قال تعالى: ﴿وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ﴾ [لقمان: 18]. وقال: ﴿فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ﴾ [القصص: 25]. وقال: ﴿إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي﴾ [الفرقان: 20]. (أسئلة بيانية في القرآن الكريم - الجزء الأول – صـ 140، 141)

ﵟ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﵞ سورة العنكبوت - 20

ﵟ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﵞ سورة الملك - 15


Icon