الوقفات التدبرية

قال تعالى في سورة (ص): ﴿اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ...

قال تعالى في سورة (ص): ﴿اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ١٧﴾ [ص: 17]. وقال في سورة الذاريات: ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَييْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ٤٧﴾ [الذاريات: 47]. سؤال: لماذا رُسمت ﴿الْأَيْدِ﴾ في سورة (ص) بياء واحدة، ورُسمت في سورة الذاريات ﴿بِأييْدٍ﴾ بياءين مع أنهما كلمة واحدة، ولفظ واحد؟ الجواب: من المعلوم أن رسم المصحف لا يُقاس عليه، ولكن مع ذلك كان هذا في الرسم جانباً بيانياً. إن معنى ﴿الأيد﴾ هو القوة في الآيتين، ولكن لما كانت قوة الله زائدة على قوة داود زيد في الرسم. ومما سوّغ ذلك أيضاً أن الله سبحانه عبّر عن نفسه بضمير الجمع للتعظيم، فقال: ﴿بَنَيْنَاهَا﴾ وقال: ﴿وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ بخلاف كلامه على داود، فناسب جمع ياءين في موطن الجمع، والإفراد في مواطن الإفراد علماً بأن هذا النوع من الرسم كان جارياً في ذلك الوقت أعني زيادة حرف علة في الرسم. فناسب كل رسم موضعه، وهو من لطيف الرسم، والله أعلم. (أسئلة بيانية في القرآن الكريم - الجزء الأول – صـ 163)

ﵟ اصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﵞ سورة ص - 17

ﵟ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﵞ سورة الذاريات - 47


Icon