الوقفات التدبرية

برنامج لمسات بيانية ندما أدخل الله سبحانه وتعالى آدم وزوجه حواء...

برنامج لمسات بيانية ندما أدخل الله سبحانه وتعالى آدم وزوجه حواء إلى الجنة تعهد الله سبحانه وتعالى لآدم قائلاً (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) طه) الجمع بين الجوع والعُري قال (تجوع وتعرى وتظمأ وتضحى) لماذا هذا الجمع؟ وكيف نفهمه في سياق اللمسات البيانية؟ (د.فاضل الساامرائي) هم قالوا هنالك تناسب بين الجوع والعري، الجوع هو خلو الباطن من الطعام والعُري هو خلو الظاهر من اللباس. والظمأ ألم الباطن و﴿تضحى﴾ ألم الظاهر، ضحى أن يكون بارزاً للشمس تؤذيه الشمس وليس في الشمس أصلاً لا تضحى يعني لا يصيبك حرّ. * لا يتوقف عند دلالة الشمس لاقترانه بالضحى؟ لا ليس لذلك. ثم الحر يؤذي إلى الظمأ لو كان واحد في حرّ ألا يظمأ؟ صار تناسب بين الظمأ والحرّ ﴿لا تظمأ فيها ولا تضحى﴾ لكن السؤال يخيل إلي (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) طه) لماذا همزة أنَّ مفتوحة؟ أظن هذا كان أصل السؤال. (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) طه) لماذا فتح همزة إن ﴿وأَنك﴾؟ هناك قراءة ﴿إِنك﴾ لكن نحن على قراءة حفص ﴿وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى﴾. هنا مصدر مؤول و﴿أنّ﴾ مصدرية، هذا معطوف على إسم إنّ، أين إسم إنّ؟ ﴿إنّ لك﴾ ﴿لك﴾ هذا الجار والمجرور خبر إنّ، (أن لا تجوع فيها ولا تعرى) هذا إسم إنّ (مصدر). ألا مصدرها ﴿أن – لا﴾، ﴿أن﴾ مصدرية ناصبة فهذا المصدر هو إسم إنّ. ﴿وأَنّك﴾ أيضاً مصدر لأن ﴿أنّ﴾ مصدرية فكما أن ﴿أن﴾ مصدرية ﴿أنّ﴾ مصدرية، ﴿أنّ﴾ بالفتح مصدرية ليست إنّ، أن وأنّ مصدرية. * أليست أن المؤكدة؟ طبعاً من أخوات إنّ لكنها مصدرية. * المصدرية تدخل على الفعل فقط؟ ﴿أنّ﴾ مثل بقية أخواتها تدخل على المبتدأ والخبر. فإذن المصدر هذا ﴿وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى﴾ هذا معطوف على المصدر السابق الذي هو إسم إنّ ﴿ألا تجوع فيها ولا تعرى﴾ ﴿وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى﴾ هو أيضاً معطوف على إسم إنّ. لو قال ﴿إِنّك﴾ لو قالها بالكسر تصير استئنافية. * تكون استئنافية؟ يعني الكلام يتوقف عند ﴿إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى﴾؟ ذاك أمر آخر و﴿إِنك﴾ حكم آخر. هذا العطف على ما قبله (على إسم إنّ). * أوليس بحكم آخر؟ هو عطف عليه ليس جملة مستقلة . * فعطف على ﴿ألا تجوع﴾؟ نعم، هذا محل النصب معطوف على ﴿ألا تجوع فيها ولا تعرى﴾. * وطالما عُطف على ﴿ألاّ﴾ بالفتح يكون هو مفتوحاً أيضاً؟ حتى يصير مصدراً لأنه لو عطف بالكسر لا يكون مصدراً ولن يكون معطوفاً في الأصل، تصير جملة على جملة. * عظيم، هو عطف مصدر على مصدر وليس عطف جملة على جملة؟ لا، قطعاً لا، لو قال ﴿إنك﴾ لصارت جملة على جملة. * ﴿وأَنّك﴾ جملة مستقلة أيضاً؟ لا، ليست جملة مستقلة. لما تقول (أنّ محمداً حاضرٌ) ليست جملة، (إنّ محمداً حاضرٌ) جملة. لما تقول (أنّ محمداً حاضرٌ) ليست جملة وليس لها معنى أصلاً إلا أن يكون معها كلام، ضمير مثل (علمت أنّ محمداً) (سرّني أن محمداً) لا بُدّ. (أَنّ محمداً حاضرٌ) ليست جملة هذه مفرد مصدر. (إن محمداً حاضر) جملة مستقلة. * ﴿إنّ﴾ واسمها وخبرها لا بأس، لكن (أنّ محمداً حاضرٌ)؟ إسمها وخبرها لكن ليس جملة . * أليس الخبر حكم على المبتدا؟ لا، لما تحذف مثل لما تقول (إن تأتني) كامل؟ أو تأتي بشيء بعدها؟!.(محمدٌ حاضر) جملة كاملة تامة المعنى، (إنّ محمداً حاضرٌ) جملة مؤكدة تامة المعنى، (أنّ محمداً حاضرٌ) ليست جملة، نُعربها لكنها ليست جملة والعربي لا يقولها أصلاً، أصلاً لا تُقال لا بد يكون معها ضمير لأنها مصدر، هذه حكمها حُكم مفرد، حُكم كلمة واحدة. * ﴿وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى﴾ معطوفة على ﴿ألا تجوع فيها ولا تعرى﴾ على المصدر، هذا مصدر معطوف على مصدر؟ معطوفة على ﴿إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى﴾ المصدر، إن لك هذا ولك هذا، لك هذا ولك أيضاً أنك لا تظمأ فيها ولا تضحى. * عجيب سبحان الله!. إذن لو قال وإنك لا تظمأ فيها ولا تضحى؟ لا، هذا حكم آخر، هذه جملة جديدة حكمها مختلف. * وبالتالي تتغير الدلالة. أصلاً هو هنا السؤال لماذا كان المصدر هناك أن وهنا أنّ؟ (ألا: أن – لا) ﴿أن﴾ الناصبة الداخلة على الفعل وهذه أنّك أيضاً مصدرية لكن غاير بين الحرفين مع أنهما مصدران كلاهما. * هل لهذا أثر في الدلالة؟ يعني مثلاً تلظمأ وكونه يؤذى بالشمس أو بالحرّ أقوى من الجوع والعري؟ نعم، طبعاً الجوع يسده الأكل والعُري يسده اللباس. ماذا حصل لآدم؟ ما الذي أخرجه من الجنة؟ الأكل مع أنه غير جائع. أكل من الشجرة وهو غير جائع، يعني هو خرج بسبب الأكل ماذا ترتب عليه؟ أنه عرى. ترتب على الأكل الإخراج من الجنة، الثاني لم يحصل في الجنة فلم يظمأ ولم يضحى. الذي حصل له أنه أكل من الشجرة. الفعل الأول وقع والثاني على أثره ماذا حصل؟ (يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا (27) الأعراف) إذن كل مسألة لها حكم. هذا الأول هو الذي حصل والثاني لم يحصل لذا أكّد الثاني . * ولهذا جاء مع الأول بـ ﴿أن﴾ الخفيفة والثاني ﴿أنّ﴾ دقة متناهية، دقة عجيبة الشكل

ﵟ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ ﵞ سورة طه - 118


Icon