الوقفات التدبرية

برنامج لمسات بيانية قال تعالي في الأعراف ؛: { تِلْكَ الْقُرَى...

برنامج لمسات بيانية قال تعالي في الأعراف ؛: ﴿ تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَآئِهَا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ ﴾ [ الأعراف : 101 ] . وقال في يونس : ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَآؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلوبِ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [ يونس : 74 ] . سؤال : 1- لماذا قال في الأعراف : ﴿ بِمَا كَذَّبُواْ مِن ﴾ . وقال في يونس : ﴿ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن ﴾ فزاد ﴿ به ﴾ علي ما في الأعراف ؟ 2- لماذا اختلفت خاتمة كل من الآيتين , فقال في الأعراف : ﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ ﴾ . وقال في يونس : ﴿ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلوبِ الْمُعْتَدِينَ ﴾ فذكر الكافرين في الأعراف , وذكر المعتدين في يونس ؟ الجواب : 1- أما الجواب عن السؤال الأول , فقد ذكرناه في كتابنا ( التعبير القرآني )في باب الذكر والحذف , فلا نعيد الكلام فيه . وقد ذكرنا هناك أن الاطلاق هو سياق الأعراف , وأن التخصيص هو سياق آية يونس , وقد بينا ذلك ثمّ . 2- وأما الجواب علي السؤال الثاني , فإن قوله في الأعراف : ﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ ﴾ مناسب لما تقدم من قوله سبحانه : ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ﴾ . فناسب ذكر الكافرين بمقابل قوله : ﴿ آمَنُواْ وَاتَّقَواْ ﴾ فإن الكفر مقابل الإيمان , ومناسب لما قاله سيدنا شعيب في قومه قبل هذه الآيات : ﴿ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ ﴾ [ الأعراف : 93 ] فناسب ذلك ذكر الكافرين أيضا . وأما في يونس , فقد تقدم الآية ذكر قوم نوح , وقد قال الله فيهم : ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ ﴾ [ يونس : 71 ] . فقوله : ﴿ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ﴾ وقوله : ﴿ ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ ﴾ يعني : للاعتداء عليه بأن يجمعوا أمرهم وشركاءهم , وأن يقضوا إليه , ولا يمهلوه . فناسب ذلك ذكر المعتدين .

ﵟ تِلْكَ الْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ ﵞ سورة الأعراف - 101

ﵟ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ ۚ كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ ﵞ سورة يونس - 74


Icon