الوقفات التدبرية

*ما الفرق بين سنة وعام في قوله تعالى في قصة نوح تعالى (وَلَقَدْ...

*ما الفرق بين سنة وعام في قوله تعالى في قصة نوح تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) العنكبوت)؟ د.فاضل السامرائى: كلمة سنة في القرآن تدلّ عادة على الجدب والقحط ويقال أسنت الناس إذا أصابهم قحط ويقال أصابتنا سَنَة بمعنى جدب وقحط. أما كلمة عام فهي عادة تستعمل في الخير في الغالب. وفي قصة نوح  يقول المفسرون أنه لبث في الدعوة 950 سنة مع قومه بشدة وصعوبة وتكذيب له واستهزاء به أما الخمسن عاماً فهي ما كان بعد الطوفان حيث قضاها مع المؤمنين في راحة وطمأنينة وهدوء بعيداً عن الكافرين من قومه الذين أغرقهم الله بالطوفان. في إجابة أخرى للدكتور فاضل : أكثر ما يقال في هذه المسألة أن العام يطلق على الخصب والخير والسنة تطلق على الشدة والقحط. وفعلاً كثيراً ما تطلق أصابتنا سنة بمعنى القحط (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ (130) الأعراف) أصابتنا سنة يعني قحط. أسنت الناس يعني أصابهم قحط. يقولون إن نوح عليه السلام عاش عيشة خصب خمسين عاماً لذا ذكرها بالعام والباقي كله مع قومه شدة وتعب، فتلك قال عنها سنة لأن فيها شدة والخمسين عام ﴿إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا﴾ فالخمسين عام هي الرخاء الذي عاش فيه سيدنا نوح، والسنة فيها شدة. المقدم: في القرآن أيضاً (فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ (259) البقرة) وفي الكهف (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) الكهف). لاحظ القرآن لم يجمع كلمة عام، لكن السنين وردت مطلقة لأنه لم يذكر أعوام فالسنين تشكل الجميع، القرآن ثنّى العام فقال عامين ولم يجمع العام (أعوام) وجمع السنة ولم يثنّها ما قال سنتين وقال سنين ولم يقل سنوات. * هو ثنّى بالحول، هل الحول عام أيضاً؟ الحول لم يرد في القرآن إلا في الطلاق والوفاة. * هذه خصيصة من خصائص الاستعمال القرآني؟ نعم. لأن لو لاحظنا قرب الاشتقاق الحول معناه حال يحول من حجز (وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ (43) هود) وتأتي من التحوّل، حال الشيء يعني تحوّل. والطلاق حاجز والوفاة حاجز، الطلاق تحوّل والموت تحوّل. هذا من أعجب الاستعمالات!. * عجيب! مع أن العام والسنة والحول الثلاثة بمعنى واحد! والحجّة لكن استعمالها عجيب. * (عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ (27) القصص) ؟ لم يقل أعوام. * حتى في سورة يوسف قال (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا (47)) ! عندما لم يجمع الأعوام السنين قامت مقام العام والسنة، جمع كلها تأتي للشدة لأنه لم يجمع العام لم يقل أعوام * هل لنا أن نسأل لماذا لم يجمع العام؟ أم أن هذه خصوصية من خصائص الاستعمال القرآني؟ مع أن عام لغة جمعه أعوام. القرآن ليس كتاب في اللغة يجمع كل ما ورد. جاء لم يأت في القرآن بصيغة الفعل المضارع ولا بصيغة فعل الأمر. * ورد ﴿جاء﴾ بالماضي فقط. إذن السنة فيها شدة، العام للدلالة على الرخاء وعدم الشدة، الحول لأنه يحول بين شيئين. إذا جمع يأتي بسنين وهي فيها الشدة والرخاء ولهذا قال ﴿أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا﴾.

ﵟ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﵞ سورة العنكبوت - 14


Icon