الوقفات التدبرية

قال تعالي في سورة هود : { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ...

قال تعالي في سورة هود : ﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ ﴾ [ هود : 35 ] . وقال في سورة سبأ : ﴿ قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [ سبأ : 25 ] . سؤال : لماذا قال في آية هود : ﴿ مِّمَّا تُجْرَمُونَ ﴾ بنسبة الإجرام إليهم , وقال في ﴿ سبأ ﴾ : ﴿ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ بنسبة العمل إليهم ؟ الجواب : في آية هود نسبوا الافتراء إليه – صلي الله عليه وسلم – قال تعالي : ﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ﴾ . فقال لهم : ﴿ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي ﴾ أي : عقوبته وإثمه , وإن لم يكن الأمر كذلك , فإنهم أجرموا بحقه في نسبة الافتراء إليه , وهو برئ من إجرامهم . ويحتمل أن يكون قوله : ﴿ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ ﴾ تقرير أمر ؛ أي أنتم نسبتم الافتراء إلي , والحال أني برئ من ذلك , ومما تفعلونه من إجرام . جاء في ( الكشاف ) : " والمعني إن صح وثبت أني افتريته فعلي عقوبة إجرامي ؛ أي افترائي . ﴿ وَأَنَاْ بَرِيءٌ ﴾ يعني : ولم يثبت ذلك وأنا برئ منه , ومعني ﴿ مِّمَّا تُجْرَمُونَ ﴾ من إجرامكم في إسناد الافتراء إلي فلا وجه لإعراضكم ومعاداتكم " . وأما في آية سبأ , فهم لم ينسبوا إليه أو شيئا , وإنما هي من باب الإنصاف . وقد قال فبلها : { وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ض ضَلَالٍ مُّبِينٍ } [ سبأ : 24 ] . جاء في ( الكشاف ) في قوله : ﴿ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴾ : " هذا من الكلام المنصف ؛ الذي كل ما سمعه من موال أو مناف قال لمن خوطب به : قد أنصفك صاحبك " . وقال في قوله : ﴿ قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ : " هذا أدخل في الإنصاف وأبلغ من الأول ؛ حيث أسند الإجرام إلي المخاطبين ( بكسر الطاء ) , والعمل إلي المخاطبين " . (أسئلة بيانية في القرآن الكريم الجزء الثاني ص : 63)

ﵟ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ ﵞ سورة هود - 35

ﵟ قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﵞ سورة سبأ - 25


Icon