الوقفات التدبرية

برنامج لمسات بيانية آية (2): * على ماذا يعود الضمير في ترونها في آية...

برنامج لمسات بيانية آية (2): * على ماذا يعود الضمير في ترونها في آية سورة الرعد ﴿اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا﴾؟(د.فاضل السامرائى) القدامى جعلوا فيها احتمالين: 1. قالوا أنه يجوز أن تعود على العمد بمعنى (بغير عمد مرئية) . 2. ويجوز أن تعود على السماء بمعنى رفع السموات بغير عمد وهاأنتم ترونها مرفوعة بغير عمد. فمن حيث التعبير يحتمل الاثنين وهذا جائز من حيث اللغة والفرّاء كان من اللغويين وليس من المفسرين ومع هذا وضع الاحتمالين فهي تجوز نحوياً وتُسمّى بالتعبيرات الاحتمالية وقد يكون هناك غرض للاحتمال كما هناك غرض للتحديد. نأتي الآن إلى الناحية العلمية ونسأل هل هناك عمد غير مرئية كالجاذبية أو غيرها؟ أو هناك أمور أخرى يمكن أن يذكرها لنا العلماء؟ أنا شخصياً لا أفضّل رأياً على رأي إلا بعد أن يقول العلماء كلمتهم ويقطع العلم بأحد الشيئين فالآية تحتمل المعنيين فإذا قطع العلم بأحدهما آخذ به. والله تعالى أعلم إن كان هناك عمد غير مرئية فهو سبحانه يفعل ما يشاء (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ(65))الحج. وقد يضع أسباباً في خلقه وإذا أراد خلق السبب وقد يكون أمسكها بدون عمد والله أعلم. * في سورة الرعد (اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا (2)) بعض النحويين قالوا أن الجملة ﴿بغير عمد﴾ في محل رفع حال، حال السموات بمعنى أن السموات بغير عند. بعض المفسرين قالوا أنها بغير عمد وبعضهم قال أن فيها عمد لكن لا نراها فما هو الرأي البياني واللغوي في هذه الآية الكريمة؟(د.فاضل السامرائى) هذا تعبير احتمالي. *يعني مرفوعة بعمد لا نرى العمد أم نراها بلا عمد؟ القدامى قبل أكثر من ألف سنة بحثوها، تكلموا فيها من حيث اللغة. يقولون هذه الآية تحتمل معنيين أنه رفع السموات بغير عمد وهاأنتم ترونها استئناف. والاحتمال الثاني بعمد غير مرئية، أنتم لا ترون العمد. *لكنه قال ﴿بغير عمد﴾ كان يمكن أن يقول بعمد لا ترونها، ينفي رؤية العمد؟ بغير عمد ترونها يعني بغير عمد مرئية . *أنا أفهم منها مرئية بغير عمد يعني ليس لها عمد! بعمد غير مرئية، بغير عمد مرئية. *﴿بغير﴾ هي ملتصقة بعمد فنفت الأعمدة أصلاً؟ نفت الأعمدة المرئية. *إذن هناك أعمدة غير مرئية. يعني نفت الأعمدة المرئية ولكن لم ينف الأعمدة غير المرئية يعني ربما يكون هناك عمد غير مرئية؟ هذا التعبير فيه احتمالان، هذا قبل ألف سنة. *الذين يتكلمون في الإعجاز العلمي الآن يقولون هنالك عمد! إذن تدخل فيها *لكن مسألة ايهما أدل على طلاقة القدرة الإلهية أن تكون بعمد أو بغير عمد؟ ربنا أعرف بهذه المسائل، هو يضع الأسباب والمسببات ويضع النواميس، وهو واضعها كلها. *إذن تحتمل وليست هناك قرينة سياقية تحدد؟ لا، هذا تعبير احتمالي كما قرره العلماء من قديم، يحتمل أنها بغير عمد و﴿ترونها﴾ استئناف، هاأنتم ترونها بغير عمد أو بغير عمد مرئية، نفى العمد المرئية. *هو قال ترونها! بغير عمد ترونها يعني بغير عمد مرئية ممكن يراها غيرك وأنت لا تراها *إذا قلت مثلاً دخل زيد بكتاب ودخل زيد بغير كتاب؟ هذه غير، *إذا قلت دخل زيد بغير كتاب تراه، أنا أرى زيداً لكن بدون كتاب ؟ لكن قد يكون الكتاب مخبأ، لماذا قلت ﴿تراه﴾؟ *هل وجود غير قبل كتاب أو غير قبل ﴿عمد﴾ لا ينفي وجود العمد؟ هي موصوفة، العمد مقيدة هنا، لم يقل بغير عمد، ﴿بغير عمد﴾ مطلقة. ﴿بغير عمد ترونها﴾ الآن قيدت على المعنى الثاني، أنتم لا ترونها كما ذكرت الآن دخل خالد بغير كتاب تراه. *يعني أنا أراه بغير كتاب. أنت تراه لكن هو قد يكون عنده كتاب، أنت نفيت رؤية الكتاب يمكن هو وضع الكتاب في مكان آخر. *أنا نفيت رؤية الكتاب؟ ما قلت بغير كتاب، إذا قلت بغير كتاب. *يعني لا ظاهر ولا باطن؟ لكن إذا قلت بغير كتاب أراه. *ممكن يكون هناك كتاب لكنه موارى إذا كان الوصف هنا ينطبق على كتاب. هي أصلاً تحتمل أن ﴿ترونها﴾ تعود على السموات وتحتمل أنها تعود على العمد! ومن هنا جاء الاحتمال أصلاً. *أليس هناك قرينة سياقية تحدد معنى معيناً؟ لو كان هناك قرينة لما صار هناك اختلاف أصلاً. *إلى ماذا تميل حضرتك؟ كأنما هي بغير عمد لكن إذا ثبت أن هناك عمد فالنص يحتمل وليس فيه إشكال. *قال تعالى في سورة لقمان ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا﴾ وفي سورة الرعد قال ﴿اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا﴾ فما الفرق بين رفع وخلق؟(د.فاضل السامرائى) كل تعبير مناسب لمكانه لو نظرنا في الرعد قال (المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ (1) اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2)) لما قال ﴿وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ﴾ الإنزال إنما يكون من فوق أي من مكان مرتفع فناسبها رفع السموات. ثم استوى على العرش ﴿اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ﴾ العرش فوق السموات إذن رفع السموات حتى تكون مرتفعة. ثم قال ﴿وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ﴾ وهي من الأجرام السمواية وهي مرتفعة إذن يناسب رفع السموات. أما في لقمان فليس فيها شيء من ذلك بعد هذه الآية في لقمان قال (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ (11)) خلق الله مناسب لخلق السموات (خلق السموات) ﴿هَذَا خَلْقُ اللَّهِ﴾. إذن السياق في الرعد يناسبه رفع السموات والسياق في لقمان يناسبه خلق السموات وبعدها ﴿هَذَا خَلْقُ اللَّهِ﴾ فكل تعبير في مكانه.

ﵟ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ﵞ سورة الرعد - 2


Icon