الوقفات التدبرية

برنامج لمسات بيانية آية (42): *ما هي اللمسات البيانية في الآيات...

برنامج لمسات بيانية آية (42): *ما هي اللمسات البيانية في الآيات المتشابهة (وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) الأنعام) (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) الأعراف)؟ نقرأ الآيتين في الأنعام (وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) الأنعام) وفي الأعراف (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) الأعراف) إذن هناك ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ﴾ والآية الأخرى ﴿لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ﴾. بناء (يتفعّل) أطول من بناء يفّعل (خمسة مقاطع/ أربع مقاطع). إذن يتضرعون بناء أطول. في (يفّعّل يضّرّع) تضعيفان (تضعيف بالضاد وتضعيف بالراء) وفي ﴿يتضرّعون﴾ تضعيف واحد في الراء هذا من حيث اللغة. في (يتفعّل) تفعّل هي للتدرج والحدوث شيئاً فشيئاً مثل تخطّى تمشّى تدرّج تجسّس فرق بين مشى وتمشى، ثم يقال يأتي للتكلف مثل بذل الجهد مثت تصبّر تحمّّل. ﴿يفعّل﴾ فيها مبالغة وتكثير (قطّع وكسّر) إذن أطول وأقل تدرج ومبالغة. قال ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ﴾ ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ﴾ أمم أكثر من قرية فجاء بالبناء الأطول ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ﴾ ولما قال قرية قال ﴿يَضَّرَّعُونَ﴾ فناسب البناء الأمم. ثم قال ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ﴾ الإرسال إلى يقتضي التبليغ ولكن لا يقتضي المكث أرسلته إليه إرسالاً، ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ﴾ ظرفية وصار فيها تبليغ ومكث، أيُّ الأدعى إلى كثرة التضرع الماكث أو المبلّغ؟ الماكث أدعى لكثرة التضرع، ﴿يَضَّرَّعُونَ﴾ جاء بكثرة المبالغة لأن فيها مكث أما ﴿يَتَضَرَّعُونَ﴾ لم يقل وإنما البناء الطويل لأنه أمم كثيرة قال ﴿يَتَضَرَّعُونَ﴾، ﴿يَضَّرَّعُونَ﴾ بناء أقل لأن هو على الأقل فيها مبالغة لأن فيها مكث فناسب كل واحدة. سؤال: لكن من حيث الدلالة القطعية لهما هي فعل واحد هي مادة واحدة فيها تضرع لكن اختلاف الصيغ بالطبع هناك اختلاف دلالات طبعاً وأحياناً يحصل العكس مثلاً عطى وأعطى، عطى تناول، أعطى أخذ (عطوت يعني أخذت) (لا تعطوه الأيدي) لا تتناوله. عطى تناول، أعطى أخذ ليس لها علاقة أن تكون مادة واحدة. فقط كونها أطول أو أقل أو مبالغة أو غير مبالغة مثل كسر كسّر، فتح وفتّح، قطّعت اللحم (قطّع صغيرة). سؤال: القرآن الكريم يراعي البناء الصرفي للحالة التي يتكلم عنها؟ هل العرب كانت تنحو هذا المنحى في كلامها؟ طبعاً. هي تفهم لكن لا تستطيع أن تتكلم هذا الكلام، هي تفهمه لكن هل تستطيع أن تفعل هذا في هذه السعة كلها؟ سؤال: إذا كانت تفهم هذا الكلام فلم لم تسطع أن تأتي بمثله؟ أنت تفهم كلام المتنبي لكن لا يمكن أن تقول شعراً مثله!.

ﵟ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ﵞ سورة الأنعام - 42

ﵟ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ ﵞ سورة الأعراف - 94


Icon