الوقفات التدبرية

برنامج لمسات بيانية *(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ...

برنامج لمسات بيانية *(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) الرحمن) (وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62)) هل يمكن شرح مفصل للآيتين؟(د.فاضل السامرائى) نقرأ الآيات حتى تتضح (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51) فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59) هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61)) هذا وصف الجنتين وقال ﴿وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ﴾ أي أقل منهما في الجزاء (وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63) مُدْهَامَّتَانِ (64) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67) فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (74) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75) مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77)). في الأولى قال ﴿ذَوَاتَا أَفْنَانٍ﴾ وفي الثانية قال ﴿مُدْهَامَّتَانِ﴾ الأولى أعلى لأن الأفنان تطلق على ضروب عدة والأفنان جمع فنن وهي عموم النعم هذه لا يفيد معها مدهامتان، مدهامتان أي شديدتا الخضرة تميل إلى السواد لم يذكر نِعَم وإنما ذكر الخضرة، مدهامتان كلمة عربية هذه صيغة إفعالّة وهي قليلة في اللغة مثل إحمارّ واصفارّ وهي أشد وفيها مبالغة أكثر، أدهم من مدهامتان أي يميل إلى السواد. مدهامتان أي مائلتان إلى السواد من شدة الخضرة. فهنا إذن ﴿ذَوَاتَا أَفْنَانٍ﴾ أعلى. ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ﴾ مقابل ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ﴾ أي فيهما ماء قليل وتجريان أقوى، وأقل من الضخ النضح. ﴿فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ﴾ أكثر وأقوى من ﴿فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ﴾. ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ﴾ مقابل ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ﴾ في الأولى ذكر البطائن ولم يذكر الظاهر، البطائن من استبرق فما بالك بالظواهر؟ ولذلك قسم قالوا الظواهر هي من النور الجامد. قال ﴿فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ﴾ مقابل ﴿حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ﴾ قاصرات لا تنظر إلى غير زوجها لا ترى أفضل منه ولا أحب منه فهي قاصرة الطرف على زوجها، أما مقصورات أي مثل المحبوسات في الخيام محددة إقامتهم. وقال ﴿كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ﴾ ولم يقلها في مقصورات في الخيام ﴿كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ﴾ ثم قال ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ ولم يقل مثل ذلك في الثانية. إذن في كل لفظة الأولى أعلى ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾. سؤال: لكن ربما يظهر سؤالاً أن الجنتان الأولى جزاء لمن خاف مقام ربه فلمن اللتان من دونهما؟ لا نعلم، ربما لمن هو دونهم. كل من يقول لا إله إلا الله موحد يدخل الجنة. الجنان هي جنان وذكر الآن جنتين، جنتان هما بستانان خارج القصر وداخله الجنة بمعنى البستان وذكر القدامى أنه تكرر فبأي آلآء ربكما تكذبنان في كل جنة ثماني مرات على عدد أبواب الجنة وأبواب الجنة ثمانية كما في الحديث. الأبواب هي واحدة. استطراد من المقدم: ربما يكون المكان واحد لكن الدرجة وما بها من مميزات تختلف من واحدة عن الأخرى. بالطبع (لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ (4) الأنفال).

ﵟ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﵞ سورة الرحمن - 46


Icon