الوقفات التدبرية

﴿وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۚ فَإِن...

﴿وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۚ فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ١٢﴾ [التغابن: 12] * * * قال ههنا: ﴿وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۚ فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ﴾. وقال في المائدة: ﴿وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَٱحۡذَرُواْۚ فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ٩٢﴾. فزاد في آية المائدة قوله: ﴿وَٱحۡذَرُواْۚ﴾ وقوله: ﴿فَٱعۡلَمُوٓا﴾ ((مع اتحاد ما تضمنته الآيتان فيما سوى ذلك. وسبب ذلك –والله أعلم- أن آية المائدة سبقها الأمر باجتناب الخمر وما ذكر معها من المحرمات وما تجره عليهم هذه المحرمات من شرور فقال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ٩٠ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُون﴾. فناسب ذكر هذه الزيادة لتأكيد التحذير. أما آية التغابن فلم يرد قبلها ما يستدعي هذا التأكيد، ألا ترى الوارد فيها من قوله تعالى: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ﴾ فلما لم يرد هنا نهي عن محرم متأكد التحريم... لم يرد هنا من الزيادة المحزرة لمعنى التأكيد ما ورد هناك، فجاء كل على ما يجب ويناسب، وليس عكس ما الوارد بمناسب، والله أعلم)). وقد ذكرنا في كتابنا (التعبير القرآني) أنه قد ورد في القرآن: ﴿وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۚ﴾ بتكرار لفظ الطاعة، وورد نحو قوله: ﴿وَأَطِيعُواْ ٱ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ﴾ [آل عمران: 132] من دون تكرير لفظ الطاعة. وقد ذكرنا أن ما لم يتكرر فيه لفظ الطاعة مع الرسول فالسياق لله وحده، ولم يذكر فيه الرسول ولا أية إشارة إليه؛ بخلاف ما تكرر فيه لفظ الطاعة مع الرسول. وهنا تكرر لفظ الطاعة، وقد ذكر الرسول في السياق فقال: ﴿فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِين﴾. والبلاغ المبين أي: المبين للحق، والمظهر له، والذي يصل إلى عموم المكلفين. ((فالبلاغ المبين يتضمن أمرين: الأمر الأول: إيضاح الرسالة وتبليغها كلها؛ بحيث لا يبقى منها شيء غير مبلغ ولا غير معلوم. والأمر الآخر: أن يكون التبليغ شاملًا لكل من أرسل إليهم، واصلًا إلى كل فرد، فلا يترك سبيلًا لإيصال الدعوة إلى كل من تعنيه. وإلا لم يكن بلاغًا مبينًا)). لقد قال ههنا: ﴿فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِين﴾. بإضافة الرسول إلى ضمير التعظيم. وكذا قال في آية المائدة: ﴿فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ﴾. وقال في موضع آخر: ﴿وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ﴾ [النور: 54]. بتعريف الرسول ب﴿أل﴾. ولذلك أكثر من سبب، ولعل منها: أنه في آيتي التغابن والمائدة أن القول لله سبحانه، والخطاب منه سبحانه، إذ قال قبل آية التغابن: ﴿فَ‍َٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلنُّورِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلۡنَاۚ(8)﴾ ويستمر الكلام على الله سبحانه، فلما كان الكلام من الله سبحانه والأمر منه قال: ﴿فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ﴾ بإضافة الرسول إليه. وكذا السياق في آية المائدة؛ فإن الخطاب من الله للمؤمنين، قال تعالى قبل هذه الآية: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ٩٠﴾ ويستمر الكلام إلى أن يقول: ﴿وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَٱحۡذَرُواْۚ فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ٩٢﴾. فأضاف الرسول إلى ضميره سبحانه. أما قوله: ﴿وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ﴾ في العنكبوت، فهذا من كلام سيدنا إبراهيم لقومه على ما يظهر. ﴿وَإِبۡرَٰهِيمَ إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُۖ... وَإِن تُكَذِّبُواْ فَقَدۡ كَذَّبَ أُمَمٞ مِّن قَبۡلِكُمۡۖ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِين﴾. فهنا أمران: الأول: أنه من كلام سيدنا إبراهيم. والآخر: أنه يتكلم على الأمم السابقة ورسلهم: ﴿وَإِن تُكَذِّبُواْ فَقَدۡ كَذَّبَ أُمَمٞ مِّن قَبۡلِكُمۡۖ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ١٨﴾. و﴿أل﴾ ههنا للجنس وليست خاصة برسول معين، فناسب التعريف ب ﴿أل﴾ الجنسية. وأما آية النور فإنها تبدأ بقوله: ﴿قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۖ﴾ فهو أمر للرسول أن يبلغ قومه، فقوله: ﴿أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۖ﴾ من قول الرسول المأمور بتبليغه، والكلام فيما بعد على الغائب وليس فيه إشارة لفظية صريحة إلى الله سبحانه، بل السياق أصلًا في الغيبة. والآية هي: ﴿قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا عَلَيۡهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيۡكُم مَّا حُمِّلۡتُمۡۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهۡتَدُواْۚ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ٥٤﴾ [النور: 54]. ومن الملاحظ في الآية: 1 – أنها تبدأ بأمر الرسول ليبلغ: ﴿قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۖ ف﴾. 2 – أنه قال: ﴿فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا عَلَيۡهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيۡكُم مَّا حُمِّلۡتُم﴾ بالبناء للمجهول، والفاعل محذوف، والذي حمّل رسول الله وحمّلكم إنما هو الله فلم يذكره. 3 – أنه قال: ﴿وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ﴾ ولم يقل: ﴿على رسولنا﴾ مناسبة لحذف الفاعل. فعدم الإضافة إلى ضمير المتكلم، وهو الله مناسب لعدم ذكر الفاعل وهو الله سبحانه، وذلك للبناء للمجهول. 4 – قال في آية النور: ﴿فَإِن تَوَلَّوۡاْ﴾ والأصل ﴿تتولوا﴾ فحذف التاء من الفعل، والكلام موجه للمخاطبين بدليل ﴿وَعَلَيۡكُم مَّا حُمِّلۡتُمۡۖ﴾ بالخطاب، فحذف التاء من ﴿تتولوا﴾ فصار ﴿فَإِن تَوَلَّوۡاْ﴾ وهذا الحذف مناسب لحذف الفاعل في الفعلين وبنائهما للمجهول. 5 – قال في آية النور: ﴿فَإِن تَوَلَّوۡاْ﴾ بالفعل المضارع كما ذكرنا، أي ﴿تتولوا﴾، وقال في آيتي المائدة والتغابن ﴿فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ﴾ بالفعل الماضي. ولعل من أسباب ذلك أن السياق الذي وردت فيه آية النور في الاستقبال، فقد قال قبل الآية ﴿۞وَأَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ لَئِنۡ أَمَرۡتَهُمۡ لَيَخۡرُجُنَّۖ قُل لَّا تُقۡسِمُواْۖ طَاعَةٞ مَّعۡرُوفَةٌۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ٥٣﴾. فقوله: ﴿لَئِنۡ أَمَرۡتَهُمۡ لَيَخۡرُجُنَّۖ﴾ إنما هو افتراض لما سيقع في المستقبل. فناسب ذلك الإتيان بالفعل المضارع الذي قد يكون للاستقبال، فناسب الاستقبال الاستقبال. وأما ما ذكر في سياق آية التغابن فهو في حال المخاطبين ممن كانوا على الكفر، وقد دعاهم إلى الإسلام: ﴿زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْۚ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ وَذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ٧ فَ‍َٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ﴾. بل حتى إن الآية قبلها في الماضي ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ﴾ [التغابن: 11]. فقال: ﴿فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ﴾ أي: بقيتم على حالكم من الكفر. وكذلك الأمر في سياق آية المائدة: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ٩٠ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾. وقد كان قسم من المسلمين يشربون الخمر حتى نزول هذه الآية، فلما نزلت قالوا: انتهينا. فقال: ﴿فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ﴾ أي: بقيتم على حالكم الماضية وأعرضتم عن أمر ربكم، فجاء بالفعل الماضي مناسبة لما كان يقع في الماضي. بمعنى: فإن بقيتم على ما كنتم عليه أو على ما أنتم عليه. ويدل على ذلك أنه حيث قال: ﴿وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ﴾ أراد التولي في الاستقبال. قال تعالى: ﴿وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم﴾ [محمد: 38]. والخطاب للمؤمنين، ويراد به افتراض التولي في المستقبل، قال تعالى: ﴿هَٰٓأَنتُمۡ هَٰٓؤُلَآءِ تُدۡعَوۡنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبۡخَلُۖ وَمَن يَبۡخَلۡ فَإِنَّمَا يَبۡخَلُ عَن نَّفۡسِهِۦۚ وَٱللَّهُ ٱلۡغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُۚ وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم٣٨﴾. والخطاب كما ذكرنا للمؤمنين، فقد قال في السياق مخاطبًا المؤمنين: ﴿فَلَا تَهِنُواْ وَتَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلسَّلۡمِ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمۡ وَلَن يَتِرَكُمۡ أَ أَعۡمَٰلَكُمۡ٣٥﴾. ويستمر في خطابه إلى أن يقول في الآية: ﴿هَٰٓأَنتُمۡ هَٰٓؤُلَآءِ تُدۡعَوۡنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾. والمدعو للإنفاق في سبيل الله هم المؤمنون وليسوا الكافرين، فالتولي هو في المستقبل، أي: التولي عما طلب منهم. وقال سبحانه في آية أخرى: ﴿قُل لِّلۡمُخَلَّفِينَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ سَتُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ قَوۡمٍ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ تُقَٰتِلُونَهُمۡ أَوۡ يُسۡلِمُونَۖ فَإِن تُطِيعُواْ يُؤۡتِكُمُ ٱللَّهُ أَجۡرًا حَسَنٗاۖ وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ كَمَا تَوَلَّيۡتُم مِّن قَبۡلُ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا١٦﴾ [الفتح: 16]. وواضح أن الأمر يتعلق بالاستقبال، وأن التولي افتراض لما سيكون في المستقبل، فجاء بالفعل الذي يفيد الاستقبال وهو المضارع. (من كتاب: قبسات من البيان القرآني للدكتور فاضل السامرائي- صـ 205: 212)

ﵟ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۚ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﵞ سورة التغابن - 12


Icon