الوقفات التدبرية

(لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ...

﴿لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ ذكر في الآية السابقة أنه خلق السماوات والأرض. والصانع قد لا يكون ملكاً فذكر أنه الصانع وأنه الملك حصراً فلا ملك سواه وأن الأمور ترجع إليه وحده. وأن ملكه ممتد بعد انقضاء الدنيا. وأن الأمور ترجع إليه في الآخرة كما هي في الدنيا فإن في قوله: ﴿وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ إشارة إلى البعث. جاء في (نظم الدرر): ولما كان صانع الشيء قد لا يكون ملكاً وكان الملك لا يكتمل ملكه إلا بعلم جميع ما يكون في مملكته والقدرة عليه وكان إنكارهم للبعث إنكاراً لأن يكون ملكاً أكد ذلك بتكرير الإخبار به فقال ﴿لَهُ﴾ وحده ملك السماوات (1). وجاء في (تفسير الرازي): له ملك السماوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور أي إلى حيث لا مالك سواه. ودل بهذا القول على إثبات المعاد (2). فقوله ﴿وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ يفيد معنيين: المعنى الأول أن الأمور كلها هو الذي يقطع فيها ولا يعمل شيء إلا بأمره، والمعنى الآخر إثبات المعاد. **من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الأول ص 245. (1) نظم الدرر 7/438. (2) تفسير الرازي 29/216.

ﵟ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﵞ سورة الحديد - 5


Icon