الوقفات التدبرية

برنامج لمسات بيانية آية (161): *ما الفرق بين قيماً وقيّماً في الآيات...

برنامج لمسات بيانية آية (161): *ما الفرق بين قيماً وقيّماً في الآيات (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) الأنعام) (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا (1) قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) الكهف) لماذا قال هنا قيماً وهنا قيّماً؟ استطراد من المقدم: هل يجوز أن نقول لماذا قال ربنا؟ سؤال المستفهم أو يقول ما دلالة هذا؟ السؤال عن الدلالة أو ما الفرق بين كذا وكذا وإذا قلنا لماذا قال فنحن لا نحاسب الله تعالى عز وجل وإنما سؤال المستفهم. الفرق بين قِيَم وقيّم، القيم مصدر مثل الصِغَر والكِبَر فعلها قام يقوم قِيَماً معناه الاستقامة (قِيَم على وزن فِعَل) مثل صِغَر وعِظَم، قِيَم معناها الاستقامة ﴿إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا﴾ مستقيماً وليس فقط مستقيم وإنما مبالغة في الاستقامة هو الاستقامة بعينها. القيّم المستقيم صفة مشبهة في الكهف ﴿قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ﴾ القيّم صفة مشبهة مثل سيد وجيد وطيب وهين وليّن. صفة مشبهة بإسم الفاعل تفيد الثبوت، المعروف في الدراسات أنها صفة مشبهة لكن القدامى يسموه الصفة المشبهة بإسم الفاعل لأنها مشبهة من حيث العمل لأنها ترفع فاعل. إذن قيّم صفة مشبهة والقِيَم مصدر، القيّم معناه المستقيم والقِيَم معناه الاستقامة. القِيَم هو المصدر معناه الاستقامة والقيّم مستقيم صفة مشبهة وقسم قال مبالغة قيّم معتدل لا إفراط ولا تفريط أو قيماً على سائر الكتب شاهداً لصحتها ناسخاً لها وتقول هذا قيم على مصالح العباد يتولاهم والقيم الكامل المكمل لغيره والقيم السيد القيّم من يسوس الأمر، كل هذا قيّم في اللغة. فلما قال أنزل الكتاب قال قيّماً يعني هو مستقيم وقيّم على الكتب وقائم على مصالح العباد، في الآية ﴿قِيَم﴾ وصفه بالمصدر للدلالة على استقامته يعني هو الاستقامة بعينها. هنالك أمر لو نظرنا في سورة الكهف قال (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا (1) قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) الكهف) هذا شأن القيّم الذي يبشر وينذر، القيّم الذي يقوم على الأمر ويسوس، القيّم على الأمر هو الذي يفعل هذا فلما ذكر هذه الأمور ناسب كلمة ﴿قيّم﴾ أما في الآية الأخرى ليس فيها شيء فقال (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) الأنعام) إذن ناسبت قيّما ما جاء في سورة الكهف. سؤال: ما فائدة كل هذه الدلالات؟ لاحظ ﴿إن أدري﴾ في الأمور التي لا يحتمل أنه يعلم بها مثلاً وهي أقوى شيء، نفي قوي. (ما أو لا) لا تحتمل هذا المعنى، لو قال ما أدري هذا نفي الحال لكن يمكن أن يعلم في المستقبل والنحاة ينصون عليها أن ﴿ما﴾ إذا دخلت على المضارع نفت الحال. ومن أول ما يقال إذا قلت هو يفعل فإن كان فيه حالفاً نقول ما يفعل وإن كان استقبال يقول لا يفعل، الدلالة مقصودة بحد ذاتها للتعبير عن المضلمين وليس السياق وإنما الدلالة فهي مقصودة. لما تقول والله لقد فعل نفيها ما فعل لا تقل والله لم يفعل تجيب القسم بـ ﴿ما﴾ مع الفعل الماضي، والله ما فعل، والله ما قلت (وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23) الأنعام) لم يقل لم نكن مشركين، كل واحدة لها جوابها

ﵟ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﵞ سورة الأنعام - 161

ﵟ قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ﵞ سورة الكهف - 2


Icon