الوقفات التدبرية

﴿عَلِمَتۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ وَأَخَّرَتۡ﴾ * * * قيل: إن معنى...

﴿عَلِمَتۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ وَأَخَّرَتۡ﴾ * * * قيل: إن معنى (ما قدم وأخر) ((ما أسلف من عمل خير أو شر، وأخر من سنة حسنة أو سيئة يعمل بها بعده)). وقيل: ((أي: يعلم كل أحد في هذا اليوم ما قدم فلم يقصر فيه، وما أخر مقصرًا فيه، لأن (ما قدمت) يقتضي فعلًا، و(ما أخر) يقتضي تركًا وتقصيرًا وتوفيرًا. فإن كان قدم الكبائر وأخر العمل الصالح فمأواه النار، وإن كان قدم العمل الصالح فمأواه الجنة)). لقد قال في هذه السورة: ﴿عَلِمَتۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ وَأَخَّرَتۡ﴾. وقال في سورة التكوير: ﴿وَإِذَا ٱلۡجَنَّةُ أُزۡلِفَتۡ١٣ عَلِمَتۡ نَفۡسٞ مَّآ أَحۡضَرَتۡ﴾. ((فقال في سورة الانفطار: ﴿عَلِمَتۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ وَأَخَّرَتۡ﴾. وقال في سورة التكوير: ﴿عَلِمَتۡ نَفۡسٞ مَّآ أَحۡضَرَتۡ﴾ ذلك أنه قال في سورة التكوير: ﴿وَإِذَا ٱلۡجَنَّةُ أُزۡلِفَتۡ﴾ أي: أحضرت وقرّبت، فناسب ذلك إحضار الأعمال، فإن الذي يطلب شيئًا عليه أن يحضر ثمنه، ثم إن إحضار الجنة مناسب لإحضار الأعمال. ولم يقل مثل ذلك في سورة الانفطار وإنما قال: ﴿وَإِذَا ٱلۡقُبُورُ بُعۡثِرَتۡ﴾ فليس ثمة تقريب لشيء، وإنما ذلك يحصل قبل الحساب، فناسب أن يذكر الإنسان ما قدم وأخر، فإنه سيسأل عن ذلك كله)). (من كتاب: قبسات من البيان القرآني للدكتور فاضل السامرائي- صـ 230، 231)

ﵟ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ﵞ سورة الإنفطار - 5


Icon