الوقفات التدبرية

﴿أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَبَؤُاْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبۡلُ...

﴿أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَبَؤُاْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبۡلُ فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ٥﴾ [التغابن: 5]. * * * قال سبحانه: ﴿أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَبَؤُاْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبۡلُ﴾ ولم يقل ﴿من قبلكم﴾ في حين قال نحو ذلك، أعني بلإضافة، في أكثر من موضع، فقد قال سبحانه: ﴿أَلَمۡ يَأۡتِهِمۡ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ﴾ [التوبة: 70]. وقال: ﴿أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَبَؤُاْ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ﴾ [إبراهيم: 9]. بذكر المضاف إليه. ولعل من أسباب عدم ذكر المضاف إليه في آية التغابن أنه عمم، فلم يذكر أقوامًا بأعينهم، وإنما قال: ﴿ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبۡلُ﴾ فلم يذكر قومًا. في حين لما ذكر المضاف إليه ذكر الأقوام فقال: ﴿قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ﴾. فناسب الذكرُ، وناسب عدم المضاف إليه عدم ذكر الأقوام. ﴿فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ﴾. الوبال: الثقل والشدة والسوء. ومعنى ﴿فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ﴾ ((أي: وخيم تكذيبهم ورديء أفعالهم، وهو ما حلّ بهم في الدنيا من العقوبة والخزي)). ﴿وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾ أي: في الآخرة. فذكر ما لاقوه في الدنيا وما سيلاقونه في الآخرة وهو العذاب الأليم. (من كتاب: قبسات من البيان القرآني للدكتور فاضل السامرائي- صـ 177، 178)

ﵟ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﵞ سورة التغابن - 5


Icon