الوقفات التدبرية

﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلدِّينِ١٧ ثُمَّ مَآ أَدۡرَىٰكَ...

﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلدِّينِ١٧ ثُمَّ مَآ أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلدِّين﴾ * * * لما ذكر يوم الدين قبل هذه الآية فقال: ﴿يَصۡلَوۡنَهَا يَوۡمَ ٱلدِّين﴾ قال ههنا:﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلدِّين﴾ تعظيمًا وتهولًا لهذا اليوم الذي لا يدري كنهه ((يعني: أن أمر يوم الدين، بحيث لا تدرك له دراية دارٍ كنهه في الهول والشدة، وكيفما تصورته فهو فوق ذلك وعلى أضعافه)). ثم كرر السؤال زيادة في التهويل والتعظيم والتوكيد ((والتكرار لزيادة التهويل)). جاء في (التحرير والتنوير) في قوله: ﴿ثُمَّ مَآ أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلدِّين﴾: ((تكرير للتهويل تكريرًا يؤذن بزيادته، أي: تجاوز حد الوصف والتعبير، فهو من التوكيد الفظي. وقرن هذا بحرف (ثم) الذي شأنه إذا عطف جملة على أخرى أن يفيد التراخي الرتبي... وهي في هذا المقام رتبة العظمة والتهويل، فالتراخي فيها هو الزيادة)). وقيل: إن ((كل ما في القرآن من قوله: ﴿مَآ أَدۡرَىٰكَ﴾ فقد أدراه، وكل ما فيه من قوله عز وجل: ﴿وَمَا يُدۡرِيكَ﴾ فقد طوى عنه)). (من كتاب: قبسات من البيان القرآني للدكتور فاضل السامرائي- صـ 242، 243)

ﵟ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﵞ سورة الإنفطار - 17


Icon