الوقفات التدبرية

برنامج لمسات بيانية آية (63-64) : * القرآن ربما يستخدم ألفاظاً ربما...

برنامج لمسات بيانية آية (63-64) : * القرآن ربما يستخدم ألفاظاً ربما تكون متقاربة في الدلالة مثل جاء وأتى ويجمع بينهما في آية واحدة في سورة الحجر (قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64)) جئناك وأتيناك، ما اللمسة البيانية في النقلة بين جئناك وآتيناك؟(د.فاضل السامرائي) ذكرنا مرة في الفرق بين جاء وأتى كلام في المفردات، قسم من أهل اللغة وعلوم القرآن أن المجيء فيه مشقة والإيتاء فيه سهولة ويسر. الآن نأتي إلى السؤال (قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64) الحجر) قسم من المفسرين والنحاة ذهب أن هذا من باب التوكيد اللفظي بما يرادفه بالمعنى مثل (وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) فاطر) غرابيب هي السود، غربيب يعني أسود، غرابيب سود يعني سود سود، غرابيب سود وسود هو تأكيد. (لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20) نوح) السبل هي الفجاج. لكن يبقى فيها نظر ويبقى الأصل الاختيار لماذا هنا قال جئناك ولو كان التأكيد بالمرادف يبقى لماذا اختار هنا جئناك وهنا آتيناك؟ كما ذكرنا عدة مرات أتيناك أيسر وجاءك أصعب. كيف وضعها بموجب هذه القاعدة؟ (قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64) الحجر) جئناك يعني بالعذاب الذي كانوا يشكون به (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) العنكبوت). إذن ﴿جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ﴾ جاؤوا بالعذاب فلما كان العذاب شديداً قال ﴿جئناك﴾ فيه قوة. (وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ (65) الحجر) هذا نجاة، النزول استعمل جئناك وفي النجاة استعمل آتيناك ﴿فأسر بأهلك﴾. هذه القاعدة البيانية، يستعمل جاء وأتى بتعبير جميل دقيق جداً.

ﵟ قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ ﵞ سورة الحجر - 63


Icon