الوقفات التدبرية

﴿وَإِذَا ٱلۡكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتۡ﴾ * * * أي: تساقطت متفرقة، وذلك...

﴿وَإِذَا ٱلۡكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتۡ﴾ * * * أي: تساقطت متفرقة، وذلك بعد انفطار السماء، وهذه مرحلة بعدها. جاء في (التفسير الكبير): ((﴿وَإِذَا ٱلۡكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتۡ﴾ لأنه عند انتفاض تركيب السماء لابد من انتثار الكواكب على الأرض... (فإنه) يلزم من تخريب السماء انتثار الكواكب)). ولا يلزم من انتثار الكواكب أن يكون على الأرض، فقد يكون انتثارها في الجو. ثم انتقل إلى ما في الأرض، وهو تفجير البحار وبعثرة القبور فقال: * * * ﴿وَإِذَا ٱلۡبِحَارُ فُجِّرَت﴾ * * * ((وتفجيرها من امتلائها، فتفجر من أعلاها وتفيض على ما يليها، أو من أسفلها فيذهب الله ماءها حيث أراد)). وقيل: ((﴿فُجِّرَتۡ﴾ فتح بعضها إلى بعض فاختلط العذب بالمالح، وزال البرزخ الذي بينهما، وصارت البحار بحرًا واحدًا)). وجاء في (التحرير والتنوير): ((وتفجير البحار: انطلاق مائها من مستواه وفيضانه على ما حولها من الأرضين، كما يتفجر ماء العين حين حفرها... وبذلك التفجير يعم الماء على الأرض فيهلك ما عليها ويختل سطحها)) وذلك من امتلائها. وقال ﴿فُجِّرَتۡ﴾ بتشديد الجيم للكثرة والمبالغة. قال تعالى: ﴿وَقَالُواْ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفۡجُرَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَرۡضِ يَنۢبُوعًا﴾ [ [الإسراء: 90] فقال ﴿تَفۡجُرَ﴾ بالتخفيف لأنه ذكر ينبوعًا. وقال: ﴿وَفَجَّرۡنَا ٱلۡأَرۡضَ عُيُونٗا فَٱلۡتَقَى ٱلۡمَآءُ عَلَىٰٓ أَمۡرٖ قَدۡ قُدِرَ﴾ [القمر: 12] فقال (فجّرنا) بالتشديد وذلك لأنها عيون وليست ينبوعًا واحدًا. وقال: ﴿أَوۡ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٞ مِّن نَّخِيلٖ وَعِنَبٖ فَتُفَجِّرَ ٱلۡأَنۡهَٰرَ خِلَٰلَهَا تَفۡجِيرًا﴾ [الإسراء: 91]. فقال: ﴿فَتُفَجِّرَ﴾ بالتشديد؛ لأنه ذكر الأنهار. (من كتاب: قبسات من البيان القرآني للدكتور فاضل السامرائي- صـ 227: 229). 

ﵟ وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ ﵞ سورة الإنفطار - 2


Icon