الوقفات التدبرية

قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ...

قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ٢٩﴾ [فاطر: 29]. سؤال: لماذا جاء بالفعل ﴿يَتۡلُونَ﴾ مُضارعاً؟ وبالفعلين ﴿َأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ﴾ و ﴿أَنفَقُواْ﴾ ماضيين؟ وما سرّ هذا الترتيب؟ الجواب: جاء بالفعل ﴿يَتۡلُونَ﴾ مُضارعاً للدلالة على الاستمرار والتجدد؛ لأنه أكثر مما بعده، فإن الذين يُقيمون الصلاة لابد أن يتلوا فيها كتاب الله، ولا تكون صلاة من غيره تلاوة. والتلاوة قد تكون في غير الصلاة، ولا يُشترط فيها ما يُشترط في الصلاة من وضوء أو استقبال قبلة أو أوقات معينة، فهي أكثر من الصلاة، وهي لا شك أكثر من الإنفاق. فجاء بالفعل فيها مضارعاً للدلالة على الاستمرار والتجدد. وأما سر ّالترتيب في الآية واضح فإنه تدرج من الكثرة إلى القلة، فالتلاوة أكثر من الصلاة كما ذكرنا، والصلاة أكثر من الإنفاق، فإن الصلاة المكتوبة فقط خمسة أوقات في اليوم والليلة عدا السنن، والإنفاق لا يكون بهذه الكثرة. هذا إضافة إلى الصلاة فرض على الجميع بخلاف الإنفاق فإن كثيراً من المصلين لا يجب عليهم الإنفاق، وإنما قد تُصرف إليهم بعض وجوه الإنفاق كما هو معلوم. (أسئلة بيانية في القرآن الكريم - الجزء الأول – صـ 153)

ﵟ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ﵞ سورة فاطر - 29


Icon