تفسير سورة يونس

أحكام القرآن
تفسير سورة سورة يونس من كتاب أحكام القرآن .
لمؤلفه ابن الفرس . المتوفي سنة 595 هـ
اختلف فيها فقيل ١ : مكية كلها ٢. وقال مقاتل هي مكية إلا آيتين وهي قوله تعالى :﴿ فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك ﴾ [ يونس : ٩٤ ] نزلت بالمدينة. وقال الكلبي هي مكية إلا قوله تعالى :﴿ ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به ﴾ [ يونس : ٤٠ ] نزلت في اليهود بالمدينة ٣ وقال قوم نزل من أولها نحو أربعين بمكة ونزل سائر السورة بالمدينة، وفيها مواضع من النسخ ٤.
١ في (هـ)، (و)، (ز): زيادة "هي"..
٢ "كلها" كلمة ساقطة في (أ). نسب القرطبي هذا القول إلى عكرمة وعطاء وجابر وحسن. راجع الجامع لأحكام القرآن ٨/ ٣٠٤..
٣ وقال ابن عباس إلا ثلاث آيات من قوله تعالى: ﴿فإن كنت في شك...﴾ إلى آخرهن. راجع م. س. ، ن. ص..
٤ أوصلها ابن الفرس إلى ست آيات..

قوله تعالى :﴿ قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله ﴾ :
يستدل به من منع نسخ الكتاب بالسنة لأنه تعالى قال :﴿ قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي ﴾ [ يونس : ١٥ ] وهذا بعيد لأن الآية إنما وردت في طلب المشركين مثل القرآن نظما، ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم قادرا على ذلك، ولم يسألوه تبدل الحكم دون اللفظ. وأيضا فإن الذي يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كان وحيا لم يكن من تلقاء نفسه بل كان من تلقاء الله عز وجل.
قوله تعالى :﴿ وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم ﴾ :
اختلف فيها هل هي منسوخة أو محكمة ؟ فقال جماعة – منهم ابن زيد ١ – هي منسوخة بآيات القتال ٢ وقال جماعة هي محكمة، واختلفوا في تأويلها. فقال بعضهم المعنى عندي ٣ : فلي ثواب عملي ولكم ثواب عملكم. وقال بعضهم هو إعلام من الله تعالى لأنهم لا يؤمنون أبدا. والمعنى : لي عملي المكتوب في اللوح المحفوظ ولكم عملكم المكتوب فيه.
١ في (أ)، (ز): "أبو زيد". والصواب ما أثبتناه..
٢ راجع الإيضاح ص ٢٨١. وقال ابن عطية: وهذا صحيح. راجع المحرر الوجيز ٩/ ٤٨. وقال القرطبي: وهذه الآية منسوخة بآية السيف في قول مجاهد والكلبي ومقاتل وابن زيد. راجع الجامع لأحكام القرآن ٨/ ٣٤٦..
٣ "عندي" كلمة ساقطة في (أ)، (ز)..
وقوله تعالى :﴿ قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل أالله أذن لكم ﴾ :
يستدل بها ١ نفاة ٢ القياس. وهذا بعيد، فإن القياس دليل الله تعالى فيكون التحليل والتحريم من الله تعالى حد وجود دلالة نصها الله تعالى على الحكم. فإن خالفوا في كون القياس دليلا لله تعالى فهو خروج عن الغرض.
١ في (أ)، (ز): "به"..
٢ في (أ)، (ز): "النافون"، في (هـ): "بغاة"، في (ب): بياض..
وقوله تعالى :﴿ واجعلوا بيوتكم قبلة ﴾ :
قال ابن عباس : كانوا خائفين من الظهور فأمروا أن يجعلوا بيوتهم قبلة فيصلوا في بيوتهم. وفيه دليل على أن الصلاة في المساجد أفضل إلا لعذر.
قوله تعالى :﴿ وما أنا عليكم بوكيل ﴾ وقوله :﴿ واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين ﴾ :
اختلف هل هما منسوختان أو محكمتان ؟ فذهب جماعة – منهم ابن زيد – إلى أنهما منسوختان بالقتال. وذهب غيره إلى أنهما محكمتان وأن النبي صلى الله عليه وسلم ليس بوكيل على مراقبة أسرارهم ونحو ذلك، وإذا لم يزل مأمورا بالصبر على ما يلحقه من الأذى والشدائد ١.
١ راجع الإيضاح ص ٢٨١، والمحرر الوجيز ٩/ ١٠١..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٨:قوله تعالى :﴿ وما أنا عليكم بوكيل ﴾ وقوله :﴿ واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين ﴾ :
اختلف هل هما منسوختان أو محكمتان ؟ فذهب جماعة – منهم ابن زيد – إلى أنهما منسوختان بالقتال. وذهب غيره إلى أنهما محكمتان وأن النبي صلى الله عليه وسلم ليس بوكيل على مراقبة أسرارهم ونحو ذلك، وإذا لم يزل مأمورا بالصبر على ما يلحقه من الأذى والشدائد ١.
١ راجع الإيضاح ص ٢٨١، والمحرر الوجيز ٩/ ١٠١..

Icon