الوقفات التدبرية

برنامج لمسات بيانية قال تعالى في سورة طه: ﴿ٱذۡهَبَآ إِلَىٰ...

برنامج لمسات بيانية قال تعالى في سورة طه: ﴿ٱذۡهَبَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ٤٣ فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ٤٤﴾. وقال بعدها: ﴿فَأۡتِيَاهُ فَقُولَآ إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ﴾. سؤال: قال في الآية الأولى: ﴿فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا﴾ فذكر أن القول له. ولم يذكر ﴿له﴾ في الآية الأخرى، وإنما قال: ﴿فَأۡتِيَاهُ فَقُولَآ إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ﴾، فلم يقل: ﴿فقولا له﴾. فلم ذاك؟ الجواب: إنه قال في الآية الأولى: ﴿فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا﴾ فإنه إذا لان؛ لان ملؤه وقومه، فيكونون أسمع له. وأما الآية الأخرى، وهو قوله: ﴿فَأۡتِيَاهُ فَقُولَآ إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ﴾ فإنه لم يذكر ﴿له﴾ ذلك أنه في مقام التبليغ العام له ولملئه وقومه، وليس له خاصة، فإنهما أُرسلا إلى فرعون وملئه وقومه كما قال ربنا سبحانه: ﴿ثُمَّ بَعَثۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِم مُّوسَىٰ وَهَٰرُونَ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِۦ﴾ [يونس: 75]. وقال: ﴿وَإِذۡ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱئۡتِ ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ١٠ قَوۡمَ فِرۡعَوۡنَۚ أَلَا يَتَّقُونَ١١﴾ [الشعراء: 10-11]. وقال: ﴿وَأَدۡخِلۡ يَدَكَ فِي جَيۡبِكَ تَخۡرُجۡ بَيۡضَآءَ مِنۡ غَيۡرِ سُوٓءٖۖ فِي تِسۡعِ ءَايَٰتٍ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَقَوۡمِهِۦٓۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ١٢﴾ [النمل: 12]. وقد آمن من آمن من قوم فرعون وملئه، فقد آمن شخص من ملأ فرعون، قال سبحانه: ﴿وَقَالَ رَجُلٞ مُّؤۡمِنٞ مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ يَكۡتُمُ إِيمَٰنَهُۥٓ أَتَقۡتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ ٱللَّهُ﴾ [غافر: 28]. فلما كان المقام مقام التبليغ العام، وليس خاصًا بفرعون، أطلق القول ولم يقيده بفرعون، فقال: ﴿فَقُولَآ إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ﴾ بخلاف الآية الأولى.

ﵟ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ ﵞ سورة طه - 44


Icon