الوقفات التدبرية

برنامج لمسات بيانية (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ...

برنامج لمسات بيانية (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)) يقولون إن هذه الآية الكريمة ذكرت مفاتح الغيب فبدأت بعلم الساعة وهذا أمر اختص الله تعالى به بنفسه لم يطلع عليه أحد قال تعالى (يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (63) الأحزاب) في أكثر من موطن (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (187) الأعراف) (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) النازعات) فإذن الساعة ربنا اختص بها حتى تركيب الآية ﴿إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ قدّم الخبر ﴿عنده﴾ على المبتدأ ﴿علم الساعة﴾ والجملة كلها خبر ﴿إنّ﴾ أصلها علم الساعة عنده، هذا التقديم يفيد الاختصاص أي عند الله فقط حصراً تقديم الخبر على المبتدأ إذا كان النبتدأ معرفة يفيد الحصر في الغالب، قدم الخبر على المبتدأ أفادت الإختصاص أي لا يعلمه إلا هو، و﴿إنما﴾ أداة حصر وأكد الجملة بـ ﴿إنّ﴾ وهو يفيد تأكيد القصر، إذن التقديم والتأكيد يفيد القصر والحصر بأن علم الساعة منتهاه إلى الله تعالى حصراً. * ما دلالة العطف في الآية؟ ربنا سبحانه وتعالى استأثر بالعلم والقدرة لأنه أول مرة ذكر علم الساعة ﴿إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ ثم قال بعدها ﴿وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ﴾ يعني هو لم يذكر علة نزول الغيث ما قال ويعلم نزول الغيث لكن قال ﴿وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ﴾ لأن تنزيل الغيث هو الذي يعني العباد وليس العلم به بمعنى تنزيل الغيث هو الذي فيه حياتهم ومعاشهم فإذن هو ذكر ما هو أمس بحياة الناس ونعمة الله عليهم الغيث تتم به مصالحهم وحياتهم فاختار ما هو أدل على النعم قال ﴿وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ﴾. علم الساعة بعد زوال هؤلاء وذهباهم بقرون، في حياتهم الحالية يعنيهم للتذكر وأخذ العبرة أما موعدها فلا يعنيهم، نزول الغيث يعنيهم هم لذلك ذكر ما هو أدل على النعمة فقال ﴿وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ﴾ قال ينزل بالمضارع لأن هذا يتكرر ويتجدد وكذلك قال ﴿وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ﴾ لأن هذا متجدد أيضاً الأرحام مستمرة في كل لحظة يحصل ما في الأرحام. ثم إن هذا العلم البعض يقولون أن الناس قد يعلمون علم الأجنة بالسونار وغيره، ليس المقصود فقط علم الجنس ذكر أو أنثى وإنما هذا شيء من العلم، يعلم ما في الأرحام يعلم الجنس وغير ذلك كونه تام أو ناقص، ذكي أو بليغ شقي أو سعيد ما استعدادته البدنية هذه لا يمكن أن يعلم بها أحد فليس المقصود الجنس وإنما الاستعداد الجنسي والنفسي ولون العين أخرس أو غير أخرس وحتى علم الأجنة يعلم فقط عندما يستكمل الجنين ولا يعلمون جنسه عندما يكون علقة ولا يمكن أن يعلموا ما في الأرحام من الآية الأولى وإنما يعلمونه بعد التشكل بينما ربنا تعالى يعلم ما في الأرحام من بدايته والأرحام لا تعني الإنسان فقط وإنما تشمل كل شيئء (اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ (8) الرعد) ليس فقط ما يتعلق بالإنسان، ربنا يتكلم عنا يعلم في السموات والأرض (يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (4) التغابن). ﴿وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ﴾ في كل الكرة الأرضية وهو مستمر وليس الجنس فقط وإنما العلم بهذه السعة والشمول والدقة في كل الأحوال على مدى الزمن وفي كل لحظة يحصل فيها الله تعالى فقط يعلم بها. *﴿إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ قصر وحصر أن علم الساعة لله تعالى دون غيره فهل باقي الآية تفيد القصر والحصر أيضاً؟ قسم يقول إذا دخلت ﴿إنّ﴾ ليس بالضرورة تفيد القصر لأنها معطوفة على خبر ﴿إن﴾ وقسم قال كما أنه أفاد القصر في الأول فالمعطوف عليه يفيد القصر أيضاً وقسم قال ليس بالضرورة المعطوف يكون نفس المعطوف عليه، نقول محمد حضر وحضر فلان معه عطف جملة فعلية على جملة إسمية وقد تعطف جملة مؤكدة على جملة غير مؤكدة أو جملة مثبتة على جملة منفية أو العكس: حضر فلان ولم يحضر أخوه، هذا ممكن. ربنا قال تعالى عن نفسه ﴿وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ﴾ لكن ليس فيها قصر على نفسه فإذن لا غرابة في أن يتحدث أحد يقول نعلم ذكراً أو أنثى لكنه علم ناقص وفي وقت محدد عند الاستكمال. نحن نفهم الآية عامة بهذه الدلالة أن ما في الأرحام في كل لحظة وفي كل الأحوال وهذا لا يمكن أن يكون إلا لله تعالى. ذكر الرسول  " أجله ورزقه، شقي أو سعيد" هذا لا يعلمه إلا الله تعالى. ﴿وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ﴾ تأتي إلى نفس الإشكال إذا كانت تفيد القصر لغة قسم قالوا تفيد وقسم قالوا لا. هل يستطيع الإنسان أن ينزل الغيث الآن؟ ربنا ينزل الغيث، يسوق السحاب وينزل الغيث، الناس تصلي صلاة الاستسقاء والبلاد الأخرى التي فيها جفاف من ينزل الغيث؟ فلينزلوا غيثهم إذا استطاعوا، الجفاف يأكل الأرض فمن ينزل الغيث إلا الله تعالى فإذن ربنا سبحانه وتعالى هو الذي ينزل الغيث ربنا سبحانه وتعالى هو القادر على ذلك وهو الذي يفعل ذلك إن شاء. *ما دلالة الترتيب في الآية؟ قبل الترتيب، ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا﴾ قسم كان يقول أنا موظف وراتبي محدود فيقول أنا أعلم ما أكسبه اليوم وغداً، أولاً الكسب لا يتعلق بأمور المعاش فقط، المعاش كسب لكن ربنا تعالى ذكر الكسب في الأعمال من الحسنات والسيئات قال (لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ (286) البقرة) (بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ (81) البقرة) الكسب قد يكون للقلب (وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ (225) البقرة) والكسب لليد (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ (30) الشورى) فالكسب عام وحتى أصحاب الأجور الثابتة قد يأتيهم ما ليس في البال، بهذا المعنى المطلق لا يمكن أن يعلم أحد ماذا سيكسب غداً لأن الكسب متعلق بالأعمال من حسنات وسيئات وكسب القلب وما إلى ذلك والذي يأتيه من مال. الرزق واحد من معاني الكسب فالكسب عام فلماذا يحدد بشيء واحد؟ ومن يعلم ذلك؟ لا يستطيع أحد أن يعلم ماذا سيكسب غداً وماذا لو توفاه الله؟ ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ﴾ هذا مكان الأجل. حكمة الترتيب في الآية: هو أولاً بدأ بالساعة وهي رأس المغيبات وجعلها بعد قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا﴾ هذه الساعة فناسب ذكر ما تقدّم قبلها ﴿وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ﴾ هذه الساعة فلما قال عنده علم الساعة ناسب ما قبلها هذا اليوم الذي طلب منا أن نخشاه. هذا أمر ثم ذكر بعد ذكر الساعة تنزيل الغيث ﴿وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ﴾ وهو أسبق المذكورات بعده وجوداً، بعده ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب أسبقها نزول الغيث، المطر أسبق لأن الإنسان لا يعيش من دون زرع. المطر أسبق المذكورات بعده وجوداً فإذن بدأ بالأسبق هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ربنا تعالى كثيراً ما يستدل في القرآن بنزول الغيث على الساعة (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (11) ق) إذن صارت مرتبطة بما قبلها، إذن تنزيل الغيث ارتبط بما قبلها وهي الساعة وارتبط بما بعده وهو ما في الأرحام لأن ما في الأرحام يعيشون على الزروع إذن ينزل الغيث له ارتباط بما قبله وما بعده، ارتبط بعلم الساعة أنه تعالى يستدل به على علم الساعة ويستدل به على اليوم الآخر ومرتبط بما بعدها ﴿وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ﴾ لأن ما في الأرحام كثيراً ما يعيشون على الزروع وما تنبت الأرض سواء كان إنسان أو حيوان ثم ذكر ماذا تكسب غداً هذا بعد الولادة وبعد ما في الأرحام ثم ذكر الموت في الآخر، فإذن رتبها ترتيب أسبقية الوجود والارتباط، فيها إثبات لعلم الله ونفي لما عداه، إثبات لعلم الله ﴿إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ﴾ ونفي ما عداه ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ﴾. ثم ختمها ختمها بقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ فأثبت له العلم والخبرة على صفة المبالغة وهذا من اجتماع العلم والخبرة، عليم بالأمور خبير ببواطنها. خبير تضيف إلى عليم. ****عندنا في مزايا اللغة العربية التي لا يمكن التعبير عنها في اللغات الأخرى تعدد أدوات النفي. تقول أنا ما أذهب، أنا لا أذهب، أنا إن أذهب، أنا لست أذهب، كلها تقولها في الإنجليزية I don’t go. (إن أذهب) وردت مثلها في القرآن في قوله (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ (109) الأنبياء) بمعنى نفي ﴿ما﴾. في القرآن قال (وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ (9) الأحقاف) نفاها بـ ﴿ما﴾، (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ (34) لقمان) قال (لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1) الطلاق) قال ما أدري وقال إن أدري وقال لا أدري، نفاها كلها. الفرق من حيث الدلالة المعلوم المشهور أنه إذا نفيت الفعل المضارع بـ ﴿ما﴾ دلّ على الحال يعني ما أدري الآن، لا أدري أكثر النحاة يخصصوها للإستقبال لكن قسم من النحاة يقول هي للحال والاستقبال مطلقة وأكثرهم يخصصوها بالإستقبال والزمخشري يقول لا ولن أختان في نفي المستقبل وهذا عليه أكثر النحاة وأنا أميل أنها تكون للحال والاستقبال وأستدل بما استدل به بعض النحاة في القرآن (مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ (20) النمل) حال، (أنا لا أفهم ما تقول) حال، (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً (48) البقرة) للإستقبال فهي إذن مطلقة. خاصة هي منتهية بالألأف والألف حرف مطلق لا يمتد به الصوت فهي ممتدة. (إن أذهب) إن أقوى كما يقول النحاة. (لست أذهب) ليس فيها الكثير أنها تنفي الحال لكن فيها جملة إسمية وفعلية فهي مركبة. (لم أذهب) هذا المضارع، ما ذهبت، لمّا أذهب، إن ذهبت، لست قد ذهبت، كلها نقولها بالانجليزية I didn’t do صيغة واحدة، ﴿ما﴾ جواب القسم أصلاً، ﴿لمّا﴾ اللام كما بدأ بها سيبويه في باب نفي الفعل قال فعلت نفيه لم أفعل، والله لقد فعل نفيه ما فعل، قد فعل نفيه لمّا يفعل، ليفعلنّ نفيه لا يفعل، سوف يفعل نفيه لن يفعل، هذه النصوص موجودة وكل واحدة لها دلالة. * هل الله سبحانه وتعالى في حاجة إلى كل هذا التأكيد ونحن نقرّ له بالعلم؟ لأنه قسم يقر له بالعلم وهناك من من لم يقر له بالعلم وإنما هناك من يعبد الحجر وهناك من يعبد الشجر وهناك من يعبد الحيوان وهناك وهناك. فهذا الكلام للجميع. أنت علمت بعد أن علمت من القرآن بعدما أعلمك الله تعالى ولم يكن هناك اختلاف في شيء إلا اختلاف على الله سبحانه وتعالى قسم قالوا (أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (152) الصافات) وربنا قال تعالى (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) الصافات) يصفونه بأشياء لا ينبغي أن يوصف بها فمن أهمّ الأشياء ينبغي أن نعلم أن ربنا عليم وخبير وقدير وحليم والأسماء الحسنى. *لماذا حُدد المكان ولم يُحدد الزمان في الآية الأخيرة من سورة لقمان؟ قال تعالى في آخر سورة لقمان (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {34}‏) وإذا نظرنا إلى سياق الآيات نجد أن الإنتقال من أرض إلى أرض والإنتقال في الفلك هو السياق ثم بعدها قال تعالى ماذا غشيهم ﴿موج﴾ في قوله (وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ {32}) فلما نجاهم إلى البر أي أن كل سياق الآيات تفيد الإنتقال من مكان إلى مكان لذا ناسب ذكر المكان في الآية وجاءت بأي أرض تكوت هل في البحر أم في الأرض.

ﵟ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﵞ سورة لقمان - 34


Icon