الوقفات التدبرية

﴿إِن تُقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا يُضَٰعِفۡهُ لَكُمۡ...

﴿إِن تُقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا يُضَٰعِفۡهُ لَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ١٧﴾ [التغابن: 17] * * * القرض الحسن: هو أن يكون المال حلالًا طيبًا، وأن يكون من كريم المال، وأن يكون المقرض طيب النفس مع بشاشة وجه من دون منّ ولا تكدير. و((أتبع جوابي الشرط بوصفين أحدهما: عائد إلى المضاعفة، إذ شكره تعالى مقابل للمضاعفة، وحلمه مقابل للغفران)). والشكور: هو الذي ((يجزي على القليل بالكثير)). والحليم ((يصفح ويغفر ويستر ويتجاوز عن الذنوب والزلات والخطايا والسيئات)). ((ولا يعاجل من عصاه بالعقوبة)). والشكور من صيغ المبالغة، ويستعملها ربنا في سياق مضاعفة الأجور والزيادة من فضله قال تعالى: ﴿لِيُوَفِّيَهُمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ غَفُورٞ شَكُورٞ٣٠﴾ [فاطر: 30]. وقال: ﴿وَمَن يَقۡتَرِفۡ حَسَنَةٗ نَّزِدۡ لَهُۥ فِيهَا حُسۡنًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ شَكُورٌ﴾ [الشورى: 23]. وقال هاهنا: ﴿إِن تُقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا يُضَٰعِفۡهُ لَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ١٧﴾. وحيث ذكر الشكور صفة لله تعالى ذكر معها المغفرة، قال تعالى: ﴿إِنَّهُۥ غَفُورٞ شَكُورٞ﴾ [فاطر: 30]. وقال: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ شَكُورٌ﴾ [الشورى: 23]. وقال هاهنا في آية التغابن: ﴿إِن تُقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا يُضَٰعِفۡهُ لَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ شَكُورٌ حَلِيم﴾ فذكر المغفرة إضافة إلى مضاعفة الأجور. وهذا من المبالغة في الشكر. (من كتاب: قبسات من البيان القرآني للدكتور فاضل السامرائي- صـ 222، 223).

ﵟ إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ﵞ سورة التغابن - 17


Icon