الوقفات التدبرية

﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى...

﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ١٨٥﴾ [البقرة: 185] * * * ﴿ شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ ﴾ ذكر الفريضة أولا وهو قوله: ﴿كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ﴾. ثم ذكر الأيام مبهمة فقال: ﴿أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ﴾ فزال بعض الإبهام. ثم بينه بقوله ﴿ شَهۡرُ رَمَضَانَ ﴾، وعظمه بقوله: ﴿ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ ﴾. ﴿ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ ﴾ أي: ابتدئ فيه إنزاله وذلك ليلة القدر، وقد أنزل جملة إلى السماء الدنيا ، ثم أنزل منجمًا إلى الأرض. وأنزل في شأنه القرآن وهو قوله: ﴿ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ ﴾ وقوله: ﴿ شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ ﴾ كما أنزل في شأن ليلة القدر ، ولم يذكر غيره من الشهور في القرآن الكريم. والمعنيان مرادان وقال:﴿ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ ﴾ ولم يقل: ( أنزلنا فيه القرآن) لأن الكلام على الشهر لا على مُنزله ، ولو قال: ﴿أنزلنا﴾ لكان الكلام على الله سبحانه. وهذا تعظيم لهذا الشهر. ﴿ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ ﴾. أي: هاديًا للناس على الحال. أو لهداية الناس على المفعول له. ﴿ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ ﴾ أي: أنزل آيات بينات واضحات الدلالة. ﴿ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ ﴾ الفارق بين الحق والباطل. فهو أنزل آيات بينات ، و ﴿ مِّنَ ﴾ للبيان ، فهي – أي: الآيات- بينات من الهدى ، وما يفرق بين الحق والباطل بما فيه من الاحكام. فهو يبين الهدى ويوضح الحق من الباطل ، ويفرق بينهما بما فيه من الدلائل. فقوله: ﴿ هُدٗى لِّلنَّاسِ ﴾ عام، أي: أنزل لهداية النسا. وأنزل آيات بينات من الهدى. فالهدى الأول عام، والثاني خاص بكونه خاصًا بالبينات. وقوله: ﴿ هُدٗى لِّلنَّاسِ ﴾ أي: للناس كافة. وقوله في أول البقرة: ﴿هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ﴾ خاص ، فهو هدى عام وخاص. ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ﴾ أي: حاضرًا غير مسافر. ﴿وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ﴾ لم يقل: (ومن كان منكم مريضًا) كما قال في الآية الأولى؛ لأنه تقدمه قوله: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ﴾ قد تقول: هو خاطبهم في الآية الأولى بقوله: ﴿كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ﴾ فلم ﴿ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ ﴾. أي: هاديًا للناس على الحال. أو لهداية الناس على المفعول له. ﴿ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ ﴾ أي: أنزل آيات بينات واضحات الدلالة. ﴿ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ ﴾ الفارق بين الحق والباطل. فهو أنزل آيات بينات ، و ﴿ مِّنَ ﴾ للبيان ، فهي – أي: الآيات- بينات من الهدى ، وما يفرق بين الحق والباطل بما فيه من الاحكام. فهو يبين الهدى ويوضح الحق من الباطل ، ويفرق بينهما بما فيه من الدلائل. فقوله: ﴿ هُدٗى لِّلنَّاسِ ﴾ عام، أي: أنزل لهداية النسا. وأنزل آيات بينات من الهدى. فالهدى الأول عام، والثاني خاص بكونه خاصًا بالبينات. وقوله: ﴿ هُدٗى لِّلنَّاسِ ﴾ أي: للناس كافة. وقوله في أول البقرة: ﴿هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ﴾ خاص ، فهو هدى عام وخاص. ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ﴾ أي: حاضرًا غير مسافر. ﴿وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ﴾ لم يقل: (ومن كان منكم مريضًا) كما قال في الآية الأولى؛ لأنه تقدمه قوله: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ﴾ قد تقول: هو خاطبهم في الآية الأولى بقوله: ﴿كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ﴾ فلم ﴿ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ ﴾. أي: هاديًا للناس على الحال. أو لهداية الناس على المفعول له. ﴿ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ ﴾ أي: أنزل آيات بينات واضحات الدلالة. ﴿ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ ﴾ الفارق بين الحق والباطل. فهو أنزل آيات بينات ، و ﴿ مِّنَ ﴾ للبيان ، فهي – أي: الآيات- بينات من الهدى ، وما يفرق بين الحق والباطل بما فيه من الاحكام. فهو يبين الهدى ويوضح الحق من الباطل ، ويفرق بينهما بما فيه من الدلائل. فقوله: ﴿ هُدٗى لِّلنَّاسِ ﴾ عام، أي: أنزل لهداية النسا. وأنزل آيات بينات من الهدى. فالهدى الأول عام، والثاني خاص بكونه خاصًا بالبينات. وقوله: ﴿ هُدٗى لِّلنَّاسِ ﴾ أي: للناس كافة. وقوله في أول البقرة: ﴿هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ﴾ خاص ، فهو هدى عام وخاص. ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ﴾ أي: حاضرًا غير مسافر. ﴿وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ﴾ لم يقل: (ومن كان منكم مريضًا) كما قال في الآية الأولى؛ لأنه تقدمه قوله: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ﴾ قد تقول: هو خاطبهم في الآية الأولى بقوله: ﴿كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ﴾ فلم ﴿ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ ﴾. أي: هاديًا للناس على الحال. أو لهداية الناس على المفعول له. ﴿ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ ﴾ أي: أنزل آيات بينات واضحات الدلالة. ﴿ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ ﴾ الفارق بين الحق والباطل. فهو أنزل آيات بينات ، و ﴿ مِّنَ ﴾ للبيان ، فهي – أي: الآيات- بينات من الهدى ، وما يفرق بين الحق والباطل بما فيه من الاحكام. فهو يبين الهدى ويوضح الحق من الباطل ، ويفرق بينهما بما فيه من الدلائل. فقوله: ﴿ هُدٗى لِّلنَّاسِ ﴾ عام، أي: أنزل لهداية النسا. وأنزل آيات بينات من الهدى. فالهدى الأول عام، والثاني خاص بكونه خاصًا بالبينات. وقوله: ﴿ هُدٗى لِّلنَّاسِ ﴾ أي: للناس كافة. وقوله في أول البقرة: ﴿هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ﴾ خاص ، فهو هدى عام وخاص. ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ﴾ أي: حاضرًا غير مسافر. ﴿وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ﴾ لم يقل: (ومن كان منكم مريضًا) كما قال في الآية الأولى؛ لأنه تقدمه قوله: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ﴾ قد تقول: هو خاطبهم في الآية الأولى بقوله: ﴿كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ﴾ فلم فلم ذكر ﴿ مِنكُمُ ﴾ ؟ فنقول: لما قال ﴿﴿كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ﴾﴾ فلو قال (فمن كان مريضًا ...) لظن أنه هنا في حكم الأولين ، وهو بعض مما كتب على الذين من قبلنا وليس علينا. ولم يقل كما قال في الآية الأولى: ﴿وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ﴾ لأنه قال ههنا:﴿يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ﴾ وهذا من تمام رأفته ورحمته. ﴿وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ﴾ يحتمل ان يكون المعنى: ( ويريد لتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم) فاللام زائدة في مفعول ﴿يريد﴾ للتوكيد. ويحتمل أن تكون اللام للتعليل، والعطف على علة مقدرة، أي: يريد أمورًا أخرى، ويريد لتكملوا العدة ، كقوله تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ نُرِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلۡمُوقِنِينَ٧٥﴾ [الأنعام: 75] قيل: ليقيم الحجة على قومه ، وقيل: ليستدل به على الصانع وليكون من الموقنين. ﴿وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾ أي: على ما هداكم وعلى التيسير. و ﴿مَا﴾ في قوله: ﴿عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ﴾ تحتمل المصدرية والموصولة ، أي: على هدايته لكم ، وعلى الذين هداكموه ، أو هداكم إليه. (من كتاب: قبسات من البيان القرآني)

ﵟ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﵞ سورة البقرة - 185


Icon