﴿لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡر﴾
* * *
بين فضلها فذكرها أنها خير من ألف شهر، أي: أفضل من أكثر من ثلاثة وثمانين عامًا.
وقد بين ليلة القدر بعد أن قال: ﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ﴾ بالفعل الماضي، وقيل: ((ما كان في القرآن ﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ﴾ فقد أعلمه.
وما قال: ﴿وَمَا يُدۡرِيكَ﴾ فإنه لم يعلمه)).
وأظهر ﴿لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡر﴾ في الجواب.
فكرر ذكرها في السؤال والجواب، فقد قال: ﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡر﴾، ثم قال: ﴿لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ﴾. ولم يقل: (هي خير من ألف شهر).
وهذا تعظيم آخر، فإنه لم يرد في القرآن نحو هذا التعبير، فإنه إذا سأل فقال: (وما أدراك ما كذا) فإنه لا يذكر الجواب بإعادة اللفظة، وإنما يجيب مضمرًا ما سأل عنه، وذلك نحو قوله: ﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡحُطَمَةُ٥﴾ فإنه أجاب بقوله: ﴿نَارُ ٱللَّهِ ٱلۡمُوقَدَةُ﴾.
ولم يقل: (الحطمة نار الله الموقدة).
ونحو قوله: ﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلطَّارِقُ﴾ فإنه أجاب بقوله: ﴿ٱلنَّجۡمُ ٱلثَّاقِبُ﴾، ولم يقل: (الطارق النجم الثاقب).
وقوله: ﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡقَارِعَةُ﴾ فإنه أجاب بقوله: ﴿يَوۡمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلۡفَرَاشِ ٱلۡمَبۡثُوثِ﴾ ولم يقل: (القارعة يوم يكون الناس)
فبإعادة ﴿لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ﴾ في الجواب تعظيم آخر.
جاء في (روح المعاني): ((وفي إظهار ليلة القدر في الموضعين من تأكيد التعظيم والتفخيم ما لا يخفي)).
والتعظيم الآخر قوله: إنها خير من ألف شهر.
(من كتاب: قبسات من البيان القرآني للدكتور فاضل السامرائي- صـ 252: 254)
ﵟ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﵞ سورة القدر - 3