قوله تعالى: ﴿إنّي أَخَافُ اللهَ واللهُ شَدِيدُ العِقَابِ﴾ .
إن قلتَ: كيف قال الشيطان ذلك، مع أنه لا يخافه وإلَّا لمَاَ خالفه وأضلَّ عبيده؟!
قلتُ: قاله كذباً كما قاله قتادة، أو صدقاً كما قاله عطاءٌ، لكنَّه خالف عناداً.
أو الخوف بمعنى العلم، كما في قوله تعالى: ﴿إلَّا أنْ يَخَافَا أَلأَ يُقِيمَا حدودَ اللهِ﴾ أي أعلمُ صدق وعد اللهِ نبيَّه النصر.
ﵟ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﵞ سورة الأنفال - 48