الوقفات التدبرية

﴿كَلَّا بَلۡ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّين﴾ * * * أي: ارتدعوا عن...

﴿كَلَّا بَلۡ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّين﴾ * * * أي: ارتدعوا عن الاغترار بكرم الله ((وجعله ذريعة إلى الكفر والمعاصي، مع كونه موجبًا للشكر والطاعة)). والدين يحتمل معنى الجزاء، أي: تكذبون بالجزاء، ويحتمل أن يكون المعنى التكذيب بدين الإسلام. جاء في (الكشاف): ((وهو الجزاء أو دين الإسلام، فلا تصدقون ثوابًا ولا عقابًا، وهو شر من الطمع المنكر)). وهم يكذبون بهما جميعًا. وقد يذكر التكذيب بيوم الدين، فيذكر اليوم إذا كان السياق في ذلك، وذلك نحو قوله تعالى في سورة المطففين: ﴿وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ١٠ ٱلَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ١١ وَمَا يُكَذِّبُ بِهِۦٓ إِلَّا كُلُّ مُعۡتَدٍ أَثِيم﴾. فذكر التكذيب بيوم الدين؛ ذلك لأن السياق في ذكر اليوم، فقد قال سبحانه في سياق هذه الآيات: ﴿أَلَا يَظُنُّ أُوْلَٰٓئِكَ أَنَّهُم مَّبۡعُوثُونَ٤ لِيَوۡمٍ عَظِيمٖ٥ يَوۡمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ٦﴾. فذكر اليوم العظيم الذي يقوم فيه لرب العالمين، فناسب ذكر التذكيب بيوم الدين. (من كتاب: قبسات من البيان القرآني للدكتور فاضل السامرائي- صـ 238، 239).

ﵟ كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ ﵞ سورة الإنفطار - 9


Icon