قوله تعالى: ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ(61)﴾ " ما ترك عليها " أي على الأرض، قال ذلك هنا، وقال فى فاطر: ﴿بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَةٍ﴾ .
تركَ لفظ " ظهر " هنا، احترازاً عن الجمع بين الظائين: في ظهرها، وظلمهم، بخلافه في فاطر، إذْ لم يُذكر فيها " بظلمهم ".
فإن قلتَ: الآية تقتضي مؤاخذةَ البريءِ، بظلم
الظَّالم، وذلكَ لا يحسُنُ من الحكيم؟!
قلتُ: المرادُ بالظُّلمِ هنا: الكفرُ، وبالدَّابةِ: الدابَّةُ الظالمة وهي الكافرُ، كما نُقِل عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ﵟ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﵞ سورة النحل - 61