الوقفات التدبرية

برنامج لمسات بيانية (لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ...

برنامج لمسات بيانية (لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)) فكرة عامة عن الآية: ﴿لتنذر﴾ هذه اللام حرف جر وما بعدها منصوب، هذه لام التعليل هي حرف جر وكل لام تنصب المضارع هي حرف جر، كل لام ينتصب بعدها المضارع هي حرف جر لأن النصب بـ﴿أن﴾ المضمرة بعدها فيكون مصدراً مأولاً (لأن تنذر) فحذف ﴿أن﴾ وكل لام ينتصب بعدها مضارع هي حرف جر هذا عند الجمهور لأن النصب سيكون بتقدير ﴿أن﴾ وأن مصدرية يكون مصد مأول مجرور باللام. الفعل هنا ليس منصوباً باللام وإنما بـ ﴿أن﴾ مضمرة، ﴿أن﴾ والفعل مصدر مجرور باللام إذن هذه اللام حرف جر وكل لام ينتصب بعدها المضارع هي حرف جر هذه قاعدة سواء كان الإضمار واجباً أو جائزاً. إذن أصبح عندنا الآن جار ومجرور، هذا الجار والمجرور متعلق بشيء إما متعلق بنزّل أو تنزيل يعني نزّله لتنذر، أو تنزيل العزيز الرحيم لتنذر، أو بالفعل المحذوف ﴿تنزيل﴾ نعربه مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره نُزِّل تنزيل العزيز الرحيم اللام إما متعلقة بالمصدر أو بالفعل المقدر ويجوز الوجهان. أو يمكن الاحتمال أن يكون متعلقاً بالمرسلين (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3)) لماذا أُرسِل؟ لينذر قوماً. إذن فيها احتمالان أنه نُزِّل لينذر وأنت من المرسلين لتنذر، ليست هناك قرينة سياقية تحدد مهنى معيناً لأن القرآن أُنزل لينذر والرسول  ليُنذر، لماذا أنزل القرآن؟ لينذر، ولماذا أرسل الرسول؟ لينذر، لا نحتاج لقرينة سياقية، هذا توسع في المعنى. الخطاب في الآية للرسول  (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)). إذن إما من المرسلين لتنذر وإما أنزل لينذر. و﴿ما﴾ نافية (لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)) يعني لم ينذر أباؤهم فهم غافلون. * ربما هذا يوضح الفرق بين النبي والرسول، النبي يبشر دون كتاب؟ النبي قد يكون لنفسه وقد يكون رسولاً، الرسول هو مبلِّغ الرسالة لأن الرسول قد يكون له كتاب وقد يكون ليس له كتاب ربنا أخبر عن الكتب المعروفة أنها صحف إبراهيم وذكرنا الكتب المعروفة لكن باقي الأنبياء ذكرهم ولم يذكر لهم كتب، لم يذكر عن ذي النون أن له كتاب ولا عن صالح أن له كتاب ولا عن هود أن له كتاب وينذر ويبشّر. فإذن كونه رسول يُنذر وكونه أُنزل له كتاب أيضاً الكتاب يُنذر إذن الإنذار من جهتين. *من هم الغافلون؟ هؤلاء القوم المنذَرين ما أنذر آباؤهم، آباؤهم عبدة أصنام. *ألم يكن لديهم نبي؟ أقرب واحد هو سيدنا عيسى وبينه وبين الرسول أكثر من 500 عام 570 سنة هؤلاء سموهم أهل الفترة ثم عيسى جاء لبني إسرائيل قسم من العرب كان له علاقة معهم ولم يبعث للعرب تحديداً فهم غافلون. * إذن هو يتحدث تحديداً عن قوم سيدنا محمد ومن سبقهم (أهل الفترة) ؟ نعم، هؤلاء لم ينذر آباؤهم فهم غافلون. * إذن غفلتهم من كون آبائهم لم يُنذروا ولو أُنذر آباؤهم لأنذروا أولادهم ونشأوا هكذا؟ ربما عصوا أو خالفوا أو اهتدوا كبقية الأقوام (لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)). *غافلون عن ماذا؟ غافلون عن الدين الحق، ربنا تعالى قال للرسول  (وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) يوسف) هذا قبل أن تأتيه النبوة الغفلة عن الحق وعن الطريق المستقيم ليس كوصف عام لأن هذا هو المقصود ما يتعلق بالشريعة الحقة الطريق المستقيم الذي يريده ربنا، من أين يعلم هذا الشيء؟ *إذن (لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)) لا نأخذها على مدار السب والقذف لكنها توصيف حالة بأنهم غافلون عن طريق الله ؟ لا شك هم غافلون عن الشرائع الحقة الني أنزلها ربنا وهي متضمنة في قوله ﴿لِتُنْذِرَ﴾ يعني هم غافلون عن هذا النذير الذي أتى به سيدنا محمد  حتى يذكرهم ويهديهم إلى الطريق لأنهم غافلون عن هذه الطريق لا يعلمون. إذن سبب الغفلة أنهم لم يُنذر آباؤهم، هذا سبب الغفلة عاشوا على ما عاش عليه الآباء وهم لم يُنذروا هم قالوا (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ (22) الزخرف) لم يُنذروا. هذا أرجح قول وقسم ذهب أن ﴿ما﴾ إسم موصول أو مصدرية وهذا يحتاج إلى تكلّف كثير هذا يعني أهل اللغة ولا يعني المشاهدين كثيراً. ﴿ما﴾ إسم موصول بمعنى الذي أي الذي أنذر آباؤهم، قالوا لتنذر آباؤهم يعني الذي أنذر آباؤهم الأقدمون إسماعيل لكنهم غفلوا فهم غافلون يعني نفس الإنذار الذي أنذر به آباؤهم الأولون لكنهم غافلون كما تقول إنصح فلاناً كما نصحت أباه فإنه غافل عن ذلك، الغفلة هنا يقصد بها القوم وأنا أميل أن ﴿ما﴾ نافية.

ﵟ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ﵞ سورة يس - 6


Icon