قوله تعالى: (إنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ مَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالمُهْتَدِين) .
قال ذلك هنا بلا " باء " وبالمضارع، موافقة لقوله بعدُ " الله أعلمُ حيثُ يجعل رسالته ".
وقال في " النَّحل " و " النَّجم " و " ن ": "
بِمَنْ ضَلَّ " بزيادة الباء وبالماضي، عملًا بزيادة الباء في مفعول " أعلمُ " تقويةً له لضعفه، كما في قوله تعالى " وهو أعلمُ بالمهتدين " وقوله " وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اهْتَدَى " وعملاً في الماضي بكثرة الاستعمال في قولهم: " أعلمُ بمن دبَّ وَدَرَجَ، وأحسنُ من قام وقعد، وأفضلُ من حجَّ واعتمر. وحيثُ حُذِفتِ الباءُ، أُضْمِر فعل من مادة " عَلِمَ " يعملُ في المفعول، لضعف " أَعْلَم " عن العمل بلا تقوية، وتقديره في الآية: يعلم من يَضِلّ.
ﵟ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﵞ سورة الأنعام - 117