تفسير سورة يونس

الدر المنثور
تفسير سورة سورة يونس من كتاب الدر المنثور في التأويل بالمأثور المعروف بـالدر المنثور .
لمؤلفه السُّيوطي . المتوفي سنة 911 هـ

أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ الر ﴾ قال : فواتح السور، أسماء من أسماء الله.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات وابن النجار في تاريخه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ الر ﴾ قال : أنا الله ارى.
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله ﴿ الر ﴾ قال : أنا الله أرى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله ﴿ الر ﴾ قال : أنا الله أرى.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ الر ﴾ و ﴿ حم ﴾ و ﴿ ن ﴾ قال : اسم مقطع.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :﴿ الر ﴾ و ﴿ حم ﴾ و ﴿ ن ﴾ قال : حروف الرحمن مفرقة.
وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي وفي قوله ﴿ الر ﴾ قال : ألف ولام وراء من الرحمن.
أما قوله :﴿ تلك آيات الكتاب الحكيم ﴾.
أخرج ابن أبي حاتم عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله تعالى ﴿ تلك ﴾ يعني هذه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله تعالى ﴿ تلك آيات الكتاب ﴾ قال : الكتب التي خلت قبل القرآن.
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما بعث الله محمد ﷺ رسولاً أنكرت العرب ذلك، ومن أنكر منهم قالوا : الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً مثل محمد. فأنزل الله ﴿ أكان للناس عجباً أن أوحينا إلى رجل منهم... ﴾ الآية. ﴿ وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم... ﴾ [ الأنبياء : ٧ ] الآية. فلما كرر الله عليهم الحجج قالوا : وإذا كان بشراً فغير محمد كان أحق بالرسالة ﴿ لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ﴾ [ الزخرف : ٣١ ] يقولون : أشرف من محمد يعني الوليد بن المغيرة من مكة، ومسعود بن عمرو الثقفي من الطائف، فأنزل الله رداً عليهم ﴿ أهم يقسمون رحمة ربك ﴾ [ الزخرف : ٣٢ ] الآية. والله أعلم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم ﴾ قال : ما سبق لهم من السعادة في الذكر الأول.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ أن لهم قدم صدق عند ربهم ﴾ قال : أجراً حسناً بما قدموا من أعمالهم.
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله ﴿ قدم صدق عند ربهم ﴾ قال : القدم هو العمل الذي قدموا. قال الله ﴿ ونكتب ما قدموا وآثارهم ﴾ [ يس : ١٢ ] والآثار ممشاهم قال : مشى رسول الله ﷺ بين اسطوانتين من مسجدهم، ثم قال « هذا أثر مكتوب ».
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الربيع في قوله ﴿ قدم صدق ﴾ قال : ثواب صدق.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه في قوله ﴿ قدم صدق ﴾ قال : يقدمون عليه عند ربهم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ﴿ قدم صدق ﴾ قال : خير.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ﴿ قدم صدق ﴾ قال : سلف صدق.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ قدم صدق ﴾ أي سلف صدق.
وأخرج أبو الشيخ عن بكار بن مالك رضي الله عنه في قوله ﴿ قدم صدق عند ربهم ﴾ قال : رسول الله ﷺ.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله ﴿ أن لهم قدم صدق عند ربهم ﴾ قال : محمد ﷺ شفيع لهم يوم القيامة.
وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله ﴿ أن لهم قدم صدق عند ربهم ﴾ قال : محمد ﷺ شفيع لهم يوم القيامة.
وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري في قوله ﴿ قدم صدق عند ربهم ﴾ قال : محمد ﷺ شفيع صدق لهم يوم القيامة.
208
وأخرج الحاكم وصححه عن أبي بن كعب في قوله ﴿ لهم قدم صدق ﴾ قال : سلف صدق.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله ﴿ أن لهم قدم صدق عند ربهم ﴾ قال : مصيبتهم في نبيهم ﷺ.
وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم في قوله ﴿ قدم صدق ﴾ قال : محمد ﷺ.
أما قوله تعالى :﴿ قال الكافرون إن هذا لسحر مبين ﴾.
وأخرج أبو الشيخ عن زائدة قال : قرأ سليمان في يونس عند الآيتين ﴿ ساحر مبين ﴾.
209
أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ﴿ يدبر الأمر ﴾ قال : يقضيه وحده. وفي قوله ﴿ إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ﴾ قال : يحييه ثم يميته ثم يحييه.
أخرج ابن مردويه « عن ابن مسعود قال » سمعت رسول الله ﷺ يقول : تكلم ربنا بكلمتين فصارت إحداهما شمساً والأخرى قمراً وكانا من النور جميعاً، ويعودان إلى الجنة يوم القيامة « ».
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله ﴿ جعل الشمس ضياء والقمر نوراً ﴾ قال : لم يجعل الشمس كهيئة القمر كي يعرف الليل من النهار، وهو قوله ﴿ فمحونا آية الليل ﴾ [ الاسراء : ١٢ ] الآية.
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ﴿ هو الذي جعل لكم الشمس ضياء والقمر نوراً ﴾ قال : وجوههما إلى السموات وأقفيتهما إلى الأرض.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر قال : الشمس والقمر وجوههما إلى العرش وأقفيتهما إلى الأرض.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر. أنه كان بين يديه نار إذ شهقت فقال : والذي نفسي بيده إنها لتعوذ بالله من النار الكبرى، ورأى القمر حين جنح للغروب فقال، والله إنه ليبكي الآن.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن المسيب قال : لا تطلع الشمس حتى يصبحها ثلاثمائة ملك وسبعون ملكاً، أما سمعت أمية بن أبي الصلت يقول :
أخرج أبو الشيخ عن خليفة العبدي قال : لو أن الله تبارك وتعالى لم يعبد إلا عن رؤية ما عبده أحد، ولكن المؤمنين تفكروا في مجيء هذا الليل إذا جاء فملأ كل شيء وغطى كل شيء، وفي مجيء سلطان النهار إذا جاء فمحا سلطان الليل، وفي السحاب المسخر بين السماء والأرض، وفي النجوم، وفي الشتاء والصيف، فوالله ما زال المؤمنون يتفكرون فيما خلق ربهم تبارك وتعالى حتى أيقنت قلوبهم بربهم تعالى، وكأنما عبدوا الله عن رؤية.
أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله ﴿ إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا ﴾ الآية. قال : هؤلاء أهل الكفر.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ﴿ ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها ﴾ قال : مثل قوله ﴿ من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها ﴾ [ هود : ١٥ ] الآية.
وأخرج أبو الشيخ عن يوسف بن أسباط قال : الدنيا دار نعيم الظالمين قال : وقال علي بن أبي طالب : الدنيا جيفة فمن أرادها فليصبر على مخالطة الكلاب.
أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ﴿ يهديهم ربهم بإيمانهم ﴾ قال : يكون لهم نوراً يمشون به.
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة مثله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ﴿ يهديهم ربهم بإيمانهم ﴾ قال : حدثنا الحسن قال : بلغنا أن النبي ﷺ قال « المؤمن إذا خرج من قبره صور له عمله في صورة حسنة وريح طيبة فيقول له : ما أنت. فوالله إني لأراك عين امرىء صدق. فيقول له : أنا عملك. فيكون له نوراً وقائداً إلى الجنة، وأما الكافر فإذا خرج من قبره صوّر له عمله في صورة سيئة وريح منتنة، فيقول له : ما أنت فوالله إني لأراك عين امرىء سوء، فيقول : أنا عملك فينطلق به حتى يدخله النار ».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله ﴿ يهديهم ربهم بإيمانهم ﴾ قال : يمثل له عمله في صورة حسنة وريح طيبة يعارض صاحبه ويبشره بكل خير، فيقول : من أنت؟ فيقول : أنا عملك الصالح، فيجعل له نوراً من بين يديه حتى يدخله الجنة، والكافر يمثل له عمله في صورة سيئة وريح منتنة، فيلازم صاحبه حتى يقذفه في النار.
وأخرج أبو الشيخ عن الربيع في قوله ﴿ يهديهم ربهم بإيمانهم ﴾ قال : حتى يدخلهم الجنة. فحدث أصحاب النبي ﷺ : لأحدهم يومئذ أعلم بمنزله منكم اليوم بمنزلنا، ثم ذكر عن العلماء أنه أنزلهم الجنة سبعة منازل، لكل منزل من تلك المنازل أهل في سبع فضائل، فقال النبي ﷺ يسعى عليهم بما سألوا وبما خطر على أنفسهم حتى إذا امتلأوا كان طعامهم ذلك جشاء وريح المسك ليس فيها حدث، ثم ألهموا الحمد والتسبيح كما ألهموا النفس، ثم يجتني فاكهتها قائماً وقاعداً ومتكئاً على أي حال كان عليه، ثم لا تصل إلى فيه حتى تعود كما كانت أنها بركة الرحمة، وبركة الرحمن لا تفنى وهي الخزائن التي لا تنقطع أبداً ما أخذ منها لم ينقص وما ترك منها لم يفسد.
أخرج ابن مردويه عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ « إذا قالوا سبحانك اللهم أتاهم ما اشتهوا من الجنة من ربهم ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع قال : أهل الجنة إذا اشتهوا شيئاً قالوا : سبحانك اللهمَّ وبحمدك. فإذا هو عندهم فذلك قوله ﴿ دعواهم فيها سبحانك اللهمَّ ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه قال : إن أهل الجنة إذا دعوا بالطعام قالوا : سبحانك اللهمَّ. فيقوم على أحدهم عشرة آلاف خادم، مع كل خادم صحفة من ذهب فيها طعام ليس في الأخرى، فيأكل منهن كلهن.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ﴿ دعواهم فيها سبحانك اللهمَّ ﴾ قال : يكون ذلك قولهم فيها.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج قال : أخبرت أن قوله ﴿ سبحانك اللهمَّ ﴾ إذا مر بهم الطائر يشتهونه قالوا : سبحانك اللهمَّ، ذلك دعاؤهم به فيأتيهم بما اشتهوا، فإذا جاء الملك بما يشتهون فيسلم عليهم فيردون عليه، فذلك قوله ﴿ وتحيتهم فيها سلام ﴾ فإذا أكلوا قدر حاجتهم قالوا : الحمد لله رب العالمين. فذلك قوله ﴿ وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن أبي الهذيل قال : الحمد أول الكلام وآخر الكلام، ثم تلا ﴿ وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ﴾.
أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ﴿ ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير ﴾ قال : هو قول إنسان لولده وماله إذا غضب عليه : اللهمَّ لا تبارك فيه والعنه ﴿ لقضي إليهم أجلهم ﴾ قال : لأهلك من دعا عليه ولأماته.
وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير ﴿ ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير ﴾ قال : قول الرجل للرجل : اللهمَّ اخزه اللهمَّ العنه، قال : وهو يحب أن يستجاب له كما يحب اللهمَّ اغفر له اللهمَّ ارحمه.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال : هو دعاء الرجل على نفسه وماله بما يكره أن يستجاب له.
أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ﴿ دعانا لجنبه ﴾ قال : مضطجعاً.
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله ﴿ دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً ﴾ قال : على كل حال.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي الدرداء قال : ادع الله يوم سرائك يستجب لك يوم ضرائك.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ﴿ ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون ﴾ قال : ذكر لنا أن عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية فقال : صدق ربنا، ما جعلنا خلائف في الأرض إلا لينظر إلى أعمالنا، فأروا الله خير أعمالكم بالليل والنهار والسر والعلانية.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ﴿ ثم جعلناكم خلائف ﴾ لأمة محمد ﷺ.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ﴿ وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ﴾ قال : لا يرجون لقاءنا. إيتِ بقرآن غير هذا أو بدِّله قال : هذا قول مشركي أهل مكة للنبي ﷺ قال الله لنبيه ﷺ ﴿ قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ﴾.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ﴿ ولا أدراكم به ﴾ يقول : أعلمكم به.
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله ﴿ ولا أدراكم به ﴾ يقول : ولا أشعركم به.
وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن، أنه قال « ولا أدرأتكم به » يعني بالهمز قال الفراء : لا أعلم هذا يجوز من دريت ولا أدريت إلا أن يكون الحسن همزها على طبيعته، فإن العرب ربما غلطت فهمزت ما لم يهمز.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما. أنه كان يقرأ « قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أنذرتكم به ».
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ ولا أنذرتكم به ﴾ قال : ما حذرتكم به.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله ﴿ فقد لبثت فيكم عمراً من قبله ﴾ قال : لم أتل عليكم ولم أذكر.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي ﴿ فقد لبثت فيكم عمراً من قبله ﴾ قال : لبث أربعين سنة قبل أن يوحى إليه، ورأى الرؤيا سنتين، وأوحى الله إليه عشر سنين بمكة وعشراً بالمدينة، وتوفي وهو ابن اثنتين وستين سنة.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري والترمذي عن ابن عباس قال : بعث رسول الله ﷺ لأربعين سنة، فمكث بمكة ثلاث عشرة يوحى إليه، ثم أمر بالهجرة فهاجر عشر سنين، ومات وهو ابن ثلاث وستين.
وأخرج أحمد والبيهقي في الدلائل عن أنس رضي الله عنه. أنه سئل بسن أي الرجال كان النبي ﷺ إذ بعث؟ قال : كان ابن أربعين سنة.
وأخرج البيهقي في الدلائل عن الشعبي قال : نزلت النبوة على النبي ﷺ وهو ابن أربعين سنة، فقرن بنبوته إسرافيل عليه السلام ثلاث سنين، فكان يعلمه الحكمة والشيء لم ينزل القرآن، فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل عليه السلام، فنزل القرآن على لسانه عشرين، عشراً بمكة وعشراً بالمدينة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس بن مالك قال : بعث رسول الله ﷺ على رأس أربعين، فأقام بمكة عشراً وبالمدينة عشراً، وتوفي على رأس ستين سنة.
أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : قال النضر : إذا كان يوم القيامة شفعت لي اللات والعزى، فأنزل الله ﴿ فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته إنه لا يفلح المجرمون، ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ﴾.
أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ﴿ وما كان الناس إلا أمة واحدة ﴾ قال : على الإِسلام.
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله ﴿ وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ﴾ في قراءة ابن مسعود قال : كانوا على هدى.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد ﴿ وما كان الناس إلا أمة واحدة ﴾ قال : آدم عليه السلام ﴿ واحدة فاختلفوا ﴾ قال : حين قتل أحد ابني آدم أخاه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله ﴿ وما كان الناس ﴾ الآية. قال : كان الناس أهل دين واحد على دين آدم فكفروا، فلولا أن ربك أجلهم إلى يوم القيامة لقضى بينهم.
أخرج ابن أبي حاتم عن الربيع في قوله ﴿ فانتظروا إني معكم من المنتظرين ﴾ قال : خوفهم عذابه وعقوبته.
أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ﴿ وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا ﴾ قال : استهزاء وتكذيب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان قال : كل مكر في القرآن فهو عمل.
أخرج البيهقي في سننه عن ابن عمر. أن تميماً الداري سأل عمر بن الخطاب عن ركوب البحر فأمره بتقصير الصلاة قال : يقول الله :﴿ هو الذي يسيركم في البر والبحر ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ﴿ حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم ﴾ قال : ذكر هذا ثم عد الحديث في حديث آخر عنه لغيرهم قال ﴿ وجرين بهم ﴾ قال : فعزا الحديث عنهم فأوّل شيء كنتم في الفلك وجرين بهؤلاء لا يستطيع يقول : جرين بكم وهو يحدث قوماً آخرين، ثم ذكر هذا ليجمعهم وغيرهم ﴿ وجرين بهم ﴾ هؤلاء وغيرهم من الخلق.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ﴿ وظنوا أنهم أحيط بهم ﴾ قال : أهلكوا.
وأخرج البيهقي في الدلائل عن عروة قال : فر عكرمة بن أبي جهل يوم الفتح، فركب البحر فأخذته الريح، فنادى باللات والعزى. فقال أصحاب السفينة : لا يجوز ههنا أحد أن يدعو شيئاً إلا الله وحده مخلصاً. فقال عكرمة : والله لئن كان في البحر وحده إنه لفي البر وحده. فأسلم.
وأخرج ابن سعد عن ابن أبي مليكة قال : لما كان يوم الفتح ركب عكرمة بن أبي جهل البحر هارباً، فخب بهم البحر فجعلت الصراري أي الملاح يدعون الله ويوحدونه. فقال : ما هذا؟ قالوا : هذا مكان لا ينفع فيه إلا الله، قال : فهذا إله محمد الذي يدعونا إليه فارجعوا بنا، فرجع فاسلم.
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص قال :« لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله ﷺ الناس إلا أربعة نفر وامرأتين، وقال » اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة، عكرمة بن أبي جهل، وعبد الله بن خطل، ومقيس بن ضبابة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، فأما عبد الله بن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمار، فسبق سعيد عماراً وكان أشب الرجلين فقتله، وأما مقيس بن ضبابه فأدركه الناس في السوق فقتلوه، وأما عكرمة فركب البحر فاصابتهم عاصفة فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة : اخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئاً. فقال عكرمة : لئن لم ينجني في البحر إلا الاخلاص ما ينجني في البر غيره، اللهم إن لك عهداً إن أنت عافيتني مما أنا فيه إن آتى محمداً ﷺ حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوّاً كريماً. قال : فجاء فأسلم، وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان رضي الله عنه، فلما دعا رسول الله ﷺ للبيعة جاء به حتى أوقفه على النبي ﷺ فقال : يا رسول الله بايع عبد الله. قال : فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثاً كل ذلك يأبى فبايعه بعد الثلاث. ثم أقبل على أصحابه فقال : اما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله. قالوا : وما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك، ألا أومأت إلينا بعينك؟ قال : إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة أعين « ».
225
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم والخطيب في تاريخه والديلمي في مسند الفردوس عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ « ثلاث هن رواجع على أهلها، المكر، والنكث، والبغي، ثم تلا رسول الله ﷺ ﴿ يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم ﴾ ﴿ ولا يحيق المكر السيِّىء إلا بأهله ﴾ [ فاطر : ٤٣ ] ﴿ ومن نكث فإنما ينكث على نفسه ﴾ [ الفتح : ١٠ ] ».
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن نفيل الكناني رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ ثلاث « قد فرغ الله من القضاء فيهن لا يبغين أحدكم، فإن الله تعالى يقول ﴿ يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم ﴾ ولا يمكرن أحد فإن الله تعالى يقول ﴿ ولا يحيق المكر السيِّىء إلا بأهله ﴾ [ فاطر : ٤٣ ] ولا ينكث أحد فإن الله يقول ﴿ ومن نكث فإنما ينكث على نفسه ﴾ [ الفتح : ١٠ ] ».
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي بكرة قال : قال رسول الله ﷺ « لا تبغ ولا تكن باغياً، فإن الله يقول ﴿ إنما بغيكم على أنفسكم ﴾ ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن الزهري قال : بلغنا أن رسول الله ﷺ قال « لا تبغ ولا تكن باغياً فإن الله يقول ﴿ إنما بغيكم على أنفسكم ﴾ ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله ﷺ « لا يؤخر الله عقوبة البغي فإن الله قال ﴿ إنما بغيكم على أنفسكم ﴾ ».
وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي بكر رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ « ما من ذنب أجدر من أن يعجل الله لصاحبه العقوبة من البغي وقطيعة الرحم ».
وأخرج أبو داود والبيهقي في الشعب عن عياض بن جابر. أن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد.
وأخرج البيهقي في الشعب من طريق بلال بن أبي بردة عن أبيه عن جده عن النبي ﷺ قال :« لا يبغي على الناس إلا ولد بغي أو فيه عرق منه ».
وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن رجاء بن حيوة.
226
أنه سمع قاصاً في مسجد مِنى يقول : ثلاث خلال هن على من عمل بهن البغي، والمكر، والنكث، قال الله ﴿ إنما بغيكم على أنفسكم ﴾ ﴿ ولا يحيق المكر السيىء إلا بأهله ﴾ [ فاطر : ٤٣ ] ﴿ ومن نكث فإنما ينكث على نفسه ﴾ [ الفتح : ١٠ ] ثم قال : ثلاث خلال لا يعذبكم الله ما عملتم بهن : الشكر، والدعاء، والاستغفار، ثم قرأ ﴿ ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ﴾ [ فاطر : ٤٣ ] ﴿ قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم ﴾ [ الفتح : ١٠ ] و ﴿ ما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ﴾ [ الأنفال : ٣٣ ].
وأخرج أبو الشيخ عن مكحول قال : ثلاث من كن فيه كن عليه : المكر والبغي والنكث. قال الله ﴿ إنما بغيكم على أنفسكم ﴾.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ﷺ « لو بغى جبل على جبل لدك الباغي منهما ».
وأخرج ابن مردويه من حديث ابن عمر رضي الله عنه. مثله.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي جعفر محمد بن علي رضي الله عنه قال :« ما من عبادة أفضل من أن يسأل، وما يدفع القضاء إلا الدعاء، وإن أسرع الخير ثواباً البر، واسرع الشر عقوبة البغي، وكفى بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه، وأن يأمر الناس بما لا يستطيع التحوّل عنه، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه ».
227
أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ فاختلط به نبات الأرض ﴾ قال : اختلط فنبت بالماء كل لون ﴿ مما يأكل الناس ﴾ كالحنطة والشعير وسائر حبوب الأرض والبقول والثمار، وما تأكله الأنعام والبهائم من الحشيش والمراعي.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ وازينت ﴾ قال : أنبتت وحسنت، وفي قوله ﴿ كأن لم تغن بالأمس ﴾ قال : كأن لم تعش كأن لم تنعم.
وأخرج ابن جرير عن أبي بن كعب وابن عباس ومروان بن الحكم أنهم كانوا يقرأون ﴿ وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها ﴾ وما كان الله ليهلكم إلا بذنوب أهلها.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال في قراءة أبي « كأن لم تغن بالأمس وما أهلكناها إلا بذنوب أهلها كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون ».
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي مجلز رضي الله عنه قال : مكتوب في سورة يونس عليه السلام إلى جنب هذه الآية ﴿ حتى إذا أخذت الأرض زخرفها ﴾ إلى ﴿ يتفكرون ﴾ ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى وادياً ثالثاً، ولا يشبع نفس ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب فمحيت.
أخرج أبو نعيم والدمياطي في معجمه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ والله يدعوا إلى دار السلام ﴾ يقول يدعو إلى عمل الجنة، والله السلام والجنة داره.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله ﴿ ويهدي من يشاء ﴾ قال : يهديهم للمخرج من الشبهات والفتن والضلالات.
وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ « ما من يوم طلعت شمسه إلا وكل بجنبتيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم إلا الثقلين : يا أيها الناس هلموا إلى ربكم إن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى، ولا آبت شمسه إلا وكل بجنبتيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين : اللهم أعط منفقاً خلفاً، وأعط ممسكاً تلفاً. فأنزل الله في ذلك كله قرآناً في قول الملكين : يا أيها الناس هلموا إلى ربكم ﴿ والله يدعوا إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ﴾ وأنزل في قولهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً، وأعط ممسكاً تلفاً ﴿ والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى ﴾ [ الليل : ١ - ٢ ] إلى قوله ﴿ للعسرى ﴾ [ الليل : ١٠ ] ».
وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن سعيد بن أبي هلال رضي الله عنه. سمعت أبا جعفر محمد بن علي رضي الله عنه وتلا ﴿ والله يدعوا إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ﴾ فقال :« حدثني جابر رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله ﷺ يوماً فقال » إني رأيت في المنام كان جبريل عند رأسي وميكائيل عند رجلي يقول أحدهما لصاحبه : ضرب له مثلاً فقال : اسمع سمعت أذناك، واعقل عقل قلبك، إنما مثلك ومثل أمتك كمثل ملك اتخذ داراً، ثم بنى فيها بيتاً، ثم جعل فيها مأدبة، ثم بعث رسولاً يدعو الناس إلى طعامه، فمنهم من أجاب الرسول ومنهم فيها مأدبة، فالله هو الملك، والدار الإِسلام، والبيت الجنة وأنت يا محمد رسول، فمن أجابك دخل الإِسلام، ومن دخل الإِسلام دخل الجنة، ومن دخل الجنة أكل منها « ».
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال « استتبعني النبي ﷺ فانطلقنا حتى أتينا موضعاً لا ندري ما هو؟ فوضع رسول الله ﷺ رأسه في حجري، ثم إن نفراً أتوا عليهم ثياب بيض طوال وقد أغفى رسول الله ﷺ، فقال عبد الله رضي الله عنه : فارعبت منهم. فقالوا : لقد أعطى هذا العبد خيراً إن عينه نائمة والقلب يقظان، ثم قال بعضهم لبعض : اضربوا له ونَتَأوَّلَ نحن أو نضرب نحن وتَتَأَوَّلون أنتم. فقال بعضهم : مثله كمثل سيد اتخذ مأدبة، ثم ابتنى بيتاً حصيناً، ثم أرسل إلى الناس فمن لم يأت طعامه عذبه عذاباً شديداً. قال الآخرون : أما السيد فهو رب العالمين، وأما البنيان فهو الإِسلام، والطعام الجنة، وهذا الداعي فمن اتبعه كان في الجنة ومن لم يتبعه عذب عذاباً أليماً، ثم إن رسول الله ﷺ استيقظ فقال : ما رأيت يا ابن أم عبد؟ فقلت : رأيت كذا وكذا! فقال : أُخفِيَ علي مما قالوا شيء، وقال رسول الله ﷺ : هم نفر من الملائكة ».
229
وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ « إن سيداً بنى داراً واتخذ مأدبة وبعث داعياً، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ورضي عنه السيد، ألا وإن السيد الله، والدار الإِسلام، والمأدبة الجنة، والداعي محمد ﷺ ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال : ما من ليلة إلا ينادي منادياً يا صاحب الخير هلم ويا صاحب الشر اقصر. فقال رجل للحسن رضي الله عنه : أتجدها في كتاب الله؟ قال : نعم ﴿ والله يدعوا إلى دار السلام ﴾ قال : ذكر لنا أن في التوراة مكتوباً : يا باغي الخير هلم، ويا باغي الشر انته.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه. أنه كان إذا قرأ ﴿ والله يدعوا إلى دار السلام ﴾ قال : لبيك ربنا وسعديك.
230
أخرج الطيالسي وهناد وأحمد ومسلم والترمذي وابن ماجة وابن خزيمة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والدارقطني في الرؤية وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن صهيب رضي الله عنه « أن رسول الله ﷺ تلا هذه الآية ﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ﴾ قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد : يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه. فيقولون : وما هو، ألم تثقل موازيننا، وتبيض وجوهنا، وتدخلنا الجنة، وتزحزحنا عن النار؟ وقال : فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه، فوالله ما أعطاهم الله شيئاً أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر لأعينهم ».
وأخرج الدارقطني وابن مردويه عن صهيب رضي الله عنه في الآية قال : قال رسول الله ﷺ « الزيادة : النظر إلى وجه الله ».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والدارقطني في الرؤية وابن مردويه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ « أن الله يبعث يوم القيامة منادياً ينادي : يا أهل الجنة - بصوت يسمعه أولهم وآخرهم - إن الله وعدكم الحسنى وزيادة، فالحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الرحمن ».
وأخرج ابن جرير وابن مردويه واللالكائي في السنة والبيهقي في كتاب الرؤية عن كعب بن عجرة رضي الله عنه « عن النبي ﷺ في قوله ﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ﴾ قال : الزيادة : النظر إلى وجه الرحمن ».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والدارقطني وابن مردويه واللالكائي والبيهقي في كتاب الرؤية عن أبي بن كعب رضي الله عنه « أنه سأل رسول الله ﷺ عن قول الله تعالى ﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ﴾ قال : الذين أحسنوا أهل التوحيد، والحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله ».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر « عن رسول الله ﷺ في قوله ﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ﴾ قال » أحسنوا شهادة أن لا إله إلا الله، والحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى الله « ».
وأخرج أبو الشيخ وابن منده في الرد على الجهمية والدارقطني في الرؤية وابن مردويه واللالكائي والخطيب وابن النجار عن أنس رضي الله عنه « أن النبي ﷺ سئل عن هذه الآية ﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ﴾ فقال : للذين أحسنوا العمل في الدنيا لهم الحسنى وهي الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم ».
وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن أنس رضي الله عنه قال « قال رسول الله ﷺ ﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ﴾ قال : ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدود ولا صفة معلومة ».
231
وأخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ « من كبَّر على سيف البحر تكبيرة رافعاً بها صوته لا يلتمس بها رياء ولا سمعة كتب الله له رضوانه الأكبر، ومن كتب له رضوانه الأكبر جمع بينه وبين محمد وإبراهيم عليهما السلام في داره، ينظرون إلى ربهم في جنة عدن كما ينظر أهل الدنيا إلى الشمس والقمر في يوم لا غيم فيه ولا سحابة، وذلك قوله ﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ﴾ فالحسنى لا إله إلا الله، والزيادة الجنة والنظر إلى الرب ».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن خزيمة وابن المنذر وأبو الشيخ والدارقطني وابن منده في الرد على الجهمية وابن مردويه واللالكائي والآجري والبيهقي كلاهما في الرؤية عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه في قوله ﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ﴾ قال : الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله.
وأخرج ابن مردويه من طريق الحرث عن علي رضي الله عنه في قوله ﴿ للذين أحسنوا الحسنى ﴾ قال : يعني الجنة، والزيادة يعني النظر إلى الله تعالى.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والدارقطني واللالكائي والآجري والبيهقي عن حذيفة رضي الله عنه في الآية قال : والزيادة النظر إلى وجه ربهم.
وأخرج هناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والدارقطني واللالكائي والبيهقي عن أبي موسى الأشعري في الآية قال : الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه ربهم.
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ للذين أحسنوا الحسنى ﴾ قال : قول لا إله إلا الله، والحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجهه الكريم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي من طريق علي عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ للذين أحسنوا ﴾ قال : الذين شهدوا أن لا إله إلا الله، الحسنى : الجنة.
وأخرج ابن أبي حاتم واللالكائي عن ابن مسعود رضي الله عنه في الآية قال : أما الحسنى فالجنة، وأما الزيادة فالنظر إلى وجه الله، واما القتر فالسواد.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الرؤية من طريق الحكم بن عتيبة عن علي رضي الله عنه في الآية قال : الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة أبواب غرفها وأبوابها من لؤلؤة واحدة.
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه ﴿ للذين أحسنوا ﴾ قال : شهادة أن لا إله إلا الله ﴿ الحسنى ﴾ قال : الجنة ﴿ وزيادة ﴾ قال : النظر إلى وجه الله.
وأخرج ابن جرير والدارقطني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه في قوله ﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ﴾ قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة اعطوا منها ما شاؤوا، ثم يقال لهم : إنه قد بقي من حقكم شيء لم تعطوه، فيتجلى الله تعالى لهم فيصغر ما اعطوا عند ذلك، ثم تلا ﴿ للذين أحسنوا الحسنى ﴾ قال : الجنة ﴿ والزيادة ﴾ نظرهم إلى ربهم تعالى.
232
وأخرج ابن جرير والدارقطني عن عامر بن سعد البجلي رضي الله عنه في قوله ﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ﴾ قال : النظر إلى وجه الله.
وأخرج الدارقطني عن السدي رضي الله عنه في قوله ﴿ للذين أحسنوا الحسنى ﴾ قال : الجنة ﴿ وزيادة ﴾ قال : النظر إلى وجه الرب تعالى.
وأخرج الدارقطني عن الضحاك رضي الله عنه قال : الزيادة النظر إلى وجه الله.
وأخرج ابن جرير والدارقطني عن عبد الرحمن بن سابط قال : الزيادة النظر إلى وجه الله تعالى.
وأخرج ابن جرير والدارقطني عن أبي إسحق السبيعي رضي الله عنه في قوله ﴿ للذين أحسنوا الحسنى ﴾ قال : الجنة ﴿ وزيادة ﴾ قال : النظر إلى وجه الرحمن تعالى.
وأخرج ابن جرير والدارقطني عن قتادة رضي الله عنه قال : ينادي المنادي يوم القيامة أن الله وعد الحسنى وهي الجنة، فأما الزيادة فهي النظر إلى وجه الرحمن. قال : فيتجلى لهم حتى ينظروا إليه.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ﴾ قال : هو مثل قوله ﴿ ولدينا مزيد ﴾ [ ق : ٣٥ ] يقول : يجزيهم بعملهم ويزيدهم من فضله، وقال ﴿ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ﴾ [ الأنعام : ١٦٠ ].
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ للذين أحسنوا الحسنى ﴾ قال : مثلها. قال ﴿ وزيادة ﴾ قال : مغفرة ورضوان.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علقمة بن قيس رضي الله عنه في الآية قال : الزيادة العشر ﴿ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ﴾ [ الأنعام : ١٦٠ ].
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال : الزيادة الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال : الزيادة ما أعطاهم في الدنيا لا يحاسبهم به يوم القيامة.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في الرؤية عن سفيان رضي الله عنه قال : ليس في تفسير القرآن اختلاف انما هو كلام جامع يراد به هذا وهذا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ ولا يرهق وجوههم ﴾ قال : لا يغشاهم ﴿ قتر ﴾ قال : سواد الوجوه.
وأخرج أبو الشيخ عن عطاء رضي الله عنه في الآية قال : القتر سواد الوجه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ ولا يرهق وجوههم قتر ﴾ قال : خزي.
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن صهيب رضي الله عنه عن النبي ﷺ ﴿ ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة ﴾ قال : بعد نظرهم إلى الله تعالى.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والدارقطني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه في قوله ﴿ ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة ﴾ قال : بعد نظرهم إلى ربهم.
233
أخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه في قوله ﴿ والذين كسبوا السيئات ﴾ قال : الذين عملوا الكبائر ﴿ جزاء سيئة بمثلها ﴾ قال : النار ﴿ وترهقهم ذلة ﴾ قال : الذل ﴿ كأنما أغشيت وجوههم قطعاً من الليل مظلماً ﴾ والقطع السواد، نسخها الآية في البقرة ﴿ بلى من كسب سيئة ﴾ [ البقرة : ٨١ ] الآية.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ وترهقهم ذلة ﴾ قال : يغشاهم ذلة وشدة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ رضي الله عنهما ﴿ ما لهم من الله من عاصم ﴾ يقول : من مانع.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه ﴿ ما لهم من الله من عاصم ﴾ قال : من نصير ﴿ كأنما أغشيت وجوههم قطعاً من الليل ﴾ قال : ظلمة من الليل.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ ويوم نحشرهم ﴾ قال : الحشر الموت.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ﴿ فزيلنا بينهم ﴾ قال : فرقنا بينهم.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه قال : يأتي على الناس يوم القيامة ساعة فيها لين، يرى أهل الشرك أهل التوحيد يغفر لهم فيقولون ﴿ والله ربنا ما كنا مشركين ﴾ [ الأنعام : ٢٣ ] قال الله ﴿ أنظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون ﴾ [ الأنعام : ٢٤ ] ثم يكون من بعد ذلك ساعة فيها شدة، تنصب لهم الآلهة التي كانوا يعبدون من دون الله فيقول : هؤلاء الذين كنتم تعبدون من دون الله؟ فيقولون : نعم، هؤلاء الذين كنا نعبد. فتقول لهم الآلهة : والله ما كنا نسمع ولا نبصر ولا نعقل ولا نعلم أنكم كنتم تعبدوننا. فيقولون : بلى، والله لإِياكم كنا نعبد. فتقول لهم الآلهة ﴿ فكفى بالله شهيداً بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين ﴾.
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ « يمثل لهم يوم القيامة ما كانوا يعبدون من دون الله فيتبعونهم حتى يوردوهم النار، ثم تلا رسول الله ﷺ ﴿ هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت ﴾ ».
وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه. أنه كان يقرأ « هنالك تتلو » بالتاء قال : هنالك تتبع.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه « هنالك تتلو » يقال : تتبع.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ هنالك تبلوا ﴾ يقول : تختبر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه ﴿ هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت ﴾ قال : عملت.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه ﴿ هناك تبلوا ﴾ قال : تعاين ﴿ كل نفس ما أسلفت ﴾ قال : عملت ﴿ وضل عنهم ما كانوا يفترون ﴾ قال : ما كانوا يدعون معه من الأنداد.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه في قوله ﴿ وردوا إلى الله مولاهم الحق ﴾ قال : نسختها قوله ﴿ مولى الذين آمنوا وإن الكافرين لا مولى لهم ﴾ [ محمد : ١١ ].
وأخرج ابن أبي حاتم عن حرملة بن عبد العزيز قال : قلت لمالك بن أنس رضي الله عنه : ما تقول في رجل أمره يقيني؟ قال : ليس ذلك من الحق. قال الله ﴿ فماذا بعد الحق إلا الضلال ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أشهب رضي الله عنه قال : سئل مالك عن شهادة اللعاب بالشطرنج والنرد فقال : أما من أدمنها فما أرى شهادتهم طائلة. يقول الله ﴿ فماذا بعد الحق إلا الضلال ﴾ والله أعلم.
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ كذلك حقت كلمة ربك ﴾ يقول : سبقت كلمة ربك.
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه ﴿ كذلك حقت ﴾ يقول : صدقت.
أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ أم من لا يهدي إلا أن يهدى ﴾ قال : الأوثان؛ الله يهدي منها ومن غيرها ما شاء.
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ﴿ وإن كذبوك فقل لي عملي... ﴾ الآية. قال : أمره بهذا، ثم نسخه فأمره بجهادهم.
أخرج أبو الشيخ عن مكحول رضي الله عنه في قوله ﴿ إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون ﴾ قال : قال رسول الله ﷺ « قال الله : يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ».
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله ﴿ يتعارفون بينهم ﴾ قال : يعرف الرجل صاحبه إلى جنبه فلا يستطيع أن يكلمه.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ وإما نرينك بعض الذي نعدهم ﴾ قال : سوء العذاب في حياتك ﴿ أو نتوفينك ﴾ قبل ﴿ فإلينا مرجعهم ﴾ وفي قوله ﴿ ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم ﴾ قال : يوم القيامة.
أخرج الطبراني وأبو الشيخ عن أبي الأحوص قال : جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : إن أخي يشتكي بطنه. فوصف له الخمر فقال : سبحان الله... ! ما جعل الله في رجس شفاء، إنما الشفاء في شيئين : القرآن والعسل، فيهما شفاء لما في الصدور وشفاء للناس.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال : إن الله سبحانه وتعالى جعل القرآن شفاء لما في الصدور ولم يجعله شفاء لأمراضكم.
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :« جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال : أني أشتكي صدري. فقال : اقرأ القرآن، يقول الله تعالى : شفاء لما في الصدور ».
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه. « أن رجلاً شكا إلى النبي ﷺ وجع حلقه. فقال : عليك بقراءة القرآن ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : في القرآن شفاءان القرآن والعسل، فالقرآن شفاء لما في الصدور، والعسل شفاء من كل داء.
وأخرج البيهقي عن طلحة بن مصرف كان يقال : إن المريض إذا قرىء عنده القرآن وجد له خفة. فدخلت على خيثمة وهو مريض فقلت : إني أراك اليوم صالحاً. قال : إنه قرىء عندي القرآن.
أخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإِيمان من طرق عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال :« قال رسول الله ﷺ » إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقلت : أسماني لك؟ قال : نعم. قيل لأبي رضي الله عنه : أفرحت بذلك؟ قال : وما يمنعني والله تعالى يقول « قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما تجمعون » هكذا قرأها بالتاء « ».
وأخرج الطيالسي وأبو داود والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي رضي الله عنه قال : أقرأني رسول الله ﷺ « فبذلك فلتفرحوا » بالتاء.
وأخرج ابن جرير عن أبي رضي الله عنه أنه كان يقرأ « فبذلك فلتفرحوا هو خير مما تجمعون » بالتاء.
وأخرج ابن أبي عمر العدني والطبراني وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ « إنه كان يقرأ » فبذلك فلتفرحوا «.
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال :»
قال رسول الله ﷺ ﴿ قل بفضل الله وبرحمته ﴾ قال :« فضل الله القرآن، ورحمته أن جعلهم من أهله » «.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ قل بفضل الله وبرحمته ﴾ قال : بكتاب الله وبالإِسلام.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ قل بفضل الله وبرحمته ﴾ قال : فضله الإِسلام ورحمته القرآن.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ قل بفضل الله ﴾ القرآن ﴿ وبرحمته ﴾ حين جعلهم من أهل القرآن.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال : فضل الله العلم، ورحمته محمد ﷺ، قال الله تعالى ﴿ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ﴾ [ الأنبياء : ١٠٧ ].
وأخرج ابن أبي شيبة عن سالم رضي الله عنه ﴿ قل بفضل الله ﴾ قال : الإِسلام ﴿ وبرحمته ﴾ قال : القرآن.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جريرعن مجاهد رضي الله عنه ﴿ قل بفضل الله وبرحمته ﴾ قال : القرآن.
وأخرج ابن جرير والبيهقي عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال : فضل الله القرآن، ورحمته الإِسلام.
وأخرج ابن جرير والبيهقي عن هلال بن يسار رضي الله عنه في قوله ﴿ قل بفضل الله وبرحمته ﴾ قال : بالإِسلام الذي هداكم وبالقرآن الذي علمكم.
243
وأخرج ابن جرير والبيهقي عن هلال بن يسار رضي الله عنه ﴿ قل بفضل الله وبرحمته ﴾ قال : فضل الله الإِسلام، ورحمته القرآن.
وأخرج ابن جرير عن الحسن وقتادة. مثله.
وأخرج الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ قل بفضل الله ﴾ قال : النبي ﷺ، ﴿ وبرحمته ﴾ قال : علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وأخرج أبو القاسم بن بشران في أماليه عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ « من هداه الله للإِسلام وعلمه القرآن ثم شكا الفاقة كتب الله الفقر بين عينيه إلى يوم يلقاه، ثم تلا النبي ﷺ ﴿ قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ﴾ من عرض الدنيا من الأموال ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب رضي الله عنه في الآية قال : إذا عملت خيراً حمدت الله عليه فأفرح فهو خير مما يجمعون من الدنيا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما خير ﴿ مما يجمعون ﴾ قال : من الأموال والحرث والأنعام.
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن أيفع الكلاعي رضي الله عنه قال : لما قدم خراج العراق إلى عمر رضي الله عنه، خرج عمر رضي الله عنه ومولى له، فجعل يعد الإِبل فإذا هو أكثر من ذلك، فجعل عمر رضي الله عنه يقول : الحمد لله. وجعل مولاه يقول : هذا - والله - من فضل الله ورحمته. فقال عمر رضي الله عنه : كذبت ليس هذا الذي يقول ﴿ قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ﴾.
244
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق ﴾ الآية. قال : هم أهل الشرك كانوا يحلون من الحرث والأنعام ما شاؤوا، ويحرمون ما شاؤوا.
وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه والبيهقي في سننه وابن عساكر عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري قال : أتى وفد أهل مصر عثمان بن عفان رضي الله عنه فقالوا له : ادع بالمصحف وافتتح السابعة - وكانوا يسمون سورة يونس السابعة - فقرأها حتى أتى على هذه الآية ﴿ قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراماً وحلالاً ﴾ فقالوا له : قف، أرأيت ما حميت من الحم أَأَلله أذن لك أم على الله تفتري؟ فقال : امضه إنما نزلت في كذا وكذا، فاما الحمى فإن عمر رضي الله عنه حمى الحمى لإِبل الصدقة، فلما وليت وزادت إبل الصدقة زدت في الحمى.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ إذ تفيضون فيه ﴾ قال : إذ تفعلون.
وأخرج عبد بن حميد والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ وما يعزب ﴾ قال : ما يغيب.
وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه. مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه ﴿ وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة ﴾ قال : لا يغيب عنه وزن ذرة ﴿ ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ﴾ قال : هو الكتاب الذي عند الله.
أخرج أحمد في الزهد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب قال : قال الحواريون : يا عيسى من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون؟ قال عيسى عليه السلام : الذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها، والذين نظروا إلى آجل الدنيا حين نظر الناس إلى عاجلها، وأماتوا منها ما يخشون أن يميتهم وتركوا ما علموا أن سيتركهم، فصار استكثارهم منها استقلالاً وذكرهم إياها فواتاً، وفرحهم بما أصابوا منها حزناً، وما عارضهم من نائلها رفضوه، وما عارضهم من رفعتها بغير الحق وضعوه، خلقت الدنيا عندهم فليس يجددونها، وخربت بينهم فليس يعمرونها، وماتت في صدورهم فليس يحبونها، يهدمونها فيبنون بها آخرتهم، ويبيعونها فيشترون بها ما يبقى لهم، ويرفضونها فكانوا برفضها هم الفرحين، وباعوها فكانوا ببيعها هم المربحين، ونظروا إلى أهلها صرعى قد خلت فيهم المثلات فاحبوا ذكر الموت وتركوا ذكر الحياة، يحبون الله تعالى ويستضيئون بنوره ويضيئون به، لهم خبر عجيب وعندهم الخبر العجيب، بهم قام الكتاب وبه قاموا، وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا، وبهم علم الكتاب وبه علموا، ليسوا يرون نائلاً مع ما نالوا، ولا أماني دون ما يرجون، ولا خوفاً دون ما يحذرون.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ﴿ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾ قال : هم الذين إذا رُؤُوا ذُكِرَ الله.
وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً وموقوفاً ﴿ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾ قال « هم الذين إذا رُؤُوا يذكر الله لرؤيتهم ».
وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن سعيد بن جبير رضي الله عنه « عن النبي ﷺ ﴿ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾ قال » يذكر الله لرؤيتهم « ».
وأخرج ابن المبارك والحكيم والترمذي في نوادر الأصول والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه « عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قيل يا رسول الله من أولياء الله؟ قال » الذين إذا رُؤُوا ذُكِرَ الله « ».
وأخرج أبو الشيخ من طريق مسعر عن سهل بن الأسد رضي الله عنه قال :« سئل رسول الله ﷺ من أولياء الله؟ قال » الذين إذا رُؤُوا ذكر الله « ».
وأخرج ابن مردويه من طريق مسعر بن بكر بن الأخنس عن سعد رضي الله عنه قال :« سئل رسول الله ﷺ من أولياء الله؟ قال » الذين إذا رُؤُوا ذكر الله « ».
247
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الضحى رضي الله عنه في قوله ﴿ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾ قال : هم « الذين إذا رؤُوا ذكر الله ».
وأخرج أحمد وابن ماجة والحكيم الترمذي وابن مردويه عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت : قال رسول الله ﷺ « ألا أخبركم بخياركم؟ قالوا : بلى. قال : خياركم الذين إذا رُؤُوا ذكر الله ».
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعاً « ان لله عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء يوم القيامة بقربهم ومجلسهم منه، فجثا أعرابي على ركبيته فقال : يا رسول الله صفهم لنا حلهم لنا. قال : قوم من إفناء الناس من نزاع القبائل تصادقوا في الله وتحابوا في الله، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم، يخاف الناس ولا يخافون، هم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ».
وأخرج أحمد والحكيم الترمذي عن عمرو بن الجموح رضي الله عنه « إنه سمع النبي ﷺ يقول : لا يحق العبد حق صريح الإِيمان حتى يحب لله ويبغض لله تعالى، فإذا أحب لله وأبغض لله فقد استحق الولاء من الله، وإن أوليائي من عبادي وأحبائي من خلقي الذين يذكرون بذكري واذكر بذكرهم ».
وأخرج أحمد عن عبد الرحمن بن غنم رضي الله عنه يبلغ به النبي ﷺ « خيار عباد الله الذين إذا رُؤُوا ذكر الله، وشر عباد الله المشَّاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون البرآء العنت ».
وأخرج الحكيم الترمذي عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ « خياركم من ذكركم الله رؤيته، وزاد في علمكم منطقه، ورغبكم في الآخرة عمله ».
وأخرج الحكيم الترمذي « عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قيل : يا رسول الله أي جلسائنا خير؟ قال : من ذكركم الله رؤيته، وزاد في أعمالكم منطقه، وذكركم الآخرة عمله ».
وأخرج الحكيم الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال : قالوا :« يا رسول الله أينا أفضل كي نتخذه جليساً معلماً؟ قال : الذي إذا رُئي ذكر الله برؤيته ».
وأخرج أبو داود وهناد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإِيمان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ « إن من عباد الله ناساً يغبطهم الأنبياء والشهداء، قيل : من هم يا رسول الله؟ قال : قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب، لا يفزعون إذا فزع الناس ولا يحزنون إذا حزنوا، ثم تلا رسول الله ﷺ ﴿ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾ ».
248
وأخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ « إن من عباد الله عباداً يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله. قيل : من هم يا رسول الله؟ قال : قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب، وجوههم نور على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس، ثم قرأ ﴿ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾ ».
وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا في كتاب الاخوان وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ « إن لله عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله. قال أعرابي، يا رسول الله أنعتهم لنا. قال : هم أناس من أبناء الناس ونوازع القبائل لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله وتصافوا في الله، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسون عليها، يفزع الناس ولا هم يفزعون وهم أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ».
وأخرج ابن مردويه « عن أبي الدرداء رضي الله عنه » سمعت رسول الله ﷺ يقول : قال الله تعالى : حقت محبتي للمتحابين فيّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيّ، وحقت محبتي للمتجالسين فيّ، الذين يعمرون مساجدي بذكري، ويعلمون الناس الخير، ويدعونهم إلى طاعتي، أولئك أوليائي الذين أظلهم في ظل عرشي، وأسكنهم في جواري، وآمنهم من عذابي، وأدخلهم الجنة قبل الناس بخمسمائة عام، يتنعمون فيها وهم فيها خالدون، ثم قرأ نبي الله ﷺ ﴿ أَلا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾ «.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :»
سئل النبي ﷺ عن قول الله تعالى ﴿ أَلا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾ قال « الذين يتحابون في الله » «.
وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه »
عن النبي ﷺ ﴿ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾ قال « هم الذين يتحابون في الله » «.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبدالله بن أحمد في زوائد المسند عن أبي مسلم رضي الله عنه قال : لقيت معاذ بن جبل رضي الله عنه بحمص فقلت : والله إني لأحبك لله.
249
قال : أبشر فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول « المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء، ثم خرجت فلقيت عبادة بن الصامت رضي الله عنه فحدثته بالذي قال معاذ، فقال عبادة رضي الله عنه : سمعت رسول الله ﷺ يروي عن ربه تعالى أنه قال : حقت محبتي للمتحابين فيّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيّ، وحقت محبتي للمتباذلين فيّ، على منابر من نور يغبطهم النبيون والصديقون ».
وأخرج ابن أبي شيبة والحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن مسعود رضي الله قال : قال رسول الله ﷺ « إن للمتحابين في الله تعالى عموداً من ياقوتة حمراء في رأس العمود سبعون ألف غرفة، يضيء حسنهم أهل الجنة كما تضيء الشمس أهل الدنيا، يقول بعضهم لبعض : انطلقوا بنا حتى ننظر إلى المتحابين في الله، فإذا أشرفوا عليها أضاء حسنهم أهل الجنة كما تضيء الشمس لأهل الدنيا، عليهم ثياب خضر من سندس، مكتوب على جباههم هؤلاء المتحابون في الله ».
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سابط رضي الله عنه انبئت أن عن يمين الرحمن - وكلتا يديه يمين - قوماً على منابر من نور وجوههم نور، عليهم ثياب خضر تغشي أبصار الناظرين رؤيتهم، ليسوا بأنبياء ولا شهداء، قوم تحابوا في جلال الله حين عصيَ الله في الأرض.
وأخرج ابن أبي شيبة عن العلاء بن زياد رضي الله عنه عن نبي الله ﷺ قال « عباد من عباد الله ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة يقربهم من الله على منابر من نور، يقول الأنبياء والشهداء : من هؤلاء؟ فيقول : هؤلاء كانوا يتحابون في الله على غير أموال يتعاطونها ولا أرحام كانت بينهم ».
وأخرج أحمد عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ « إن المتحابين لنرى غرفهم في الجنة كالكوكب الطالع الشرقي أو الغربي، فيقال : من هؤلاء؟ فيقال : المتحابون في الله تعالى ».
250
أخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان « عن عطاء بن يسار عن رجل من أهل مصر قال : سألت أبا الدرداء رضي الله عنه عن قول الله تعالى ﴿ لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ﴾ فقال : ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله ﷺ فقال » ما سألني عنها أحد غيرك منذ أنزلت. هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له فهي بشراه في الحياة الدنيا، وبشراه في الآخرة الجنة « ».
وأخرج الطيالسي وأحمد والدارمي والترمذي وابن ماجة والهيثم بن كليب الشامي والحكيم الترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي « عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : سألت رسول الله ﷺ عن قوله ﴿ لهم البشرى في الحياة الدنيا ﴾ قال » هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له « ».
وأخرج أحمد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله ﷺ في قوله ﴿ لهم البشرى في الحياة الدنيا ﴾ قال « الرؤيا الصالحة يبشر بها المؤمن، وهي جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوّة، فمن رأى ذلك فليخبر بها وادّاً، ومن رأى سوى ذلك فإنما هو من الشيطان ليحزنه، فلينفث عن يساره ثلاثاً وليسكت ولا يخبر بها أحداً ».
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه « عن النبي ﷺ في قوله ﴿ لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ﴾ قال » هي في الدنيا الرؤيا الصالحة يراها العبد الصالح أو ترى له، وفي الآخرة الجنة « ».
وأخرج ابن سعد والبزار وابن مردويه والخطيب في المتفق والمفترق من طريق الكلبي عن أبي صالح عن جابر بن عبدالله بن رباب وليس بالأنصاري « عن النبي ﷺ في قوله ﴿ لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ﴾ قال » هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له « ».
وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو القاسم بن منده في كتاب سؤال القبر من طريق أبي جعفر عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال :« أتى رجل من أهل البادية رسول الله ﷺ فقال : يا رسول الله أخبرني عن قول الله ﴿ الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ﴾ فقال رسول الله ﷺ » أما قوله ﴿ لهم البشرى في الحياة الدنيا ﴾ فهي الرؤيا الحسنة ترى للمؤمن فيبشر بها في دنياه، وأما قوله ﴿ وفي الآخرة ﴾ فإنها بشارة المؤمن عند الموت، إن الله قد غفر لك ولمن حملك إلى قبرك « ».
251
وأخرج ابن مردويه من طريق أبي سفيان « عن جابر رضي الله عنه قال : سألت رسول الله ﷺ عن قول الله ﴿ لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ﴾ قال » ما سألني عنها أحد : هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له، وفي الآخرة الجنة « ».
وأخرج ابن مردويه « عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : سألت رسول الله ﷺ عن قوله ﴿ لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ﴾ قال » هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له « ».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ لهم البشرى في الحياة الدنيا ﴾ قال : هي الرؤيا الحسنة يراها المسلم لنفسه أو لبعض إخوانه.
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :« كشف النبي ﷺ الستارة في مرضه الذي مات فيه والناس صفوف خلف أبي بكر رضي الله عنه فقال : إنه لم يبق من مبشرات النبوّة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ».
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وابن مردويه عن أبي الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ « لا نبوّة بعدي إلا بالمبشرات. قيل يا رسول الله : وما المبشرات؟ قال : الرؤيا الصالحة ».
وأخرج ابن مردويه عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال « ذهبت النبوّة فلا نبوة بعدي وبقيت المبشرات، رؤيا المسلم الحسنة يراها المسلم أو ترى له ».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ « إن الرسالة والنبوّة قد انقطعتا، فلا رسول بعدي ولا نبي ولكن المبشرات. قالوا : يا رسول الله وما المبشرات؟ قال : رؤيا المسلم هي جزء من أجزاء النبوّة ».
وأخرج أحمد وابن مردويه عن أبي قتادة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ « الرؤيا الصالحة بشرى من الله، وهي جزء من أجزاء النبوّة ».
وأخرج أحمد وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها « أن النبي ﷺ قال : لا يبقى بعدي شيء من النبوّة إلا المبشرات. قالوا : يا رسول الله وما المبشرات؟ قال : الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له ».
252
وأخرج ابن ماجة وابن جرير « عن أم كند الكعبية » سمعت رسول الله ﷺ يقول : ذهبت النبوّة وبقيت المبشرات « ».
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ « إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً، ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، والرؤيا ثلاث. فالرؤيا الصالحة بشرى من الله، والرؤيا مما تحزن الشيطان، والرؤيا مما يحدث بها الرجل نفسه، وإذا رأى أحدكم ما يكره فليقم وليتفل ولا يحدث به الناس، وأحب القيد في النوم وأكره الغل، القيد ثبات في الدين. ولفظ ابن ماجة : فإذا رأى أحدكم رؤيا تعجبه فليقصها إن شاء، وإن رأى شيئاً يكرهه فلا يقصه على أحد وليقم يصلي ».
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه « أن النبي ﷺ قال : رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة ».
وأخرج البخاري والترمذي والنسائي « عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه » أنه سمع النبي ﷺ قال : إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غيره مما يكره فإنما هي من الشيطان، فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره « ».
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وابن ماجة « عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه » أنه سمع رسول الله ﷺ يقول : الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً. ولفظ ابن أبي شيبة وابن ماجة : جزء من سبعين جزءاً من النبوة « ».
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه. أن رسول الله ﷺ قال :« رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة ».
وأخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول « لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا : وما المبشرات؟ قال : الرؤيا الصالحة ».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن ماجة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ﷺ « الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءاً من النبوة ».
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : الرؤيا من المبشرات، وهي جزء من سبعين جزءاً من النبوة.
253
وأخرج ابن أبي شيبة عن عروة ﴿ لهم البشرى في الحياة الدنيا ﴾ قال : هي الرؤيا الصالحة يراها العبد الصالح.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد ﴿ لهم البشرى في الحياة الدنيا ﴾ قال : هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له.
وأخرج الحكيم الترمذي وابن مردويه عن حميد بن عبدالله رضي الله عنه. « أن رجلاً سأل عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن قوله ﴿ لهم البشرى في الحياة الدنيا ﴾ فقال عبادة رضي الله عنه : سألت عنها رسول الله ﷺ فقال » هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن لنفسه أو ترى له، وهو كلام يكلم به ربك عبده في المنام « ».
وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه. أنه كان يقول : إذا أصبح من رأى رؤيا صالحة فليحدثنا بها، لأن يرى لي رجل مسلم أسبغ وضوءه رؤيا صالحة أحب إليَّ من كذا وكذا.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي وصححه وابن ماجة عن أبي رزين رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال :« رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوّة، وهي على رجل طائر ما لم يحدث بها فإذا حدث بها وقعت ».
وأخرج مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي قتادة رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ قال « الرؤيا من الله والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم شيئاً يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات ثم ليستعذ بالله من الشيطان، فإنها لا تضره ».
وأخرج ابن أبي شيبة عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ « الرؤيا على ثلاثة : تخويف من الشيطان ليحزن به ابن آدم، ومنه الأمر يحدث به نفسه في اليقظة فيراه في المنام، ومنه جزء من ستة وأربعين جزءاً النبوّة ».
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن سمير بن أبي واصل رضي الله عنه قال : كان يقال : إذا أراد الله بعبده خيراً عاتبه في نومه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ لهم البشرى في الحياة الدنيا ﴾ قال : هو قوله لنبيه ﷺ ﴿ وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً ﴾ [ الأحزاب : ٤٧ ].
وأخرج ابن المنذر من طريق مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : آيتان يبشر بهما المؤمن عند موته ﴿ أَلا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾ وقوله ﴿ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ﴾ [ فصلت : ٣٠ ].
وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في ذكر الموت وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وأبو القاسم بن منده في كتاب سؤال القبر عن الضحاك في قوله ﴿ لهم البشرى في الحياة الدنيا ﴾ قال : يعلم أين هو قبل أن يموت.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الزهري وقتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ لهم البشرى في الحياة الدنيا ﴾ قالا : البشارة عند الموت.
وأخرج ابن جرير والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات عن نافع رضي الله عنه قال : خطب الحجاج فقال : إن ابن الزبير بدل كتاب الله. فقال ابن عمر رضي الله عنهما : لا تستطيع ذلك أنت ولا ابن الزبير ﴿ لا تبديل لكلمات الله ﴾.
254
أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما لم ينتفعوا بما جاءهم من الله وأقاموا على كفرهم، كبر ذلك على رسول الله ﷺ، فجاء من الله فيما يعاتبه ﴿ ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعاً هو السميع العليم ﴾ يسمع ما يقولون ويعلمه، فلو شاء بعزته لانتصر منهم.
أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ والنهار مبصراً ﴾ قال : منيراً.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله ﴿ إن عندكم من سلطان بهذا ﴾ يقول ما عندكم من سلطان بهذا.
أخرج ابن أبي حاتم عن الأعرج رضي الله عنه في قوله ﴿ فأجمعوا أمركم وشركاءكم ﴾ يقول : فاحكموا أمركم، وادعوا شركاءكم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه ﴿ فأجمعوا أمركم وشركاءكم ﴾ أي فلتجمعوا أمرهم معكم.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ﴾ قال : لا يكبر عليكم أمركم، ثم اقضوا ما أنتم قاضون.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ﴿ ثم اقضوا إليَّ ﴾ قال : انهضوا إليَّ ﴿ ولا تنظرون ﴾ يقول : ولا تؤخرون.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد ﴿ ثم اقضوا إليَّ ﴾ قال : ما في أنفسكم.
أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ لتلفتنا ﴾ قال : لتلوينا.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه ﴿ لتلفتنا ﴾ قال : لتصدنا عن آلهتنا.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ وتكون لكما الكبرياء في الأرض ﴾ قال : العظمة والملك والسلطان.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ليث بن أبي سليم رضي الله عنه قال : بلغني أن هذه الآيات شفاء من السحر بإذن الله تعالى، يقرأ في إناء فيه ماء ثم يصب على رأس المسحور الآية التي في يونس ﴿ فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله ﴾ إلى قوله ﴿ ولو كره المجرمون ﴾ وقوله ﴿ فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون ﴾ [ الأعراف : ١١٨ ] إلى آخر أربع آيات وقوله ﴿ إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى ﴾ [ طه : ٦٩ ].
وأخرج ابن المنذر عن هرون رضي الله عنه قال : في حرف أبي بن كعب « ما أتيتم به سحر » وفي حرف ابن مسعود رضي الله عنه « ما جئتم به سحر ».
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ فما آمن لموسى إلا ذرية ﴾ قال : الذرية القليل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ ذرية من قومه ﴾ قال : من بني إسرائيل.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه ﴾ قال : أولاد الذين أرسل إليهم موسى من طول الزمان ومات آباؤهم.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانت الذرية التي آمنت بموسى من أناس بني إسرائيل من قوم فرعون، منهم امرأة فرعون، ومؤمن آل فرعون، وخازن فرعون، وامرأة خازنه.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ونعيم بن حماد في الفتن وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ﴾ قال : لا تسلطهم علينا فيفتنونا.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ﴾ قال : لا تعذبنا بأيدي قوم فرعون ولا بعذاب من عندك، فيقول قوم فرعون : لو كانوا على الحق ما عذبوا ولا سلطنا عليهم فيفتنون بنا.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي قلابة رضي الله عنه في قول موسى عليه السلام ﴿ ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ﴾ قال : سأل ربه أن لا يظهر علينا عدوّنا فيحسبون أنهم أولى بالعدل فيفتنون بذلك.
وأخرج ابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي مجلز في قوله ﴿ ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ﴾ قال : لا تظهرهم علينا فيروا أنهم خير منا.
أخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تَبَوَّءا لقومكما بمصر بيوتاً ﴾ قال : ذلك حين منعهم فرعون الصلاة، وأمروا أن يجعلوا مساجدهم في بيوتهم، وأن يوجهوها نحو القبلة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ أن تبوّءا لقومكما بمصر بيوتاً ﴾ قال : مصر الاسكندرية.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ واجعلوا بيوتكم قبلة ﴾ قال : كانوا لا يصلون إلا في البِيَع، حتى خافوا من آل فرعون فأمروا أن يصلوا في بيوتهم.
وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ واجعلوا بيوتكم قبلة ﴾ قال : أُمِروا أن يتخذوا في بيوتهم مساجد.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانوا يفرقون من فرعون وقومه أن يصلوا فقال ﴿ واجعلوا بيوتكم قبلة ﴾. قال : قبل الكعبة، وذكر أن آدم عليه السلام فمن بعده كانوا يصلون قبل الكعبة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ واجعلوا بيوتكم قبلة ﴾ قال : يقابل بعضها بعضاً.
وأخرج ابن عساكر عن أبي رافع رضي الله عنه « أن النبي ﷺ خطب فقال : إن الله أمر موسى وهرون أن يتبوءا لقومهما بيوتاً، وأمرهما أن لا يبيت في مسجدهما جنب، ولا يقربوا فيه النساء إلا هرون وذريته، ولا يحل لأحد أن يقرب النساء في مسجدي هذا، ولا يبيت فيه جنب إلا علي وذريته ».
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ ربنا اطمس على أموالهم ﴾ يقول : دمر على أموالهم وأهلكها ﴿ واشدد على قلوبهم ﴾ قال : إطبع ﴿ فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ﴾ وهو الغرق.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال : سألني عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عن قوله ﴿ ربنا اطمس على أموالهم ﴾ فأخبرته أن الله طمس على أموال فرعون وآل فرعون حتى صارت حجارة. فقال عمر : كما أنت حتى آتيك. فدعا بكيس مختوم ففكه فإذا فيه الفضة مقطوعة كأنها الحجارة، والدنانير والدراهم وأشباه ذلك من الأموال حجارة كلها.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ اطمس على أموالهم ﴾ قال : أهلكها ﴿ واشدد على قلوبهم ﴾ قال : بالضلالة ﴿ فلا يؤمنوا ﴾ بالله فيما يرون من الآيات ﴿ حتى يروا العذاب الأليم ﴾.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ ربنا اطمس على أموالهم ﴾ قال : بلغنا أن زروعهم وأموالهم تحوّلت حجارة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ﴿ ربنا اطمس على أموالهم ﴾ قال : صارت دنانيرهم ودراهمهم ونحاسهم وحديدهم حجارة منقوشة ﴿ واشدد على قلوبهم ﴾ يقول : أهلكهم كفاراً.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله ﴿ ربنا اطمس على أموالهم ﴾ قال : صارت حجارة.
وأخرج أبو الشيخ عن القرظي رضي الله عنه في قوله ﴿ ربنا اطمس على أموالهم ﴾ قال : اجعل سكرهم حجارة.
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قد أجيبت دعوتكما. قال : فاستجاب ربه له وحال بين فرعون وبين الإِيمان.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان موسى عليه السلام إذا دعا أمن هرون على دعائه يقول : آمين. قال أبو هريرة رضي الله عنه : وهو اسم من أسماء الله تعالى، فذلك قوله ﴿ قد أجيبت دعوتكما ﴾.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ قد أجيبت دعوتكما ﴾ قال : دعا موسى عليه السلام وأمن هرون.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه قال : كان موسى عليه السلام يدعو ويؤمن هرون عليه السلام، فذلك قوله ﴿ قد أجيبت دعوتكما ﴾.
وأخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال : كان موسى يدعو وهرون يؤمن، والداعي والمؤمن شريكان.
وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال : دعا موسى وأمن هرون.
وأخرج ابن جرير عن أبي صالح وأبي العالية والربيع مثله.
أخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه قال : كان هرون عليه السلام يقول : آمين. فقال الله ﴿ قد أجيبت دعوتكما ﴾ فصار التأمين دعوة صار شريكه فيها.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : يزعمون أن فرعون مكث بعد هذه الدعوة أربعين سنة.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج. مثله.
وأخرج الحكيم الترمذي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ قال قد أجيبت دعوتكما ﴾ قال : بعد أربعين سنة.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنه ﴿ فاستقيما ﴾ فامضيا لأمري وهي الاستقامة.
أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال : العدو والعلو والعتوّ في كتاب الله تجبر.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما خرج آخر أصحاب موسى ودخل آخر أصحاب فرعون، أوحى إلى البحر أن أطبق عليهم، فخرجت اصبع فرعون بلا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل. قال جبريل عليه السلام : فعرفت أن الرب رحيم وخفت أن تدركه الرحمة فدمسته بجناحي، وقلت ﴿ ءَآلآن وقد عصيت قبل ﴾ فلما خرج موسى وأصحابه قال : من تخلف في المدائن من قوم فرعون، ما غرق فرعون ولا أصحابه ولكنهم في جزائر البحر يتصيدون، فأوحى إلى البحر أن الفظ فرعون عرياناً، فلفظه عرياناً أصلع أخنس قصيراً، فهو قوله ﴿ فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية ﴾ لمن قال : إن فرعون لم يغرق، وكانت نجاته عبرة لم تكن نجاة عافية، ثم أوحى إلى البحر أن الفظ ما فيك، فلفظهم على الساحل وكان البحر لا يلفظ غريقاً يبقى في بطنه حتى يأكله السمك، فليس يقبل البحر غريقاً إلى يوم القيامة.
وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ﷺ « لما أغرق الله تعالى فرعون ﴿ قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ﴾ قال لي جبريل : يا محمد لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فيه مخافة أن تدركه الرحمة ».
وأخرج الطيالسي والترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :« قال رسول الله ﷺ » قال لي جبريل : لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فيِّ فرعون مخافة أن تدركه الرحمة « ».
وأخرج ابن مردويه عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي ﷺ « أن جبريل عليه السلام قال : لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فيه حتى لا يتابع الدعاء لما أعلم من فضل رحمة الله ».
وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه « عن النبي ﷺ قال » قال لي جبريل : ما كان على الأرض شيء أبغض إليَّ من فرعون، فلما آمن جعلت احشو فاه حمأة وأنا أغطه خشية أن تدركه الرحمة « ».
وأخرج ابن جرير والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
263
« قال رسول الله ﷺ » قال لي جبريل : يا محمد لو رأيتني وأنا أغط فرعون بإحدى يدي وأدس من الحال في فيه مخافة أن تدركه الرحمة فيغفر له « ».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما « سمعت رسول الله ﷺ يقول : قال لي جبريل : ما غضب ربك على أحد غضبه على فرعون إذ قال :﴿ ما علمت لكم من إله غيري ﴾ [ القصص : ٣٨ ] ﴿ فقال أنا ربكم الأعلى ﴾ [ النازعات : ٢٤ ] فلما أدركه الغرق استغاث وأقبلت احشو فاه مخافة أن تدركه الرحمة ».
وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : كانت عمامة جبريل عليه السلام يوم غرق فرعون سوداء.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي أمامة رضي الله عنه قال :« قال رسول الله ﷺ » قال لي جبريل : ما أبغضت شيئاً من خلق الله ما أبغضت إبليس يوم أمِرَ بالسجود فأبى أن يسجد، وما أبغضت شيئاً أشد بغضاً من فرعون، فلما كان يوم الغرق خفت أن يعتصم بكلمة الاخلاص فينجو، فأخذت قبضة من حمأة فضربت بها في فيه فوجدت الله عليه أشد غضباً مني، فأمر ميكائيل فأنبه وقال ﴿ ءَآلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ﴾ « ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال : بعث الله إليه ميكائيل ليعيره فقال ﴿ ءَآلآن وقد عصيت قبل ﴾.
وأخرج ابن المنذر والطبراني في الأوسط عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : أخبرت أن فرعون كان أثرم.
264
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ فاليوم ننجيك ببدنك ﴾ قال : أنجى الله فرعون لبني إسرائيل من البحر فنظروا إليه بعدما غرق.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ فاليوم ننجيك ببدنك ﴾ قال : بجسدك، كذب بعض بني إسرائيل بموت فرعون فألقي على ساحل البحر حتى يراه بنو إسرائيل أحمر قصيراً كأنه ثور.
وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب رضي الله عنه ﴿ فاليوم ننجيك ببدنك ﴾ قال : جسده ألقاه البحر على الساحل.
وأخرج ابن الأنباري عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله ﴿ فاليوم ننجيك ببدنك ﴾ قال : بدرعك، وكانت درعه من لؤلؤ يلاقي فيه الحروب.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي صخر رضي الله عنه في قوله ﴿ فاليوم ننجيك ببدنك ﴾ قال : البدن الدرع الحديد.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي جهيم موسى بن سالم رضي الله عنه في قوله ﴿ فاليوم ننجيك ببدنك ﴾ قال : كان لفرعون شيء يلبسه يقال له البدن يتلألأ.
وأخرج ابن الأنباري وأبو الشيخ عن يونس بن حبيب النحوي رضي الله عنه في قوله ﴿ فاليوم ننجيك ببدنك ﴾ قال : نجعلك على نجوة من الأرض كي ينظروا فيعرفوا أنك قدمت.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ فاليوم ننجيك ببدنك... ﴾ الآية. قال : لما أغرق الله فرعون لم تصدق طائفة من الناس بذلك، فأخرجه الله ليكون عظة وآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ﴿ لتكون لمن خلفك آية ﴾ قال : لبني إسرائيل.
وأخرج ابن الأنباري عن ابن مسعود أنه قرأ « فاليوم ننجيك بندائك ».
وأخرج ابن الأنباري عن محمد بن السميقع اليماني ويزيد البربري أنهما قرآ « فاليوم ننحيك ببدنك » بحاء غير معجمة.
أخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن قتادة رضي الله عنه في وقه ﴿ ولقد بوّأنا بني إسرائيل مبوّأ صدق ﴾ قال : بوّأهم الله الشام وبيت المقدس.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في وقوله ﴿ مبوّأ صدق ﴾ قال : منازل صدق، مصر والشام.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ﴿ فما اختلفوا حتى جاءهم العلم ﴾ قال : العلم كتاب الله الذي أنزله، وأمره الذي أمرهم به.
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك ﴾ قال : لم يشك رسول الله ﷺ ولم يسأل.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك ﴾ قال :« ذكر لنا أن رسول الله ﷺ قال : لا أشك ولا أسأل ».
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك ﴾ قال : التوراة والإِنجيل الذين أدركوا محمداً ﷺ من أهل الكتاب فآمنوا به يقول : سلهم إن كنت في شك بأنك مكتوب عندهم.
وأخرج أبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن سماك الحنفي قال : قلت لابن عباس رضي الله عنهما إني أجد في نفسي ما لا أستطيع أن أتكلم به. فقال : شك؟ قلت : نعم. قال : ما نجا من هذا أحد حتى نزلت على النبي ﷺ ﴿ فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك... ﴾ الآية. فإذا أحسست أو وجدت من ذلك شيئاً فقل ﴿ هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ﴾ [ الحديد : ٣ ].
وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن الحسن رضي الله عنه قال : خمسة أحرف في القرآن ﴿ وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ﴾ [ إبراهيم : ٢٦ ] معناه وما كان مكرهم لتزول منه الجبال ﴿ لو أردنا أن نتخذ لهواً لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين ﴾ [ الأنبياء : ١٧ ] معناه ما كنا فاعلين ﴿ قل إن كان للرحمن ولد ﴾ [ الزخرف : ٨١ ] معناه ما كان للرحمن ولد ﴿ ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه ﴾ [ الأحقاف : ٢٦ ] معناه في الذين ما مكناكم فيه ﴿ فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك ﴾ معناه فما كنت في شك.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن في قوله ﴿ فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك ﴾ قال : سؤالك إياهم نظرك في كتابي كقولك : سل عن آل المهلب دورهم.
أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ﴾ قال : حق عليهم سخط الله بما عصوه.
أخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال : بلغني أن في حرف ابن مسعود رضي الله عنه « فهلا كانت قرية آمنت ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله ﴿ فلولا كانت قرية آمنت ﴾ يقول : فما كانت قرية آمنت.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه قال : كل ما في القرآن فلولا فهو فهلا إلا في حرفين في يونس ﴿ فلولا كانت قرية آمنت ﴾ والآخر ﴿ فلولا كان من القرون من قبلكم ﴾ [ هود : ١١٦ ].
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ فلولا كانت قرية آمنت ﴾ قال : فلم تكن قرية آمنت.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه ﴿ فلولا كانت قرية آمنت... ﴾ الآية. يقول : لم يكن هذا في الأمم قبل قوم يونس لم ينفع قرية كفرت ثم آمنت حين عاينت العذاب إلا قوم يونس عليه السلام فاستثنى الله قوم يونس، وذكر لنا أن قوم يونس كانوا بنينوى من أرض الموصل، فلما فقدوا نبيهم عليه السلام قذف الله تعالى في قلوبهم التوبة فلبسوا المسوح، وأخرجوا المواشي، وفرقوا بين كل بهيمة وولدها، فعجوا إلى الله أربعين صباحاً، فلما عرف الله الصدق من قلوبهم والتوبة والندامة على ما مضى منهم، كشف عنهم العذاب بعد ما تدلى عليهم لم يكن بينهم وبين العذاب إلا ميل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ فلولا كانت قرية آمنت... ﴾ الآية. قال : لم تكن قرية آمنت فنفعها الإِيمان إذا نزل بها بأس الله. إلا قرية : يونس.
وأخرج ابن مردويه « عن عائشة رضي الله عنها عن النبي ﷺ قال » في قوله ﴿ إلا قوم يونس لما آمنوا ﴾ قال : لما دعوا « ».
وأخرج ابن أبي حاتم واللالكائي في السنة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : إن الحذر لا يرد القدر وإن الدعاء يرد القدر، وذلك في كتاب الله :﴿ إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي ﴾.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن الدعاء ليرد القضاء وقد نزل من السماء، اقرأوا إن شئتم ﴿ إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم ﴾ فدعوا صرف عنهم العذاب.
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال « إن يونس دعا قومه فلما أبوا أن يجيبوه وعدهم العذاب فقال : إنه يأتيكم يوم كذا وكذا. ثم خرج عنهم - وكانت الأنبياء عليهم السلام إذا وعدت قومها العذاب خرجت - فلما أظلهم العذاب خرجوا ففرقوا بين المرأة وولدها، وبين السخلة وأولادها، وخرجوا يعجبون إلى الله علم الله منهم الصدق فتاب عليهم وصرف عنهم العذاب، وقعد يونس في الطريق يسأل عن الخبر، فمر به رجل فقال : ما فعل قوم يونس؟ فحدثه بما صنعوا فقال : لا أرجع إلى قوم قد كذبتهم. وانطلق مغاضباً يعني مراغماً ».
269
وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن العذاب كان هبط على قوم يونس حتى لم يكن بينهم وبينه إلا قدر ثلثي ميل، فلما دعوا كشف الله عنهم.
وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال : غشي قوم يونس العذاب كما يغشى القبر بالثوب إذا أدخل فيه صاحبه، وأمطرت السماء دماً.
وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وابن جرير عن قتادة في قوله ﴿ إلا قوم يونس لما آمنوا ﴾ قال : بلغنا أنهم خرجوا فنزلوا على تل وفرقوا بين كل بهيمة وولدها، فدعوا الله أربعين ليلة حتى تاب عليهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه قال : تيب على قوم يونس عليه السلام يوم عاشوراء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال : بعث يونس عليه السلام إلى قرية يقال لها على شاطىء دجلة.
وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي الخلد رضي الله عنه قال : لما غشي قوم يونس عليه السلام العذاب مشوا إلى شيخ من بقية علمائهم فقالوا له : ما ترى؟ قال : قولوا يا حي حين لا حي، ويا حي محيي الموت، ويا حي لا إله إلا أنت. فقالوا فكشف عنهم العذاب.
وأخرج ابن النجار عن عائشة رضي الله عنهما قالت : قال رسول الله ﷺ « لا ينجي حذر من قدر، وأن الدعاء يدفع من البلاء، وقد قال الله في كتابه ﴿ إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين ﴾ ».
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما دعا يونس على قومه أوحى الله إليه أن العذاب مصبحهم. فقالوا : ما كذب يونس وليصحبنا العذاب، فتعالوا حتى نخرج سخال كل شيء فنجعلها مع أولادنا فلعل الله أن يرحمهم. فأخرجوا النساء معهن الولدان، وأخرجوا الإِبل معها فصلانها، وأخرجوا البقر معها عجاجيلها، وأخرجوا الغنم معها سخالها فجعلوه إمامهم، وأقبل العذاب فلما أن رأوه جأروا إلى الله ودعوا، وبكى النساء والولدان، ورغت الإِبل وفصلانها، وخارت البقر وعجاجيلها، وثغت الغنم وسخالها، فرحمهم الله فصرف عنهم العذاب إلى جبال آمد، فهم يعذبون حتى الساعة.
270
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ ويجعل الرجس ﴾ قال : السخط.
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله ﴿ ويجعل الرجس ﴾ قال : الرجس الشيطان، والرجس العذاب.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه ﴿ وما تغني الآيات والنذر عن قوم ﴾ يقول : عند قوم لا يؤمنون نسخت قوله ﴿ حكمة بالغة فما تغني النذر ﴾ [ القمر : ٥ ].
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه ﴿ فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم ﴾ قال : وقائع الله في الذين خلوا من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الربيع في قوله ﴿ فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين ﴾ قال : خوّفهم الله عذابه ونقمته وعقوبته، ثم أخبرهم أنه إذا وقع من ذلك أمر نجى الله رسله والذين آمنوا فقال ﴿ ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا ﴾.
أخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه في قوله ﴿ وإن يردك بخير ﴾ يقول : بعافية.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال : ثلاث آيات وجدتها في كتاب الله تعالى اكتفيت بها عن جميع الخلائق، قوله ﴿ وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا رادّ لفضله ﴾.
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن عامر بن قيس رضي الله عنه قال : ثلاث آيات في كتاب الله اكتفيت بهن عن جميع الخلائق : أولهن ﴿ وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله ﴾ والثانية ﴿ ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له ﴾ [ فاطر : ٢ ] والثالثة ﴿ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ﴾ [ هود : ٦ ].
وأخرج أبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإِيمان وابن عساكر عن أنس رضي الله عنه « أن رسول الله ﷺ قال : اطلبوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله تعالى فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوه أن يستر عوراتكم، ويؤمن من روعاتكم ».
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الدرداء رضي الله عنه موقوفاً. مثله سواء.
أخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ قد جاءكم الحق من ربكم ﴾ و ﴿ وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله ﴾ [ يونس : ١٠٧ ] هو الحق.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ﴿ واصبر حتى يحكم الله ﴾ قال : هذا منسوخ أمره بجهادهم والغلظة عليهم.
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
ليست بطالعة لنا في رسلنا إلا معذبة وإلا تجلد