الوقفات التدبرية

في سورة المرسلات ذكر الله عقوبة الكافرين في الآخرة فقال:...

في سورة المرسلات ذكر الله عقوبة الكافرين في الآخرة فقال: ﴿ٱنطَلِقُوٓاْ إِلَىٰ مَا كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ٢٩ ٱنطَلِقُوٓاْ إِلَىٰ ظِلّٖ ذِي ثَلَٰثِ شُعَبٖ ...﴾ وما بعدها. ثم ذكر جزاء المتقين فقال: ﴿إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي ظِلَٰلٖ وَعُيُونٖ٤١ وَفَوَٰكِهَ مِمَّا يَشۡتَهُونَ ....﴾ وما بعدها. ثم عاد إلى جزاء الكافرين فقال: ﴿كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجۡرِمُونَ٤٦ وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ ...﴾ وما بعدها. فلِمَ ذاك؟ ولِمَ لَم يذكر جزاء الكافرين في مكان واحد؟ الجواب: ليس الأمر كما توهم السائل، وإنما جرى ذكر أحداث السورة ومشاهدها في نمط معين ومنهج واضح، وذلك على النحو الآتي: 1 – إن المشهد الأول في السورة بعد القسم بالمرسلات، وما بعدها إنما هو في أحداث يوم القيامة، وهو قوله: ﴿فَإِذَا ٱلنُّجُومُ طُمِسَتۡ٨ وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ فُرِجَتۡ٩ وَإِذَا ٱلۡجِبَالُ نُسِفَتۡ ....﴾. ثم عاد إلى تذكير الناس بإهلاك مَن تقدمهم، وتذكيرهم بنعم الله عليهم ليتّعظوا، فقال: ﴿لِّلۡمُكَذِّبِينَ١٥ أَلَمۡ نُهۡلِكِ ٱلۡأَوَّلِينَ١٦ ثُمَّ نُتۡبِعُهُمُ ٱلۡأٓخِرِينَ١٧ كَذَٰلِكَ نَفۡعَلُ بِٱلۡمُجۡرِمِينَ١٨ وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ١٩ أَلَمۡ نَخۡلُقكُّم مِّن مَّآءٖ مَّهِينٖ٢٠ فَجَعَلۡنَٰهُ فِي قَرَارٖ مَّكِينٍ ...﴾. 2 – ثم عاد إلى ذكر الجزاء في الآخرة، فذكر جزاء المكذبين، ثم ذكر بعده جزاء المتقين، وهو ما يقع بعد أحداث القيامة، والفصل بين الخلائق، فقال في جزاء المكذبين: ﴿لِّلۡمُكَذِّبِينَ٢٨ ٱنطَلِقُوٓاْ إِلَىٰ مَا كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ٢٩ ٱنطَلِقُوٓاْ إِلَىٰ ظِلّٖ ذِي ثَلَٰثِ شُعَبٖ...﴾. وقال في جزاء المتقين: ﴿إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي ظِلَٰلٖ وَعُيُونٖ٤١ وَفَوَٰكِهَ مِمَّا يَشۡتَهُون ...﴾. ثم عاد إلى تذكير الناس في الدنيا ليتعظوا فقال: ﴿كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجۡرِمُونَ٤٦ وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ٤٧ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرۡكَعُواْ لَا يَرۡكَعُونَ٤٨ وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ٤٩ فَبِأَيِّ حَدِيثِۢ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ﴾. فقوله: ﴿كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ﴾ إنما هو تهديد ووعيد للكافرين في الدنيا، فالتمتع القليل إنما هو في الدنيا، وأما في الآخرة فليس لهم تمتع لا قليل ولا كثير. ثم قال: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرۡكَعُواْ لَا يَرۡكَعُونَ﴾ وهذا إنما هو في الدنيا وليس في الآخرة، وكذلك قوله: ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثِۢ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ﴾. فمنهج السورة واضح بيّن وهو جارٍ على حسب جريان الأحداث مع التذكير للاتعاظ. (أسئلة بيانية في القرآن الكريم - الجزء الأول – صـ 187، 188)

ﵟ انْطَلِقُوا إِلَىٰ مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﵞ سورة المرسلات - 29

ﵟ انْطَلِقُوا إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ ﵞ سورة المرسلات - 30

ﵟ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ ﵞ سورة المرسلات - 41

ﵟ وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ ﵞ سورة المرسلات - 42

ﵟ كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ ﵞ سورة المرسلات - 46

ﵟ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ﵞ سورة المرسلات - 47


Icon