الوقفات التدبرية

قوله تعالى: (وَلَقَدْ فضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيّينَ عَلَى بَعْضٍ...

قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ فضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورَا﴾ . إن قلتَ: لمَ خصَّ " داود " بالذّكر؟ قلتُ: لأنه اجتمع له ما لم يجتمع لغيره من الأنبياء، وهو الرسالةُ، والكتابةُ، والخطابةُ، والخلافةُ، والملْكُ، والقضاءُ، في زمن واحد، قال تعالى ﴿وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الحِكْمَةَ وَفَصْلَ الخِطَابِ﴾ وقال ﴿يَا دَاوُدُ إنا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً في الأَرْضِ فَاحكُمْ بين النَّاسِ بِالحق(26)﴾ . فإن قلتَ: لمَ نكَّر الزَّبور هنا، وعرَّفه في قوله: " ولقد كتبنا في الزبور "؟ قلتُ: يجوز أن يكون الزبور من الأعلام التي يستعمل ب " أل " وبدونها، كالعباس، والفضل. أو نكَّرهُ هنا بمعنى آتيناه بعض الزُّبر وهي الكتب، أو أراد به ما فيه ذكرُ النبي - صلى الله عليه وسلم - من الزبور، فسمَّى بعض الزَّبور زبوراً، كما سمَّى بعض القرآن قرآناً في قوله تعالى: ﴿وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ﴾ .

ﵟ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﵞ سورة الإسراء - 55


Icon