وما دام الحديث عن التذكير والتأنيث ننبِّه إلى أنه قد يرد المذكر للمؤنث والمؤنث للمذكر، كما في سورة النور،
وهذه للفائدة قال تعالى:﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (٦) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٧) وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (٨) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ النور: ٦-٩.
فالإشكال بين ﴿لعنة﴾ و﴿غضب﴾، وهذا مما يشكل على الحفظة غير المهرة، والضابط: أن المؤنث ﴿لعنة﴾ جاء في حق المذكر (الرجل)، والمذكر ﴿غضب﴾ جاء في حق المؤنث (المرأة)، فالقاعدة هنا عكسية.
كما أني أستغلها فرصة لأذكِّر بإشكال في هذه الآيات، وهو الضم في ﴿أربع﴾ مع الفتح فيما بعدها، والضابط: مراعاة كلمة ﴿شهادة﴾، فحيثما جاءت حركتها مضمومة فكذا ﴿أربع﴾، وحيثما جاءت حركتها مفتوحة فكذا ﴿أربع﴾، واعطِفْ عليها الخامسةَ في كلٍّ.
ﵟ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﵞ سورة النور - 6