تفسير سورة النساء

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
تفسير سورة سورة النساء من كتاب الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم .
لمؤلفه الكَازَرُوني . المتوفي سنة 923 هـ

لَمَّا أمرنا بالتَّقْوى لنسلك في سلك المفلحين، كرَّر الأمرَ بها بأبلغ الوجوه فقال.
﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ﴾: أي: عقابه.
﴿ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾: آدم.
﴿ وَخَلَقَ مِنْهَا ﴾: من ضِلع منه.
﴿ زَوْجَهَا ﴾: حواء.
﴿ وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً ﴾: كثيرة، فيه تنبيه على أكثريتهم لحكمةٍ ﴿ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ ﴾: يتساءلً بعضكم [بعضا] بقَضَاءِ حَوَائجه به بقولكم: أسألك بالله وبالرَّحم ﴿ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ ﴾: لا تقطعوها، وبالجرِّ: أي: وباإرحام بقولكم: اسألك بالله وبالرَّحم.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾: حافظاً مُطَّلعاً.
﴿ وَآتُواْ ٱلْيَتَامَىٰ ﴾: إذا بلغوا.
﴿ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ ﴾: تستبدلوا.
﴿ ٱلْخَبِيثَ ﴾: الحرام من أموالهم لجودته.
﴿ بِٱلطَّيِّبِ ﴾: الحلال من أموالكم لرداءته.
﴿ وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَهُمْ ﴾: مُنضمَّة.
﴿ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ﴾: بلا تمييز بينهما، فالقيد للتشنيع.
﴿ إِنَّهُ ﴾: الأكل.
﴿ كَانَ حُوباً ﴾: إثماً.
﴿ كَبِيراً * وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ ﴾: تعدلوا.
﴿ فِي ٱلْيَتَامَىٰ ﴾: يتامي النساء إذا تزوجتم بهن، إذ كانوا يتزوجون كثيرهن لمالهن وجمالهن.
﴿ فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ ﴾: غيرهن أو طاب بمعنى أدرك، وبلغَ، مِنْ: طابت الثمرة: أدركت، أي: فانكحوا البالغة وغيرهن، ونبه " ربما " على قلة عقلهن مع إرادة الصفة، أي: انكحوا الطيبة.
﴿ مَثْنَىٰ ﴾: ثنتين ثنتين.
﴿ وَثُلَٰثَ ﴾: ثلاثاً ثلاثاً.
﴿ وَرُبَٰعَ ﴾: أربعاً أربعاً، أي: انكحوا ما شئتم من هذا العدد المذكور متفقين ومختلفين فيه، ودل على معنى التسع لأنه حينئذٍ: تُسَاع، نعم لو قال: ثنتين وثلاثا وأربعا لكان جائزا، ومثل ذلك ممنوع في القرآن لأن العدول من عدد إلى أجزائه إما لغرض كختلاف الحكم في: " ثلاثة أيام في الحج " إلى آخره، أو لنحوه استدراك عن نسيان، وهو محال، ولو أتى بأو لذهب تجويز الاخلاف.
﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ ﴾: بين هذه الأربعة.
﴿ فَوَٰحِدَةً ﴾: فاختاروا واحدة.
﴿ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ ﴾: من السراري، فُهِمَ من تَسْويتهما أنْ لا قسم مَعهنَّ.
﴿ ذٰلِكَ ﴾: الاختيار.
﴿ أَدْنَىٰ ﴾ أقرب إلى ﴿ أَلاَّ تَعُولُواْ ﴾: تجوروا. * تنبيه: فسره الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه بأن لا تكثر عيالكم، وشنع عليه بعض الناقصين بأنه اشتبه عليه تعيلوا بتعولوا، ورد بأنه كنى بكثرة المؤن عن كثرة العيال من يعول عياله أي: يمونهم، على أن التفسير مروي عن زيد بن أسلم التابعي، وعال بمعنى كثر عياله، منقولٌ عن الكسائي والأصمعي وابن الأعرابي.
﴿ وَءَاتُواْ ٱلنِّسَآءَ ﴾ أيها الأزواج أو الأولياء ﴿ صَدُقَٰتِهِنَّ ﴾: مهورهن.
﴿ نِحْلَةً ﴾: إياء بطيب نفس.
﴿ فَإِن طِبْنَ ﴾: وهبن بطيب النفس.
﴿ لَكُمْ ﴾: متجاوزات.
﴿ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ ﴾: من الصداق.
﴿ نَفْساً ﴾: تمييز أي: وهبه عن طيب النفس وحثهن بمن على تقليل الموهوب.
﴿ فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً ﴾: سائغاً بلا غصٍّ، مجازٌ عن حلال بلا تبعة لهما وما يلتذ به وما يحمد عاقبته.
﴿ وَلاَ تُؤْتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ ﴾: أي الجاهلين بمواضع الحق يعني النساء والصبيان.
﴿ أَمْوَالَكُمُ ٱلَّتِي جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَٰماً ﴾: تقومون وتنتعشون بها لئلا تنظروا إلى ما في أيديهم.
﴿ وَٱرْزُقُوهُمْ ﴾: اجعلوا لهم رزقاً.
﴿ فِيهَا وَٱكْسُوهُمْ ﴾: فيها.
﴿ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً ﴾: بعدة جميلة، وهم اليتامي، والإضافة باعتبار التصرف، ورزقهم فيها بالتجارة، والمعروف عدتهم بتسليمها بعد الرشد. ﴿ وَٱبْتَلُواْ ﴾: اختبروا.
﴿ ٱلْيَتَامَىٰ ﴾: قبل البلوغ.
﴿ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ ﴾: أي: وقته.
﴿ فَإِنْ آنَسْتُمْ ﴾: أبصرتم بعد البلوغ.
﴿ مِّنْهُمْ رُشْداً ﴾: أدنى صلاحٍ ديناً ودنيا.
﴿ فَٱدْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَآ ﴾: تفنوها.
﴿ إِسْرَافاً وَبِدَاراً ﴾: مسرفين ومبادرين مخافة ﴿ أَن يَكْبَرُواْ ﴾: فينزعوها عنكم ﴿ وَمَن كَانَ ﴾: من أوليائهم.
﴿ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ ﴾: من أكل ماله.
﴿ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِٱلْمَعْرُوفِ ﴾: أجرة مثل سعيه.
﴿ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ﴾: بعد رشدهم ﴿ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ ﴾: بقبضهم أمر ارشاد وظاهره: عدم تصدبق القَيِّمِ إلأ ببينة.
﴿ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيباً ﴾: محاسباً، فاعدلوا.
﴿ لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ ٱلْوَالِدَانِ وَٱلأَقْرَبُونَ ﴾: أي: المتوارثون بالقرابة.
﴿ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ ٱلْوَالِدَانِ وَٱلأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ ﴾: بدل مما ترك، وذكره تأكيداً ﴿ نَصِيباً مَّفْرُوضاً ﴾: مقطوعا لهم فلا يسقط بإسقاتهم ﴿ وَ ﴾ سببه في قوله:﴿ وَإِذَا حَضَرَ ٱلْقِسْمَةَ ﴾[النساء: ٨] الآية.
﴿ إِذَا حَضَرَ ٱلْقِسْمَةَ ﴾: قسمة الميراث.
﴿ أُوْلُواْ ٱلْقُرْبَىٰ ﴾: ممن لا يرث.
﴿ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينُ فَٱرْزُقُوهُمْ مِّنْهُ ﴾: قبل القسمة، أمر ندب للبالغ.
﴿ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً ﴾: بلين لهم، ودعاء.
﴿ وَلْيَخْشَ ﴾: الأوصياءُ ﴿ ٱلَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُواْ ٱللَّهَ ﴾: في اليتامى، فليفعلوا بهم ما يحبون أن يفعل بذُرياتهم بعد موتهم.
﴿ وَلْيَقُولُواْ ﴾: لليتامي.
﴿ قَوْلاً سَدِيداً ﴾: صواباً بشفقةٍ ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ٱلْيَتَٰمَىٰ ظُلْماً ﴾: ظالمينَ ﴿ إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ﴾: ملؤُهَا.
﴿ نَاراً ﴾: ما يجر إليها في العبث.
﴿ وَسَيَصْلَوْنَ ﴾: يدخلون.
﴿ سَعِيراً ﴾: ناراً عظيمة.
﴿ يُوصِيكُمُ ﴾: يأمركم.
﴿ ٱللَّهُ فِيۤ ﴾: ميراث.
﴿ أَوْلَٰدِكُمْ لِلذَّكَرِ ﴾: منهم.
﴿ مِثْلُ حَظِّ ٱلأُنْثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ ﴾: المولودات.
﴿ نِسَآءً ﴾: خُلَّصاً.
﴿ فَوْقَ ٱثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ﴾: وثنتان كذلك خلافاً لابن عباس، فهما عنده كبنت لأن الذكر مثل الأنثيين لو معه أنثى، وهو الثلثان، ولأنهما أَمَسُّ رَحِمِّا من الأختين ولهما الثلثان أو فوق صلة.
﴿ وَإِن كَانَتْ ﴾: المولودة.
﴿ وَاحِدَةً فَلَهَا ٱلنِّصْفُ ﴾: أفهم أن لابن منفرد كله لأن للذكر مثل حظ الأنثيين.
﴿ وَلأَبَوَيْهِ ﴾: أي الميت.
﴿ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا ٱلسُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ ﴾: للميت.
﴿ وَلَدٌ ﴾: ولا يرد أن له مع البنت الثلث لأنها وردت في ذوي الفروض، ويأخذ الأب ما بقي من ذوي الفروض العصيبة.
﴿ فَإِن لَّمْ يَكُنْ لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ ﴾: فقط.
﴿ فَلأُمِّهِ ٱلثُّلُثُ ﴾: والباقي للأب بالتعصيب لقوله: وورثه أبواه.
﴿ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ ﴾: أي: اثنين وفوقهما، ونقل الزجاج عن جميع أهل اللغة أنهما جماعة، وكذا عن سيوبه وشملوها للأختين فأكثر بالقياس والإجماع، أو من باب التغليب.
﴿ فَلأُمِّهِ ٱلسُّدُسُ ﴾: والباقي للأب، فعند ابن عباس: للأخوة السدس الذين حجبوا عنه الأم، لأن المالكان لهما عند عدمهم وبعد وجودهم حجبها الله تعالى بهم، وهذا يستلزم إرثهم، وحجته أن من لا يرث لا يحجب استقراء، وهذه الأنصباءُ ﴿ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَآ أَوْ دَيْنٍ ﴾: قدمها على الدين بعد تقدمه في الأداء لندرته أو الاغتباط ها هنا، ودل بأوعلى تساويها في التقدم على القسمة.
﴿ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً ﴾: فاتبعوا تخصيصي فإني أعلم به، فيما قضى ﴿ فَرِيضَةً مِّنَ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً ﴾: بالمصالح.
﴿ حَكِيماً ﴾: فيما قضى.
﴿ وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَٰجُكُمْ إِنْ لَّمْ يَكُنْ لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ ﴾: وكذا ولد ابن سَفلَ.
﴿ فَلَكُمُ ٱلرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَآ أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ ﴾: للزوجات.
﴿ ٱلرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُنْ لَّكُمْ وَلَدٌ ﴾: كما مر.
﴿ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ ٱلثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَآ أَوْ دَيْنٍ ﴾: ولا فرق بين واحدة وأكثر.
﴿ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ ﴾: منه ﴿ كَلَٰلَةً ﴾: خبر كان، أي: بلا ولد ووالد، وأصلها: مصدر بمعنى الكلال، استعيرت لقرابة غير بعضية أو في ذي كلالة.
﴿ أَو ﴾: كان.
﴿ ٱمْرَأَةٌ وَلَهُ ﴾: للرجل ويعلم منه حكم المرأة.
﴿ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ ﴾: من الأم بالإجماع، وقد قرئ كذلك.
﴿ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا ٱلسُّدُسُ فَإِن كَانُوۤاْ ﴾: الإخوة والأخوات.
﴿ أَكْثَرَ مِن ذٰلِكَ فَهُمْ شُرَكَآءُ فِي ٱلثُّلُثِ ﴾: يسوي بين الذكر والأنثى، لإدلائهم بمحض الأنوثة.
﴿ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَىٰ بِهَآ أَوْ دَيْنٍ ﴾: أيضاً ﴿ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ ٱللَّهِ ﴾: لورثته والموصي له بحرمان أو بنقص من حصّتِه، وهذا قيد لكل ما مضى، ووصية مفعول مضار.
﴿ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ ﴾: بالمضار.
﴿ حَلِيمٌ ﴾: لا يعاجل بعقوبته.
﴿ تِلْكَ ﴾: الأحكام.
﴿ حُدُودُ ٱللَّهِ ﴾: شرائعه.
﴿ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ * وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ ﴾: يتجاوز.
﴿ حُدُودَهُ ﴾ أفرد هنا وجمع قبل اللفظ والمعنى وإشارة إلى قلة العصاة اعتبارا وقدرا ومعنى الخلود المكث الطويل كما مرّ والمعصية بجَحْد أحكامه فيها ﴿ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾: دلت الأحاديث الصحيحة على أن الحيف في الوصية يورث سوء العاقبة.
﴿ وَٱللاَّتِي يَأْتِينَ ﴾: يفعلن.
﴿ ٱلْفَٰحِشَةَ ﴾: الزنا، وعن مجاهد أنها في زِنَا السَّاحقات.
﴿ مِن نِّسَآئِكُمْ فَٱسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ ﴾: بما فعلن.
﴿ أَرْبَعةً مِّنْكُمْ ﴾: من رجال المسلمين.
﴿ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ ﴾: احبسوهن.
﴿ فِي ٱلْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ ٱلْمَوْتُ ﴾: أي ملائكته.
﴿ أَوْ يَجْعَلَ ٱللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً ﴾: حَدّاً معيناً، ونُسِخَ هذا على الأكثر بقوله: ﴿ وَٱللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا ﴾، يفعلان الفاحشة.
﴿ مِنكُمْ فَآذُوهُمَا ﴾: بالشتم والتعبير بالضرب بالنعال، ونسخ هذا بالحدِّ، المعين، وعن مجاهد أنها في اللواطة، وحكمها عند الشافعي: أن لا يرجم المفعول المحصن، بل يجلد ويغرب.
﴿ فَإِن تَابَا ﴾: منها.
﴿ وَأَصْلَحَا ﴾: العمل.
﴿ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَآ ﴾: عن أذانها ولا تعيروهما.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيماً * إِنَّمَا ٱلتَّوْبَةُ ﴾: ليس قبولها محتوماً.
﴿ عَلَى ٱللَّهِ ﴾: بمقتضى وعده إلا.
﴿ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسُّوۤءَ بِجَهَالَةٍ ﴾: ومن عصى عَمْداً أو خطأً فهو: بجهالة بإجماع الصحابة، أي: هو مسلوب كمال العلم بسوء عاقبة عمله بسبب غلبة الهوى والشيطان.
﴿ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن ﴾: زمان.
﴿ قَرِيبٍ ﴾: قبل معاينة الموت.
﴿ فَأُوْلَـٰئِكَ يَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً ﴾: بنياتكم.
﴿ حَكِيماً ﴾ في أفعاله.
﴿ وَلَيْسَتِ ٱلتَّوْبَةُ ﴾: مقبولة.
﴿ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ ﴾: من الفسقة، وقيل: المنافقين.
﴿ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ ٱلآنَ وَلاَ ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ﴾: ثم يتوبون في الآخرة.
﴿ أُوْلَـٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ ﴾: أعددنا لهم.
﴿ عَذَاباً أَلِيماً * يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ ٱلنِّسَآءَ ﴾: نفسهن كالمال، كما في الجاهلية.
﴿ كَرْهاً ﴾: مكروهات وهذا خارج مخرج الغالب لا للتقيد.
﴿ وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ ﴾: لا تضجروهن ولا تضيقوا عليهن بالقهر والضرب إذا كرهتم صحبتهن.
﴿ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَآ ءَاتَيْتُمُوهُنَّ ﴾: من المهر وغيره، أي ليفتدين ببعض حقوقهن.
﴿ إِلاَّ ﴾: وقت.
﴿ أَن يَأْتِينَ بِفَٰحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ﴾: الزنا، ةقال ابن عباس وأكثر السلف: بكر الياء ظاهرة في استرجاع الصداق، وبفتحها بمعنى مبنية، أي: الزِّنا فحينئذٍ لكم ضجرهن لتخلعن، وعن ابن عباس واكثر السلف أنّ له ارتجاع الصداق حينئذٍ ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ ﴾: بجميل قول وفعل.
﴿ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ ﴾: ﴿ فَ ﴾: اصبروا.
﴿ عَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ﴾: كولد صالح.
﴿ وَإِنْ أَرَدْتُّمُ ٱسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ ﴾: طلاق امرأة وزواج أخرى.
﴿ وَآتَيْتُمْ ﴾: أعطيتم ولو بالالتزام بلا أداء.
﴿ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً ﴾: مالاً كثيراً وتريدون طلاقهما.
﴿ فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ ﴾: من القنطار.
﴿ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً ﴾: بهاتين لها بنسبتها إلى الزنا لتفتدى أو مظلماً.
﴿ وَإِثْماً مُّبِيناً ﴾: ظاهراً، والبهتان الكذب بهت المكذوب عليه، وقد يستعمل في الفعل الباطل.
﴿ وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ ﴾: شيئا منه.
﴿ وَقَدْ أَفْضَىٰ ﴾: وصل.
﴿ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ ﴾: بالوطء.
﴿ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَٰقاً غَلِيظاً ﴾: بالعقد واحكامه.
﴿ وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ ءَابَآؤُكُمْ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ ﴾: كعلمكم في الجاهلية.
﴿ إِلاَّ ﴾: لكن.
﴿ مَا قَدْ سَلَفَ ﴾: في الجاهلية مغفور وقيل " إلا " بمعنى " بعد " نحو " إلَّا المَوْتةَ ".
﴿ إِنَّهُ ﴾: نكاحهن.
﴿ كَانَ ﴾: للماضي المتميز.
﴿ فَاحِشَةً وَمَقْتاً ﴾: بغضاً شديداً من الله.
﴿ وَسَآءَ سَبِيلاً ﴾: هو ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ ﴾: نكاحاً.
﴿ أُمَّهَٰتُكُمْ ﴾: من ولدتكم أو من ولدتها وإن علت.
﴿ وَبَنَٰتُكُمْ ﴾: من ولدتموها، أو من ولدها وإن سفلت.
﴿ وَأَخَوَٰتُكُمْ ﴾: من الأوجه الثلاثة.
﴿ وَعَمَّٰتُكُمْ ﴾: كل أنثى ولدها من ولد ذكر، أو ولدكم وإن بعدت.
﴿ وَخَالَٰتُكُمْ ﴾: كل أنثى ولدها من ولد أنثى ولدتكم وإن بعدت.
﴿ وَبَنَاتُ ٱلأَخِ وَبَنَاتُ ٱلأُخْتِ ﴾: وإن بعدتا.
﴿ وَأُمَّهَٰتُكُمُ الَّٰتِي أَرْضَعْنَكُمْ ﴾: قبل الحولين خمس رضعات.
﴿ وَأَخَوَٰتُكُم مِّنَ ٱلرَّضَٰعَةِ وَأُمَّهَٰتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ ﴾: بنات الزوجة.
﴿ ٱلَّٰتِي فِي حُجُورِكُمْ ﴾: في بيتكم وتربيتكم، وهذا خارج مخرج الغالب، وتصوير لما ينفر لا قيد عند الجمهور إلا عليّاً -رضي الله عنه- فعنده قيد.
﴿ مِّن نِّسَآئِكُمُ ٱلَّٰتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ ﴾: معهن الخلوة، كناية عن الجماع، ولا يجوز كزن الموصول الثاني صفة للنسائين لاختلاف عامليهما، أعنى " اللام " و " مِنْ "، ولا تعلّق من بالأمهات أيضاً، إذ يلزم حلمها على الابتداء والبيان معاً، ولو جعلت للاتصال فيرده الحديث، وقول الجمهور إلا عليّاً -رضي الله عنه- فإنه يقيد تحريمها بالدخول.
﴿ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ ﴾: في نكاحهن، ذكره مع فهمه مما مر لئلا يتوهم أن قيد الدخول خارج مخرج الغالب كما في تقييد الحجور.
﴿ وَحَلَٰئِلُ ﴾: زوجات.
﴿ أَبْنَائِكُمُ ٱلَّذِينَ مِنْ أَصْلَٰبِكُمْ ﴾: أخرج المتنبي لا الرضاعي، وحكم الرضاعي في الكل حديث:" يحرُمُ مِنَ الرّضَاع ما يحرم من النسب ".
﴿ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ ٱلأُخْتَيْنِ ﴾: في النكاح ومالك اليمن.
﴿ إِلاَّ ﴾: لكن.
﴿ مَا قَدْ سَلَفَ ﴾: منكم في الجاهلية مغفور.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً ﴾: لكم.
﴿ رَّحِيماً ﴾: بكم.
﴿ وَ ﴾: حرمت عليكم.
﴿ ٱلْمُحْصَنَٰتُ ﴾: ذات الأزواج.
﴿ مِنَ ٱلنِّسَآءِ إِلاَّ مَا مَلَكْتَ أَيْمَٰنُكُمْ ﴾: بالسبي، فتحل بعد الاستبراء، ولو سبي معها زوجها خلافاً لأبي حنيفة -رضي الله عنه- لإطلاق الأثر والحديث وعند بعض السَّلف: البيع كالسبي، والحديث لا يساعده، كتب ذلك.
﴿ كِتَٰبَ ٱللَّهِ ﴾: أي: فرضه.
﴿ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ ﴾: إلا ما خصته السُّنَّةُ.
﴿ أَن ﴾: لأن.
﴿ تَبْتَغُواْ ﴾: تطلبوا.
﴿ بِأَمْوَٰلِكُمْ ﴾: نكاحاً وسراحاً لكونكم.
﴿ مُّحْصِنِينَ ﴾، عفيفين.
﴿ غَيْرَ مُسَٰفِحِينَ ﴾: زَنَّائِيْن.
﴿ فَمَا ٱسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ ﴾: من جماع ولو مرة.
﴿ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ﴾: مهورهن إتاء.
﴿ فَرِيضَةً ﴾: مفروضاً قيل: الآية في المتعة أي: النكاح المؤقت، ثم نُسخت يوم خبير مؤبداً.
﴿ وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَٰضَيْتُمْ بِهِ مِن بَعْدِ ٱلْفَرِيضَةِ ﴾: من نقص أو زيادة في المهر، وعلى الثاني: أي مريد مال مع وصال مدة، أو فراق بلا شيء.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً ﴾: بالمصالح.
﴿ حَكِيماً ﴾: في حكمه.
﴿ وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً ﴾: غنى ﴿ أَن يَنكِحَ ٱلْمُحْصَنَٰتِ ﴾: الحرائر.
﴿ ٱلْمُؤْمِنَٰتِ ﴾: ذكرها لبيان الأولى عند الأكثر، وحمل أبو حنيفة -رضي الله عنه، الطول على ملك فراشهن.
﴿ فَمِنْ ﴾: فلينكح مما.
﴿ مَّا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُم مِّن فَتَيَٰتِكُمُ ﴾: إمائكم.
﴿ ٱلْمُؤْمِنَٰتِ ﴾: اللاتي لغيرهم.
﴿ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَٰنِكُمْ ﴾: فاكتفوا بظاهر إيمانهن.
﴿ بَعْضُكُمْ مِّن بَعْضٍ ﴾: أنتم وأرقاؤكم نسباً وديناً فلا تستنكفوا عنها.
﴿ فَٱنكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ ﴾: مالكيهن، هذا لا يدل على أن لهن مباشرته، لأن عدم الاعتبار لا يوجب الإشعار، على أن المباشر قد يكون غير الآذن.
﴿ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ﴾: مُهورهنَّ، بإذن أهلهن أو المضاف محذوفٌ، أي: آتوا مالكهن، وعند مالك: المهر لهنَّ.
﴿ بِٱلْمَعْرُوفِ ﴾: بلا مَطْل ونحوه.
﴿ مُحْصَنَٰتٍ ﴾: عفائف.
﴿ غَيْرَ مُسَٰفِحَٰتٍ ﴾: مجاهرات بالزنا ﴿ وَلاَ مُتَّخِذَٰتِ أَخْدَانٍ ﴾: أحباب يزنون بِهنِ سرّاً، جمع خدن، أي: صديق ﴿ فَإِذَآ أُحْصِنَّ ﴾: تزوجن ﴿ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَٰحِشَةٍ ﴾ بزنا.
﴿ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى ٱلْمُحْصَنَٰتِ ﴾: الحرائر الأبكار.
﴿ مِنَ ٱلْعَذَابِ ﴾: الحد، وهو خمسون جلدة وتغريب نصف سنة، ولا رجم لأنَّه لا يُصَّفُ.
﴿ ذَلِكَ ﴾: نكاح الأمة.
﴿ لِمَنْ خَشِيَ ٱلْعَنَتَ ﴾:: المشقَّة، الوقوع في الزنا، وعن الحسن أنها الفسق، وأصلها: انكسار العظم بعد الجبر.
﴿ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ ﴾: عنه مع العفاف.
﴿ خَيْرٌ لَّكُمْ ﴾: في الحديث:" الحرائر صلاح البيت والإماء هلاكه "، وأيضاً:" من أراد أن يلقى الله طاهراً مطهراً فاليتزوج بالحرائر ".
﴿ وَٱللَّهُ غَفُورٌ ﴾: لمن يصبر.
﴿ رَّحِيمٌ ﴾ به ﴿ يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ ﴾: اللام صلة للتأكيد.
﴿ لَكُمْ ﴾: ما خفي من الشرائع.
﴿ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ﴾: من الأنبياء.
﴿ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ﴾: يقبل توبتكم.
﴿ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ ﴾: بمصالحكم ﴿ حَكِيمٌ ﴾ فيما قدّر ﴿ وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ﴾ تأكيد ﴿ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَاتِ ﴾:: الفُجَّار.
﴿ أَن تَمِيلُواْ ﴾: عن الحقِّ.
﴿ مَيْلاً عَظِيماً ﴾: إلى الشهوات وفاقاً لهم.
﴿ يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ﴾: في شرائعه.
﴿ وَخُلِقَ ٱلإِنسَانُ ضَعِيفاً ﴾: في الصبر عن الشهوات وعلى مَشَاقِ الطاعات فيناسبه التخفيف.
﴿ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَٰلَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَٰطِلِ ﴾: بالحرام كالسرقة، وكالصرف في الزنا.
﴿ إِلاَّ ﴾: لكن ﴿ أَن تَكُونَ ﴾: كونها.
﴿ تِجَٰرَةً ﴾: صادرة.
﴿ عَن تَرَاضٍ مِّنْكُمْ ﴾: غير منهي عنه، وإنما خصَّها لأن معظم التصرفات بها.
﴿ وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ ﴾: بارتكاب المُحرَّمات.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً ﴾: نهاكم عن المضار رحمة.
﴿ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ ﴾: من المحرمات ﴿ عُدْوَاناً ﴾: على الغير.
﴿ وَظُلْماً ﴾: على نفسه لا جهلاً ونسيانا، وسفهاً، وعلى هذا لا يرد أنه كيف قدَّم الأخصَّ على الأعمّ، إذ التجاوز عن العدل جَوْر ثم طغيانٌ، ثم تعد، والكل ظلم.
﴿ فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ﴾: ندخله.
﴿ نَاراً ﴾: عظيمة.
﴿ وَكَانَ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً * إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ ﴾: الأقرب أنها ما ورد فيه حَدٌ أو وَعيدٌ شديد، كاللّعْنِ.
﴿ نُكَفِّرْ ﴾: نمح.
﴿ عَنْكُمْ سَيِّئَـٰتِكُمْ ﴾: صغائركم.
﴿ وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلاً كَرِيماً ﴾: الجنة، وأما محو الكبائر فهي المشيئة.
﴿ وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ﴾: في الحظوظ الدنيوية، أو من قولكم نرجوا أن نكون في الثواب مع النساء كما في الميراث، وقولهن في الوزن كذلك، ونحن أحوج إلى تضعيف الحسنة لضعفنا.
﴿ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكْتَسَبُواْ ﴾: من الجهاد وغيره.
﴿ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكْتَسَبْنَ ﴾: من طاعة البعل ونحوها فاطلبوا الفضل بالعمل لا بالتمني.
﴿ وَٱسْأَلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضْلِهِ ﴾: من مطالب الدارين، لا ما للناس.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ﴾: فلا يعطي إلا المستحق.
﴿ وَلِكُلٍّ ﴾: لكل ميت.
﴿ جَعَلْنَا مَوَٰلِيَ ﴾: ورثة من صلة ﴿ مِمَّا تَرَكَ ﴾: ، وبيان الموالي.
﴿ ٱلْوَٰلِدَانِ وَٱلأَقْرَبُونَ ﴾: فلا يدخل الأولاد.
﴿ وَٱلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَٰنُكُمْ ﴾: لعهودهم، أي: مولى الموالاة، وهو الحليف.
﴿ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ ﴾: السُّدس، ونسخت بقوله:﴿ وَأُوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ ﴾[الأحزاب: ٦] الآية، وعن أبي حنيفة -رضي الله عنه-: لو أسلم كافر بيد مسلم وتعاقدوا على أن يتوارثا توارثا.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً ﴾: فخافوه.
﴿ ٱلرِّجَالُ قَوَّٰمُونَ عَلَى ٱلنِّسَآءِ ﴾: قيام الولاة على الرعايا.
﴿ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ﴾: لكمال العقل والدين وغيره.
﴿ وَبِمَآ أَنْفَقُواْ مِنْ أَمْوَٰلِهِمْ ﴾: من النفقة وغيرها.
﴿ فَٱلصَّٰلِحَٰتُ قَٰنِتَٰتٌ ﴾: قائمات بحقوق أزواجهن.
﴿ حَٰفِظَٰتٌ لِّلْغَيْبِ ﴾: بحفظ ماله ونفسهن في غيبته.
﴿ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُ ﴾: لهن عليهم من المَهْرِ وغيره.
﴿ وَٱلَّٰتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ ﴾: بغضهن بترفعهن عن مطاوعتكم.
﴿ فَعِظُوهُنَّ ﴾: أَوَّلاً.
﴿ وَٱهْجُرُوهُنَّ فِي ٱلْمَضَاجِعِ ﴾: بترك المضاجعة والكلام والمجامعة ثانياً.
﴿ وَٱضْرِبُوهُنَّ ﴾: غَيْرَ شديد بالتأويل ثالثا، وقيل: لا قصاص عليه فيما دون القتل.
﴿ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً ﴾: بالإيذان.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً ﴾: فهو أقدر عليكم منكم على من تحتكم فخافوه.
﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا ﴾: أي: خلافهما، وأضاف تجوزاً.
﴿ فَٱبْعَثُواْ ﴾: إن اشتبه عليكم حالهما أيها الحكام برضاهما.
﴿ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَآ ﴾: يحكمان بينهما باأصلح من الصلح والتفريق والأقرب أولى فيه.
﴿ إِن يُرِيدَآ ﴾: الحكمان.
﴿ إِصْلَٰحاً يُوَفِّقِ ٱللَّهُ بَيْنَهُمَآ ﴾: بين الزوجين، فإن من أحسن نيته أصلح الله أُمنِيَّته.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً ﴾: بالظاهر والباطن.
﴿ وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً ﴾: من الإشراك جليّاً أو خفيّاً.
﴿ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ ﴾: أحسنوا.
﴿ إِحْسَاناً وَبِذِي ٱلْقُرْبَىٰ ﴾: الأقارب ﴿ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينِ ﴾ والمسكين فاقد ما يكفيه وعياله ﴿ وَٱلْجَارِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ ﴾ الجامع بين الجوار والقرابة نسبا أو دينا.
﴿ وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ ﴾: الأجنبي نسباً أو ديناً.
﴿ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلجَنْبِ ﴾: كالزوجة والرفيق.
﴿ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ ﴾: المسافر والضيف.
﴿ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ ﴾: رقيقاً أو حيواناً.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً ﴾: متكبراً ويقال لمن يظن أن له بماله كرامة.
﴿ فَخُوراً ﴾: بحسب أو نسب على المسلمين.
﴿ ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ ﴾: وفي الحديث:" لم يجتمع البخل والإيمان في قلب ".
﴿ وَيَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبُخْلِ ﴾: بتخويفهم من الفقر.
﴿ وَيَكْتُمُونَ مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ ﴾: من الغنى والعلم وغيره شحّاً.
﴿ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ ﴾: بنعمنا أي: لهم وقيل: أكثر البخلاء موتهم في حال سلب الإيمان.
﴿ عَذَاباً مُّهِيناً * وَٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَـآءَ ﴾: لمراءاة.
﴿ ٱلنَّاسِ ﴾: لا لوجه الله.
﴿ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلاَ بِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَمَن يَكُنِ ٱلشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً ﴾: مثلهم.
﴿ فَسَآءَ قِرِيناً ﴾: الشيطان.
﴿ وَمَاذَا ﴾: أي ضرر.
﴿ عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ ﴾: أخر الإيمان في الأول لأنه التعليل، وقدمه هنا لأنه المقصود بالذات، على أنه لما أمر بالإنفاق نبه على أنه لا يعتد به إلا بعد الإيمان.
﴿ وَكَانَ ٱللَّهُ بِهِم عَلِيماً * إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ ﴾: أحداً.
﴿ مِثْقَالَ ﴾: زنة.
﴿ ذَرَّةٍ ﴾: جزء من أجزاء البهاء بتنقيص ثواب، أو مزيد عذاب.
﴿ وَإِن تَكُ ﴾: المثقال، أنث باعتبار المضاف إليه، أو باعتبار.
﴿ حَسَنَةً يُضَٰعِفْهَا ﴾: ثواباً، صاحبها.
﴿ وَيُؤْتِ ﴾: من عنده تَفَضُّلاً.
﴿ مِن لَّدُنْهُ ﴾: كالجنة.
﴿ أَجْراً عَظِيماً ﴾: حال هؤلاء الكفرة.
﴿ فَكَيْفَ ﴾: هو نبيهم يشهد بحالهم.
﴿ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ ﴾: يا محمد.
﴿ وَجِئْنَا بِكَ ﴾: الشهداء والمؤمنين والأمم.
﴿ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ ﴾: إذا جئنا بهم.
﴿ شَهِيداً * يَوْمَئِذٍ ﴾: أن ﴿ يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ لَوْ ﴾: عليهم.
﴿ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ﴾: بأن يدفنوا كالموتى أي: لو يسوون بالأرض، يجعلهم تراباً.
﴿ ٱلأَرْضُ ﴾: الحال أنهم.
﴿ وَلاَ يَكْتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثاً ﴾: لشهادة جوارحهم عليهم بعد قولهم.
﴿ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ ﴾: اجتنبوا.
﴿ ٱلصَّلَٰوةَ ﴾: نفسها أو مواضعها.
﴿ وَأَنْتُمْ سُكَٰرَىٰ ﴾: نحو نوم أو خمر من السَّكْرِ، وهو السَّدُ لسد بخار المعدة قُوى الفكر، وليس هذا نهي السكران عن قربها حتى يكون نهياً لمن لَا يَعْقل، بل نهى عن سكر مانع عنها مثل:﴿ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ ﴾[ال عمران: ١٠٢]، وفيه تنبيه للمصلي على تجرده عما يلهيه.
﴿ حَتَّىٰ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ ﴾: مسافرين عند فقد الماء، أي: بعد التيمم، وعلى تقدير مواضعها فمعناه: مجتازين فيها كما هو مذهب الشافعي، -رضي الله عنه ﴿ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُواْ ﴾: من الجنابة دل على أن التيمم لا يرفع الحدث.
﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ ﴾ جنباً ﴿ مَّرْضَىٰ ﴾: بحيث يضركم استعمالُ الماء.
﴿ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ ﴾: طويل أو قصير.
﴿ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّن ٱلْغَآئِطِ ﴾: المطمئن من الأرض، وهو كناية عن الحدث الأصغر.
﴿ أَوْ لَٰمَسْتُمُ ﴾: مَسِسْتُم حقيقة جامعتم مجازاً، لمستم فحملها الشافعي على الحقيقة، وكذا: لمستُم ﴿ ٱلنِّسَآءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً ﴾: كناية عن عدم الممكن من استعماله، وإن وُجِد حسّاً، وهو قيد للكل، واستغنى بتفصيل حال الجنب من المرض والسفر عن حال المحدث.
﴿ فَتَيَمَّمُواْ ﴾: اقصدوا.
﴿ صَعِيداً ﴾: تراباً.
﴿ طَيِّباً ﴾: طاهراً.
﴿ فَٱمْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ﴾: إلى المرافق لظاهر اللفظ وللحديث، وللقياس على الوضوء ويشترط تعلقه باليد لقوله في المائدة﴿ مِّنْهُ ﴾[المائدة: ٦].
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً ﴾: يسهل ويرخص ﴿ أَلَمْ تَرَ ﴾: تنظر.
﴿ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً ﴾: يسيراً.
﴿ مِّنَ ٱلْكِتَٰبِ ﴾: التوراه.
﴿ يَشْتَرُونَ ٱلضَّلَٰلَةَ ﴾: بالهدي.
﴿ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ ﴾: أيها المؤمنون.
﴿ ٱلسَّبِيلَ ﴾: الحق.
﴿ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ ﴾: منكم، وقد أعلمكم فاحذروهم.
﴿ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ ﴾: الباء صلة.
﴿ وَلِيّاً ﴾: يلي أمركم.
﴿ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ نَصِيراً ﴾: لكم.
﴿ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ ﴾: قوم.
﴿ يُحَرِّفُونَ ﴾: يميلون.
﴿ ٱلْكَلِمَ ﴾: مفرد بمعنى الكلمات.
﴿ عَن مَّوَاضِعِهِ ﴾: بإزالة بعض وإثبات غيره، أو بتأويلها بمشتهاهم كما مر.
﴿ وَيَقُولُونَ ﴾ قَالاً ﴿ سَمِعْنَا ﴾: قولك ﴿ وَ ﴾ حالاً ﴿ عَصَيْنَا ﴾: أمرك.
﴿ وَٱسْمَعْ ﴾: حال كونك ﴿ غَيْرَ مُسْمَعٍ ﴾: مكروها، أو لاسمعت، فهذان وجهان.
﴿ وَرَٰعِنَا ﴾: ارعنا سمعك مردين الشتم كما مر.
﴿ لَيّاً ﴾ فَتْلاً ﴿ بِأَلْسِنَتِهِمْ ﴾: واللَّيُّ: صرف الكلام إلى ما يشبه السب.
﴿ وَطَعْناً فِي ٱلدِّينِ ﴾: بتحقيره -صلى الله عليه وسلم-.
﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ﴾: لا عصينا.
﴿ وَٱسْمَعْ ﴾: دون غير مسموع.
﴿ وَٱنْظُرْنَا ﴾: دون راعنا.
﴿ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ ﴾: أعدل، وهذا من قبيل أصحاب الجنة.
﴿ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ ﴾: إيماناً.
﴿ قَلِيلاً ﴾: ببعض كتابهم، أو إلا قليلاً منهم كابن سلام وأضرابه.
﴿ يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ ءَامِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا ﴾: القرآن.
﴿ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً ﴾: نمْحُو عينها وأنفها ﴿ فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَآ ﴾: فَلَهُم عينان من القفا يمشون قهقرى، قيل: سيقع لهم عند نزول عيسى.
﴿ أَوْ نَلْعَنَهُمْ ﴾: أي: الذين على طريق الالتفات.
﴿ كَمَا لَعَنَّآ أَصْحَٰبَ ٱلسَّبْتِ ﴾: بمسخهم قردة وخنازير.
﴿ وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ ﴾: ما أراد حصوله.
﴿ مَفْعُولاً ﴾: لا راد له.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ ﴾: مغفرته، وإن لم يتب، وتقييد المعتزلة الموضوعين بالتوبة وعدمها وتقييد بلا دليل على أن التعليق بالمشيئة ينافي وجوب التعذيب والغفران، وجعلهم يغفر عطفاً على المنفي من التحريف.
﴿ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفْتَرَىٰ ﴾: فعل.
﴿ إِثْماً عَظِيماً * أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ ﴾: بقولهم: نحن أبناء الله ونحوه، ومثلهم من يزكي نفسه بلا ضرورة شرعية بل في الحديث:" إن كان أحدا مادحاً صاحبه لا محالة فليقل: أحسبه ولا أزكي على الله أحداً "﴿ بَلِ ٱللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ ﴾: فإنه العالم بالحقائق.
﴿ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ﴾: قدر ما في شف نواة أو ما فتلت بين أصابعيك من الوسخ.
﴿ ٱنظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلكَذِبَ ﴾: في تزكية أنفسهم.
﴿ وَكَفَىٰ بِهِ ﴾: بالإفتراء ﴿ إِثْماً مُّبِيناً ﴾: ظاهراً.
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً ﴾: قليلاً.
﴿ مِّنَ ٱلْكِتَٰبِ ﴾: التَّوراة.
﴿ يُؤْمِنُونَ بِٱلْجِبْتِ وَٱلطَّٰغُوتِ ﴾: صنمين لقريش سجدوا لهما، ليأتمنهم قريش في المخالفة.
﴿ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾: حين سألوهم: أديننا خير أم دين محمدٍ؟ ﴿ هَٰؤُلاءِ أَهْدَىٰ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً * أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ وَمَن يَلْعَنِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً ﴾: يمنع عذابه.
﴿ أَمْ ﴾: بل.
﴿ لَهُمْ ﴾: أي: مالهم.
﴿ نَصِيبٌ مِّنَ ٱلْمُلْكِ ﴾: إذ زعموا أنه سيصير الملك إلى اليهود، وإن ملكوا.
﴿ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ ٱلنَّاسَ نَقِيراً ﴾: قدر نقرة في ظهر النواة من شُحِّهم فكيف بحال فقرهم.
﴿ أَمْ ﴾: بل.
﴿ يَحْسُدُونَ ٱلنَّاسَ ﴾: محمد وصحبه.
﴿ عَلَىٰ مَآ آتَٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ ﴾: من النبوة والنصرة، والحسد شر من البخل.
﴿ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَٰهِيمَ ﴾: كداود وسليمان.
﴿ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ ﴾: النبوة.
﴿ وَآتَيْنَاهُمْ مُّلْكاً عَظِيماً ﴾: فلا يبعد أن يؤتى محمداً مثلهم.
﴿ فَمِنْهُمْ ﴾: من آل إبراهيم.
﴿ مَّنْ آمَنَ بِهِ ﴾: بإبراهيم.
﴿ وَمِنْهُمْ مَّن صَدَّ ﴾: أعرض ﴿ عَنْهُ ﴾، مع أنه منهم، فكيف بنبي ليس إسرائيليّاً.
﴿ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيراً ﴾: ناراً مسعورة لعذابهم.
﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَٰتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً ﴾: ندخلهم.
﴿ كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَٰهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا ﴾: أي: من مادتها، والصورة تتبدل في كل ساعة مائة وعشرين مرة، فلا يرد أنه كيف يعذب جلوداً لم تعص.
﴿ لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَزِيزاً ﴾: غالباً.
﴿ حَكِيماً ﴾: في معاقبته حكم.
﴿ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً لَّهُمْ فِيهَآ أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ﴾: من كل دنسٍ.
﴿ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً ﴾: للتأكيد أي: دائماً، وهذا مجاز كناية عن المستقر الطيب، إذ لا شَمْس ثمَّة.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ ٱلأَمَانَاتِ إِلَىۤ أَهْلِهَا ﴾: عموماً قال ابن عباس: هو في كُلٌ مؤتمن على كل شيء، وإن نزلت في رد مفتاح الكعبة إلى عثمان بن طلحة ابن عم شيبة الذين في نسله الحجابة الآن، لَا عُثمان ابن أبي طلحة، وأمَانته سدانتها.
﴿ وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِٱلْعَدْلِ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا ﴾: نعم شيئاً.
﴿ يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعاً ﴾: لأقوالكم.
﴿ بَصِيراً ﴾: بأفعالكم.
﴿ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلأَمْرِ ﴾: الحكام إذا أمروا بطاعة أو العلماء.
﴿ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ ﴾: أنتم وأولوا الأمر.
﴿ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ ﴾: كتابه.
﴿ وَٱلرَّسُولِ ﴾: في حياته وسنته بعده، وهذا لا ينافي القياس لأنه رد إليهما بالتمثيل والبناء عليهما.
﴿ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ ذٰلِكَ ﴾: الرد.
﴿ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾: مآلاً.
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ﴾: هو منافق تخاصم مع يهودي.
﴿ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوۤاْ إِلَى ٱلطَّاغُوتِ ﴾: معناه هنا: غير الله ورسوله إذ دعاه اليهودي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو دعاه إلى كعب بن الأشرف، فلما حكم عليه النبي ما رضي بحكمه وقال: نتحاكم إلى عمر، فتحاكما إليه وأخبراه بالقصة، فلما عرفها قتل المنافق فسمي فاروقاً.
﴿ وَقَدْ أُمِرُوۤاْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ ﴾: بالطاغوت.
﴿ وَيُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً ﴾: لا يمكنهم الرجوع فيه إلى الحق.
﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ رَأَيْتَ ﴾: أبصرت.
﴿ ٱلْمُنَٰفِقِينَ يَصُدُّونَ ﴾: يعرضون ﴿ عَنكَ صُدُوداً ﴾: إعْراضاً بالكلية ﴿ فَكَيْفَ ﴾: ، حالهم.
﴿ إِذَآ أَصَٰبَتْهُمْ مُّصِيبَةٌ ﴾: كقتل عمر ذلك المنافق.
﴿ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ﴾: من الإعراض عنك.
﴿ ثُمَّ جَآءُوكَ ﴾: أي: فوم المنافق معتذرين أو طالبين بدمه.
﴿ يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنْ ﴾: ما.
﴿ أَرَدْنَآ ﴾: بالتحاكم إلى عمر.
﴿ إِلاَّ إِحْسَٰناً ﴾: الفصل بالوجه الأحسن.
﴿ وَتَوْفِيقاً ﴾: بين الخصمين لا مخالفتك.
﴿ أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَعْلَمُ ٱللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ ﴾: من النفاق.
﴿ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ ﴾ أي: عن عقابهم.
﴿ وَعِظْهُمْ ﴾: انصحهم.
﴿ وَقُل لَّهُمْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ ﴾: أي: سرّاَ ﴿ قَوْلاً بَلِيغاً ﴾: مؤثراَ، فإنَّ نصح السرِّ أنجح، وأصله: قولٌ يُطابق مدلوله المقصود به.
﴿ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ ﴾: لحكمه.
﴿ بِإِذْنِ ﴾: بأمر.
﴿ ٱللَّهِ ﴾: في طاعته.
﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ ﴾: كالتحاكم إلى غيرك.
﴿ جَآءُوكَ ﴾: تائبين.
﴿ فَٱسْتَغْفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسْتَغْفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ ﴾: أظهره تعظيماَ.
﴿ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً * فَلاَ ﴾: صلة لتأكيد القسم.
﴿ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ ﴾: اختلف.
﴿ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً ﴾: ضيقا.
﴿ مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ ﴾: ينقادوا لأمرك.
﴿ تَسْلِيماً * وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ ٱقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ أَوِ ٱخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُمْ ﴾: كبني إسرائيل.
﴿ مَّا فَعَلُوهُ ﴾: المكتوب.
﴿ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ﴾: وهم المخلصون.
﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ ﴾: من إطاعة محمَّد عليه الصلاة والسلام.
﴿ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً ﴾: لإيمانهم.
﴿ وَإِذاً ﴾: والله.
﴿ لأَتَيْنَٰهُم مِّن لَّدُنَّـآ أَجْراً عَظِيماً * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً ﴾: يَصلُوْن به إلى الفلاح.
﴿ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّينَ وَٱلصِّدِّيقِينَ ﴾: أفاضل أصحاب الأنبياء.
﴿ وَٱلشُّهَدَآءِ ﴾: في سبيل الله.
﴿ وَٱلصَّالِحِينَ ﴾: من غيرهم.
﴿ وَحَسُنَ ﴾: كُلٌّ من ﴿ أُولَـٰئِكَ رَفِيقاً ﴾: هذا يقال للواحد والجمع، كالصديق.
﴿ ذٰلِكَ ﴾: المرافقة.
﴿ ٱلْفَضْلُ مِنَ ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيماً ﴾: بالمطيع.
﴿ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ ﴾: آلته كالسلاح واحذروا من أعدائكم.
﴿ فَٱنفِرُواْ ﴾: اخرجوا إلى الجهاد.
﴿ ثُبَاتٍ ﴾: جماعات متفرِّقةٍ، جمع ثبة.
﴿ أَوِ ٱنْفِرُواْ جَمِيعاً ﴾: مجتمعين، أي: بادروا كيف ما أمكن.
﴿ وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ ﴾: ليتثاقل عن الجهاد، أو يبطئُ غيره، وهم المنافقون.
﴿ فَإِنْ أَصَٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ ﴾: كقتل.
﴿ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَّعَهُمْ شَهِيداً ﴾: حاضراً.
﴿ وَلَئِنْ أَصَٰبَكُمْ فَضْلٌ مِنَ الله ﴾: كغنيمة.
﴿ لَيَقُولَنَّ كَأَن ﴾: كأنه.
﴿ لَّمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ ﴾: بل لم تحبوا إلا المال، والجملة معترضة، أي: ليقولن.
﴿ يٰلَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾: نصيباً وافراً من الغنيمة إن بطأ هؤلاء.
﴿ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يَشْرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا بِٱلآخِرَةِ ﴾: وهم المخلصون.
﴿ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ﴾: رَد لمن قال: قَدْ أنعم الله عليَّ -إلى آخره.
﴿ وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾: في سبيل الله.
﴿ وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ ﴾: الذين منعهم الكفار من الهجرة.
﴿ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلْوِلْدَٰنِ ﴾: جمع وليد أو ولد شاركوهم في الدعاء ليستجاب ببركتهم.
﴿ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ ﴾: مكَّة.
﴿ ٱلظَّالِمِ أَهْلُهَا ﴾: المُشْركون ﴿ وَٱجْعَلْ لَّنَا مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً ﴾: يلي أمرنا ﴿ وَٱجْعَلْ لَّنَا مِن لَّدُنْكَ نَصِيراً ﴾: فأجيب بهجرة بعضهم وفتح مكة، واستعمال عتَّاب بن أسيدٍ عليهم وحمايته لهم.
﴿ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱلطَّٰغُوتِ ﴾: الشيطان.
﴿ فَقَٰتِلُوۤاْ أَوْلِيَاءَ ٱلشَّيْطَٰنِ إِنَّ كَيْدَ ﴾: مكر ﴿ ٱلشَّيْطَٰنِ كَانَ ضَعِيفاً ﴾: بالنسبة إلى كيد الله، وأما عظم كيد النساء فبالنسبة إلينا إلى مكرنا، على أنه من كلام عزيزمصر.
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوۤاْ أَيْدِيَكُمْ ﴾: عن قتال مشركي مكة حين التمسوا قتالهم وكانوا ضعفاء.
﴿ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَٰوةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ ﴾: بالمدينة وهم أقوياء.
﴿ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ ٱلنَّاسَ ﴾: الكفار.
﴿ كَخَشْيَةِ ٱللَّهِ ﴾: أي: مثل خشيتهم لله.
﴿ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً ﴾: أي خشية أشَدَّ من خشيته ﴿ وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا ٱلْقِتَالَ لَوْلاۤ ﴾: هلَّا.
﴿ أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ ﴾: أي: الموت.
﴿ قُلْ مَتَاعُ ٱلدُّنْيَا قَلِيلٌ ﴾: من كلِّ الوجوه ﴿ وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ ٱتَّقَىٰ وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً ﴾: كما مرَّ.
﴿ أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ ٱلْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ ﴾: حُصُونِ.
﴿ مُّشَيَّدَةٍ ﴾: مرفعة أو مبنية - بالشيد أي: الجَصّ -مُحْكمة لأدرككم الموت، فلم يقولُ المنافقون في قتلى أحد:﴿ لَّوْ كَانُواْ عِنْدَنَا مَا مَاتُواْ ﴾[ال عمران: ١٥٦] إلى آخره ﴿ وَإِن تُصِبْهُمْ ﴾: المنافقين.
﴿ حَسَنَةٌ ﴾: نعمة.
﴿ يَقُولُواْ هَـٰذِهِ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ ﴾: بلاء.
﴿ يَقُولُواْ هَـٰذِهِ مِنْ عِندِكَ ﴾: يا محمد تشاؤما بك.
﴿ قُلْ كُلٌّ ﴾: من الحسنة والسيئة ﴿ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ ﴾: بإرادته وإيجاده.
﴿ فَمَالِ هَـٰؤُلاۤءِ ٱلْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً ﴾: كالبهائم، وهو القرآن، فإنهم لو تدبروا فيه لعلموا أنَّ الكل من الله.
﴿ مَّآ أَصَابَكَ ﴾: يا إنسان.
﴿ مِنْ حَسَنَةٍ ﴾: نعمة.
﴿ فَمِنَ ٱللَّهِ ﴾: تفضُّلاً، فإن جميع طاعتك لا تكافئ نعمة الوجود، قيل وإنما قال من الله، وفي الأول من عند الله لأنه أعم من مرضية وغير مرضية، وهذا في مرضية فقط.
﴿ وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ ﴾: بلية.
﴿ فَمِن ﴾: شُؤْم ذنب نفسك يوصله الله تعالى إليك بسببه مجازا، فحاصله: إن نظرت إلى الفاعل الحقيقي فالكل منه، وإن نظرت إلى الأسباب فما هي إلا شؤْم.
﴿ نَّفْسِكَ ﴾: لا من مُحمَّدٍ، واعلم أنها نزلت في قوم لينالوا غنى، ثمَّ لمَّا نالهم مكروهٌ تطيروا بمحمد -صلى الله عليه وسلم- ولما نالهم محبوب نسبوه إلى الله تعالى، فذلك الحسنة والسيئة وليس بمعنى الطاعة والمعصية، ولذا لم يقل: ما عَمِلْتَ وما فسرت به الآية، يظهر بطلان مذهب الجبرية المتعلقين بالآية الأولى، والقدرية المتعلقين بالثانية، وشبه التناقض بينهما، وشبه من يقول: الآية لا تدفع مقالتهم، فإنهم جعلوه -صل الله عليه وسلم- واسطة للشر لا مبدأً، والآية تثبت أنه عالى مبدأ للكل، إذ الآية تثبت أنه تعالى مبدأ للكل، إذ الآية الثانية تردهم، وقد بان أن لا حجة فيه للسنية، ولا للجبرية ولا للقدرية.
﴿ وَأَرْسَلْنَاكَ ﴾: يا محمد.
﴿ لِلنَّاسِ ﴾: كلهم.
﴿ رَسُولاً وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً ﴾: على رسالتك.
﴿ مَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ وَمَن تَوَلَّىٰ ﴾: عن طاعته.
﴿ فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ﴾: عن المعاصي.
﴿ وَيَقُولُونَ ﴾: المنافقون إذا أمرتهم بأمر: أمْرٌنا ﴿ طَاعَةٌ ﴾: خَرَجُوا.
﴿ فَإِذَا بَرَزُواْ ﴾: دَبَّر.
﴿ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ ﴾: من قولهم: طاعة أي: في تبييتهم وسرهم، يضمرون خلاف جهرهم.
﴿ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ ٱلَّذِي تَقُولُ ﴾: في صحائفهم ﴿ وَٱللَّهُ يَكْتُبُ ﴾: يُدبِّرونَ ﴿ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ ﴾: المنتقم.
﴿ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً ﴾: في كفاية شرهم، قيل: نسخت بآية القتال.
﴿ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ ﴾: أي فيه.
﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ ﴾: كما زعموا.
﴿ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلاَفاً كَثِيراً ﴾: على ما دل عليه الاستقراء، فلا يكون كله في طبقة البلاغة، وصادقاً في الإخبار عن الغيب، والحال أنه ليس فيه اختلاف قليل.
﴿ وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ ٱلأَمْنِ ﴾: كفتح.
﴿ أَوِ ٱلْخَوْفِ ﴾: كهزيمة.
﴿ أَذَاعُواْ بِهِ ﴾: أفشوهكما فعله بعض ضعفله المسلمين قبل أن يتكلم به النبي وذَووا الرأي من صحبه مع ما فيه من المضارِّ ﴿ وَلَوْ رَدُّوهُ ﴾: أي ذلك الخبر.
﴿ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُوْلِي ٱلأَمْرِ ﴾: ذوي الرأي.
﴿ مِنْهُمْ ﴾: من أكابر الصحابة، وسكتوا عنه حتى يخبروا به ﴿ لَعَلِمَهُ ﴾: الخبر أنه مما يذاع أم لا، وعلى أيّ وجهٍ يذكر ﴿ ٱلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ ﴾: يستخرجون عمله ﴿ مِنْهُمْ ﴾: من جهة الرَّسُول، وأولي الأمر.
﴿ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ﴾: بالهداية بالرسول.
﴿ لاَتَّبَعْتُمُ ٱلشَّيْطَانَ ﴾: والضلال.
﴿ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾: منكم ممَّن اهتدى بعقله الصَّائب كقُسِّ بن ساعدة قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يقال مقتضاه عدم اتباع أكثر الناس للشيطان، والواقع خلافه، وفي الحديث:" الإسْلام في الكُفْر كالشَّعْرة البيضاء في الثَّوْر الأسْود "لأن الخطاب للمؤمنين.
﴿ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾: ولو وحدك.
﴿ لاَ تُكَلَّفُ ﴾ فعلاً من الأفعال ﴿ إِلاَّ نَفْسَكَ ﴾: أي: إلا فعلها، فجاهد وإن لم يساعدك أحد، وهذا لا ينافي بعثه لتكليف الناس لأنه ما عنى به ذلك بل هو من قوله تعالى:﴿ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ﴾[المائدة: ١٠٥]: إلى آخره، ويؤيد ذلك:.
﴿ وَحَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾: على القتال ﴿ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَكُفَّ ﴾: شِدَّةَ ﴿ بَأْسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾: ووَفّى به في بدر الصغرى، بإلقاء الرعب في قلوبهم، إذ عسى من الكريم موجب.
﴿ وَٱللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً ﴾: صولة.
﴿ وَأَشَدُّ تَنكِيلاً ﴾: عُقُوبةً.
﴿ مَّن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً حَسَنَةً ﴾: كجلب نفع مسلم، أو دَفْع ضره أو دعاء بالخير له.
﴿ يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ﴾: وهو ثواب الشَّفاعة، وفي الحديث" مَنْ دَعَا لأخيه المسلم بظهر القلب استجب له، وقال له المَلكُ: ولك مِثْلُ ذلكَ ".
﴿ وَمَن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً سَيِّئَةً ﴾: لا تجوز شرعاً.
﴿ يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ ﴾ نصيب ﴿ مِّنْهَا ﴾: من وزْرها، قال في الحسنَةِ: نَصيبٌ، لإطلاقه على القليل والكثير، وفي السيئة، كِفْلٌ لأنه إنما يقال في المثل وفي الردئ، وأما: " يؤتكم كفلين " فمعناه: كفلين من رحمته يكفلان لكم من العذاب.
﴿ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً ﴾: مقتدراً من قات: قدر ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ ﴾: سُلِّم عليكم ﴿ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ ﴾: زيدوا عليها نحو: " رحمة الله وبركاته "، ولا يزاد عليها اتباعاً، ولا ستجمعها أقسام المطالب السلامة عن المضار، وحصول المنافع وثباتها.
﴿ أَوْ رُدُّوهَآ ﴾: بلا زيادة وهو واجب على الكفاية حيث شرع الإسلام، وفًسِّرَتْ بالهَدِيَّة أيضاً.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً ﴾: يحاسب فيجازي.
﴿ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ﴾: والله.
﴿ لَيَجْمَعَنَّكُمْ ﴾ ليحشرنكُمْ ﴿ إِلَىٰ ﴾: في.
﴿ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ ﴾: في اليوم أو الجمع.
﴿ وَمَنْ ﴾ لا ﴿ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ حَدِيثاً ﴾: إذ غيره يجوز عليه الكذب عَقْلاً.
﴿ فَمَا لَكُمْ ﴾: تفرقتم.
﴿ فِي ﴾ شأن ﴿ ٱلْمُنَافِقِينَ ﴾: كابن أبي.
﴿ فِئَتَيْنِ ﴾: فرقتين، فرقة على كفرهم، وقتلهم وفرقة على إسلامهم.
﴿ وَٱللَّهُ أَرْكَسَهُمْ ﴾: رَدَّهُمْ إلى الكفر ﴿ بِمَا كَسَبُوۤاْ ﴾: من المعاصي.
﴿ أَتُرِيدُونَ ﴾: أيها المؤمنون.
﴿ أَن تَهْدُواْ ﴾: تعدُّوا مُهْتدياً.
﴿ مَنْ أَضَلَّ ٱللَّهُ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً ﴾: إلى الهدى.
﴿ وَدُّواْ ﴾: هَؤُلاء.
﴿ لَوْ ﴾: أنْ.
﴿ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ ﴾: أنتم وهم.
﴿ سَوَآءً ﴾: في الكفر.
﴿ فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَآءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ ﴾: بأن يقاتلوا.
﴿ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْاْ ﴾: عن الهجرة وأظهروا الكفر.
﴿ فَخُذُوهُمْ وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً * إِلاَّ ٱلَّذِينَ يَصِلُونَ ﴾: يلجؤون منهم.
﴿ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَٰقٌ ﴾: أي: عاهدوهم، فحينئذٍ حكمهم ﴿ أَوْ ﴾: الذين.
﴿ جَآءُوكُمْ ﴾: قد.
﴿ حَصِرَتْ ﴾: ضاقت.
﴿ صُدُورُهُمْ ﴾: عن ﴿ أَن يُقَٰتِلُوكُمْ أَوْ يُقَٰتِلُواْ قَوْمَهُمْ ﴾: كبني هاشم خرجوا مع المشركين يوم بدر.
﴿ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَٰتَلُوكُمْ ﴾: لكن بلطفة ضيق صدورهم عنه وكفهم.
﴿ فَإِنِ ٱعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَٰتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلَمَ ﴾: الانقياد.
﴿ فَمَا جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً ﴾: في أخذهم وقتلهم.
﴿ سَتَجِدُونَ آخَرِينَ ﴾: من المنافقين.
﴿ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ ﴾: أي: يأمنوا قتلهم إياهم، وأخذكم أموالهم.
﴿ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوۤاْ ﴾: دعوا وداعيهم قومهم.
﴿ إِلَى ٱلْفِتْنِةِ ﴾: الشرك.
﴿ أُرْكِسُواْ ﴾: قبلوا.
﴿ فِيِهَا ﴾: ومركسهم نفسهم وشيطانهم فَلَا تكرار.
﴿ فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَ ﴾: لم.
﴿ يُلْقُوۤاْ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلَمَ ﴾: الانقياد.
﴿ وَ ﴾: لم.
﴿ يَكُفُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ ﴾: عن قتالكم.
﴿ فَخُذُوهُمْ وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ﴾: وجدتموهم.
﴿ وَأُوْلَـٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً ﴾: حُجَّةَ واضحة في قتالهم لعداوتهم.
﴿ وَمَا كَانَ ﴾: ما صَحَّ ﴿ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ ﴾: قتلاً.
﴿ خَطَئاً ﴾: ﴿ إِلاَّ ﴾ بمعناها وقيل بمعنى: و لا نحو:﴿ إِلاَّ مَن ظُلِمَ ﴾[النساء: ١٤٨]،﴿ إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ﴾[العنكبوت: ٤٦]: وأراد بالخطأ المحض كما لم يقصد إلى الفعل أو إلى الشخص، ومن شبه العمد كقتله بما لم يقصد به القتل غالباً.
﴿ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ ﴾: فعليه إعتاق.
﴿ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ﴾: وأما في العمد فثبت بالسنة.
﴿ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ ﴾: مُؤدَّة ﴿ إِلَىٰ أَهْلِهِ ﴾: الورثة دائماً ﴿ إِلاَّ ﴾: حين.
﴿ أَن يَصَّدَّقُواْ ﴾: بالعفو فحينئذً لادية، وعيَّنت السّنَّة قدرها ﴿ فَإِن كَانَ ﴾: المقتول ﴿ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ ﴾: كُفَّارٌ ﴿ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ﴾: بلا دية لعدم الوراثة بين المسلم والكافر.
﴿ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَٰقٌ ﴾: كالذمي والمعاهد.
﴿ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىۤ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ﴾: لعله فيما إذا كان المقتول معاهداً أو مسلماً وله وارثٌ مُسلمٌ ﴿ فَمَن لَّمْ يَجِدْ ﴾: الرقبة وثَمَنها.
﴿ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ ﴾: شرع ذلك.
﴿ تَوْبَةً مِّنَ ٱللَّهِ ﴾: عليه ﴿ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً ﴾: بكُمْ.
﴿ حَكِيماً ﴾: فيما حكم عليكم ﴿ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَٰلِداً فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً ﴾: أراد بالخلود: المُكْثَ الطويل تجَوُّزاً، أو خصَّت الآية بعدم التوبة لقوله تعالى:﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ ﴾[طه: ٨٢] إلى آخره ﴿ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ﴾ [النساء: ٤٨، ١١٦ ] إلى آخره، ويؤيده أن نزولها في مِقْيس بن صبابة، وجد أخاه قتيلاً في بني النجار فحكم النبيُّ عليه الصلاة والسلام بديته، فلما أخذ قتل مسلماً ورجع إلى مكة مرتدّاً، أَو معناه: أن هذا جزاؤه، لكن قد يكون له معارض من عمل يكون سبباً للعفو، كذا عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً أو موقوفاً، ودَلَّت الآيات والأحاديث على قبول توبته.
﴿ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ سافرتم ﴿ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾: للجهاد.
﴿ فَتَبَيَّنُواْ ﴾: اطلبوا بيان الأمر، ولا تجعلوا فيه ﴿ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَىۤ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلاَمَ ﴾: الانقياد أو حياكم بالسَّلام ﴿ لَسْتَ مُؤْمِناً ﴾: وإنما فعلته خوفاً ﴿ تَبْتَغُونَ ﴾: لأي: مبتغين،﴿ عَرَضَ ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا ﴾[النساء: ٩٤] [النور: ٣٣]: حطامها، بأن تقتلوه، وتأخذوا ماله.
﴿ فَعِنْدَ ٱللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ﴾: يغنيكم بها عَنْهُ.
﴿ كَذٰلِكَ كُنْتُمْ مِّن قَبْلُ ﴾: لم يعلم منكم الإسلام إلا بعلامة.
﴿ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ ﴾: بالاشتهار.
﴿ فَتَبَيَّنُواْ ﴾: تأكيداً.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً ﴾: عالما بأغراضكم فاحتاطوا.
﴿ لاَّ يَسْتَوِي ٱلْقَٰعِدُونَ ﴾: عن الحرب.
﴿ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ وَٱلْمُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلْمُجَٰهِدِينَ بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى ٱلْقَٰعِدِينَ ﴾: بعذر.
﴿ دَرَجَةً ﴾: بدرجة عظيمة.
﴿ وَكُـلاًّ ﴾: منهما.
﴿ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْحُسْنَىٰ ﴾: الجنة والثواب.
﴿ وَفَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلْمُجَٰهِدِينَ عَلَى ٱلْقَٰعِدِينَ ﴾: بلا عذر.
﴿ أَجْراً عَظِيماً * دَرَجَاتٍ مِّنْهُ ﴾: والمزية الدرجة لكونهم بلا عذر بخلاف الأولين.
﴿ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً ﴾: بعدَ مسَاءَتهم.
﴿ رَّحِيماً ﴾: لهم.
﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ ﴾: تتوفاهم.
﴿ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ﴾: ملك الموت وأعوانه، نزلت فيمن قتلتهم الملائكة يوم بدر تكلموا بالإسلام وخرجوا مع المشركين تكثيراً لسوادهم.
﴿ ظَالِمِيۤ أَنْفُسِهِمْ ﴾: بترك الهجرة.
﴿ قَالُواْ ﴾: الملائكة توبيخاً.
﴿ فِيمَ ﴾: فيأي: شيء.
﴿ كُنتُمْ ﴾: من الدين حيث ما هاجرتم.
﴿ قَالُواْ ﴾: اعتذاراً.
﴿ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ ﴾: عاجزين.
﴿ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: عن الهجرة وإظهار الدين.
﴿ قَالْوۤاْ ﴾: تبكيتاً.
﴿ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا ﴾: إلى جانب آخر يمكن فيه إظهار الدين.
﴿ فَأُوْلَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ﴾ لإعانتهم الكفار.
﴿ وَسَآءَتْ مَصِيراً ﴾: جهنم.
﴿ إِلاَّ ﴾: لكن.
﴿ ٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلْوِلْدَانِ ﴾: فيه تنبيه على أنه يجب على وليهم الهجرة بهم.
﴿ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً ﴾: أسباب السفر.
﴿ وَلاَ يَهْتَدُونَ ﴾: لا يعرفون.
﴿ سَبِيلاً ﴾: إلى بلد الإسلام.
﴿ فَأُوْلَـٰئِكَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ ﴾: نبَّهَ على خَطَر الهجرة، بحيث يحتاج المعذور إلى العفو.
﴿ وَكَانَ ٱللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً * وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي ٱلأَرْضِ مُرَٰغَماً ﴾: تمتعاً يراغم به الأعداء، وتحَوُّلاً من أرض إلى أرض في الرغام.
﴿ كَثِيراً وَسَعَةً ﴾ في الرزق ﴿ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ ٱلْمَوْتُ ﴾: في الطريق.
﴿ فَقَدْ وَقَعَ ﴾ ثبت.
﴿ أَجْرُهُ عَلىَ ٱللَّهِ ﴾: من حيث الوعد ﴿ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً ﴾: له.
﴿ رَّحِيماً ﴾: بِهِ يثبت بمجرد النية.
﴿ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: أي: سافرتم قدر أربعة بُرُدٍ للسُّنَّة، وعند الحنيفة ستة برد.
﴿ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ ﴾: حرج في.
﴿ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ ٱلصَّلَٰوةِ ﴾: بتنصيْف ركعات الرباعية، وظاهره الجواز خلافاً للحنيفة، وصَحَّ أنه -صلى الله عليه وسلم- أتمَّها وأقر إتمام عائشة -رضي الله عنها-، وقول عمر -رضي الله عنه: " صلاةُ الَّفر ركعتان تمام غير قصر على لسان نبيكم ": فمعناه أنه كالتمام في الإجزاء، وقول عائشة -رضي الله عنها-: " أول مَا فُرضت الصلاة ركعتين ركعتين فأُقرَّت في السَّفر وزيدتْ في الحضر " لا ينفي جواز الزيادة.
﴿ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ ﴾: ينالكم بمكروه.
﴿ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ ﴾: شرط خرج مخرج الغالب فلا مفهوم له كنظائره، وقد نطق به أحاديث كثيرة أو: ﴿ إِنْ خِفْتُمْ ﴾ ابتداء كلام، وجوابه محذوف، نحو: فاحطاتوا، يدُلُّ عليه.
﴿ إِنَّ ٱلْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً * وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ ﴾: حاضراً، هذا جارٍ على عادة القرآن في الخطاب فلا مفهوم له.
﴿ فَأَقَمْتَ لَهُمُ ٱلصَّلَٰوةَ ﴾: اجعلهم طائفتين.
﴿ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ مَّعَكَ ﴾: فصَلِّ بهم، والأخرى تجاه العدو.
﴿ وَلْيَأْخُذُوۤاْ ﴾: المُصلُّون أو الحارسون.
﴿ أَسْلِحَتَهُمْ ﴾: حزماً.
﴿ فَإِذَا سَجَدُواْ ﴾: أي: صلُّوا وأتمُّوا الصلاة.
﴿ فَلْيَكُونُواْ ﴾: المصلون.
﴿ مِن وَرَآئِكُمْ ﴾: حارسين.
﴿ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ ﴾: المصلون أو الحارسون.
﴿ حِذْرَهُمْ ﴾: تحرُّزهم، وهذها استعارة عن الآلة وفيه مبالغة.
﴿ وَأَسْلِحَتَهُمْ ﴾: ولا يرد أنه جمع بين الحقيقة والمجاز في الأخذ، وظاهرها صلاة الإمام مرتين كصلاته -صلى الله عليه وسلم- ببطن النخل، وإن أريد أن يُصلي بكلِّ ركعةٍ في الثنائية، فيصلي بالأولى ركعة، وينتطرها قائما ليتموا منفردين ويذهبوا إلى العدو فيتم بالأخرى الثانية وينتظرهم قاعداً ليسلم بهم، كفعله -صلى الله عليه وسلم- بذات الرقاع، وروي في كيفيتها ستة وجوه أو سبعة بَسطوها في الفقه.
﴿ وَدَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ ﴾: عند صلاتكم بالقتال.
﴿ مَّيْلَةً وَاحِدَةً ﴾: مجتمعين.
﴿ وَلاَ جُنَاحَ ﴾: لا وزر.
﴿ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُمْ مَّرْضَىۤ أَن تَضَعُوۤاْ أَسْلِحَتَكُمْ ﴾: لثقلها، هذا يؤيد القول بوجوب حملها.
﴿ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ ﴾: تيقظكم بكلِّ حالٍ.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً ﴾: غَلبوا أو غُلبوا.
﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمُ ٱلصَّلَٰوةَ ﴾: أردتم أدائها في اشتداد الخوف.
﴿ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ ﴾: صَلُّوا.
﴿ قِيَاماً ﴾: مُسايفيْنَ.
﴿ وَقُعُوداً ﴾: مُرامين.
﴿ وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ﴾: مُثخَنين، أو: إذا أديتم الصلاة فاذكروه في كل حال جبرا لتخفيفاتها، وعند الحنيفة: لَا يصلي حتى يطمئن ﴿ فَإِذَا ٱطْمَأْنَنتُمْ ﴾ [سكنت قُلوبُكُم و] زال خوفكم.
﴿ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَٰوةَ ﴾: عدِّلُوا أركانها، وعند حنيفة: لَا يصلي حتى يطمئن ﴿ إِنَّ ٱلصَّلَٰوةَ كَانَتْ ﴾ للدَّوَام ﴿ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ كِتَٰباً ﴾: مَفْروضاً.
﴿ مَّوْقُوتاً ﴾: مَحْدود الأوقات.
﴿ وَلاَ تَهِنُواْ ﴾: لا تضعفوا.
﴿ فِي ٱبْتِغَآءِ ﴾: طلب قتال ﴿ ٱلْقَوْمِ ﴾: الكفار.
﴿ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ ﴾: بالجرح.
﴿ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ ﴾: من الثواب والنصر لعدم اعتقادهم بالبعث، وما أنزل إليكم.
﴿ مَا لاَ يَرْجُونَ ﴾: فلكم هذا المزيد، فكونوا أصبر.
﴿ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً ﴾: بضمائركم.
﴿ حَكِيماً ﴾: فيما حكم.
﴿ إِنَّآ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ ﴾: القرآن ملتبساً.
﴿ بِٱلْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَاكَ ﴾: عَرَّفك.
﴿ ٱللَّهُ ﴾: بالوحي.
﴿ وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَآئِنِينَ ﴾: لأجلهم، كَطُعْمةَ بن أبريق إذ سرق دِرْع جاره، وأودعه عند يهودي، ثم اتهمه به.
﴿ خَصِيماً ﴾: للبرآء كهذا المتهم.
﴿ وَٱسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ ﴾: من إرادة خصمه البريء.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً ﴾: لمن استغفره ﴿ وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ ٱلَّذِينَ يَخْتَانُونَ ﴾: يخونون.
﴿ أَنْفُسَهُمْ ﴾: بالمعصية ويجعلونها خائنة كطعمة وعشيرته.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً ﴾: كثير الخيانة.
﴿ أَثِيماً ﴾: منهمكاً في الإثم كطعمة.
﴿ يَسْتَخْفُونَ ﴾: ذكر معاصيهم.
﴿ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ ﴾: والإخفاء عنه تركه.
﴿ إِذْ يُبَيِّتُونَ ﴾: يدبرون.
﴿ مَا لاَ يَرْضَىٰ ﴾: الله به.
﴿ مِنَ ٱلْقَوْلِ ﴾: كرمي البريء.
﴿ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً ﴾: بالعلم فيجازيهم.
﴿ هَٰأَنْتُمْ ﴾ يا ﴿ هَـٰؤُلاۤءِ ﴾: الحمقى، يعني يا قوم طعمة.
﴿ جَٰدَلْتُمْ عَنْهُمْ ﴾: عن طعمة وعشيرته.
﴿ فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا فَمَن يُجَٰدِلُ ٱللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ﴾: إذا أخذهم.
﴿ أَمْ ﴾: بل.
﴿ مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً * وَمَن يَعْمَلْ سُوۤءاً ﴾: مع غيره.
﴿ أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ﴾: فقط.
﴿ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ ﴾: بالتوبة.
﴿ يَجِدِ ٱللَّهَ غَفُوراً رَّحِيماً ﴾: عن ابن مسعود أنها من أرجى الآيات.
لكن ما تاب طُعْمة ثم ارتد قم نقب حائطاً ليسرق فَسقط عليه ومات.
﴿ وَمَن يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ﴾ فلا يضر إلا نفسه.
﴿ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً ﴾: بفعله.
﴿ حَكِيماً ﴾: في مجازاته.
﴿ وَمَن يَكْسِبْ خَطِيۤئَةً ﴾: صغيرة.
﴿ أَوْ إِثْماً ﴾: كبيرة.
﴿ ثُمَّ يَرْمِ بِهِ ﴾: بأحدهما ﴿ بَرِيئاً ﴾ كَمَا رَمَي طُعْمَةُ [زيداً } ﴿ فَقَدِ ٱحْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً * وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ ﴾: قوم طعمه.
﴿ أَن يُضِلُّوكَ ﴾: عن القضاء بالحق.
﴿ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ ﴾: لأنك معصوم، وهم ارتكبوا.
﴿ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ﴾: فإن الله يعصمك.
﴿ وَأَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ ﴾: القرآن.
﴿ وَٱلْحِكْمَةَ ﴾: السنة.
﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾: ومنه نبوتك.
﴿ لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ ﴾: هو سِرٌّ بَيْن اثنين ﴿ إِلاَّ ﴾ استثناء منهم، أو إلا نجوى.
﴿ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ ﴾: هو ما يَسْتَحْسِنُهُ الشرع ولا ينكره العقل، ومنه الإعانة والصدقة القرض.
﴿ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ ﴾: الأمر.
﴿ ٱبْتِغَآءَ ﴾: طلب.
﴿ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ﴾: فكيف بفاعله.
﴿ وَمَن يُشَاقِقِ ﴾: يخالف.
﴿ ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ ﴾: الحق بمعجزاته.
﴿ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾: كطعمه إذ هرب مرتدا بعد ما حكم عليه بقطع يده.
﴿ نُوَلِّهِ ﴾: نجعله والياً ﴿ مَا تَوَلَّىٰ ﴾: من الضَّلال أي: نخليه وما اختار.
﴿ وَنُصْلِهِ ﴾: ندخله.
﴿ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً ﴾: هي، دلت على حرمة مخالفة الإجماع، وهذا إذا فسر سبيل المؤمنين بما هم عليه من الدين، وبسط بيانه في الأصول.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ ﴾: لمن لقيه مشركاً.
﴿ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ ﴾: ولو مظالم بأن ألقى في قلب مظلومه عفوه كما صح في الحديث.
﴿ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً ﴾: عن الحق.
﴿ إِن ﴾: ما.
﴿ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَٰثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَٰناً مَّرِيداً ﴾: خارجاً بالكلية عن الطاعة، فإنهم أطاعوه بعبادتها ﴿ لَّعَنَهُ ٱللَّهُ ﴾: بَعَّده عن رحمته، وقال الشيطان نطقاً أو فعلاً كـ: امْتَلأَ الحَوْضُ، وقال: قَطْنِي   والله.
﴿ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ ﴾: بإضلالهم.
﴿ نَصِيباً مَّفْرُوضاً ﴾: مقطوعا معينا، قيل: من كل ألفٍ تسعمائة وتسعة وتسعين.
﴿ وَلأُضِلَّنَّهُمْ ﴾: عن الصواب.
﴿ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ ﴾: بأنواع الغرور.
﴿ وَلأَمُرَنَّهُمْ ﴾: بالتبتيك.
﴿ فَلَيُبَتِّكُنَّ ﴾: يشُقُّون.
﴿ ءَاذَانَ ٱلأَنْعَٰمِ ﴾: ويجعلون زكاتها حراماً، ويسمونها بحَائر.
﴿ وَلأَمُرَنَّهُمْ ﴾: بتغيير خلق الله.
﴿ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ ٱللَّهِ ﴾: صورة كالخصاء، والوَشْم، والوَشْر، أو صفة كتغير الفطرة. واعلم أن كل ما جعله كاملاً بفطرته، فجعَلَهُ ناقصاً بسوء تدبيره، ونتف اللحية ونحوه، وعدُّدوا منه تحليل الحرام، وتحريم الحلال.
﴿ وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيْطَٰنَ وَلِيّاً مِّن دُونِ ٱللَّهِ ﴾: بإطاعته.
﴿ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً ﴾: بتضييع رأس ماله الفطري.
﴿ يَعِدُهُمْ ﴾: ولا ينفي.
﴿ وَيُمَنِّيهِمْ ﴾: ما لا يجدون.
﴿ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً ﴾: هو إيهام النفع فيما فيه الضر.
﴿ أُوْلَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصاً ﴾: معدلاً.
﴿ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً ﴾: مصدران مؤكدان لنفسه ولغيره.
﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً ﴾: قولاً.
﴿ لَّيْسَ ﴾: الثواب ﴿ بِأَمَـٰنِيِّكُمْ ﴾: بتمنيكم أيُّها العربُ ﴿ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً ﴾: ولم يتب عنه ﴿ وَلاۤ أَمَانِيِّ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوۤءًا ﴾: ولم يتب عنه ﴿ يُجْزَ بِهِ ﴾: ولو بمصائب الدنيا كما في الحديث ﴿ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ﴾: يدفعان.
﴿ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ ﴾: بعض.
﴿ ؤ: ينقصون في أجرهم.
{ نَقِيراً ﴾
: قَدْر نُقْرة ظَهر نواة التمر.
﴿ وَمَنْ ﴾ لا ﴿ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ ﴾: انقاد.
﴿ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ ﴾: آت بالحسنات.
﴿ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ ﴾: في أصول الدين.
﴿ حَنِيفاً ﴾: مائلاً إلى الحق.
﴿ وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ﴾: صفيّاً بكرامته ككرامة الخليل عند خليله فإن الخلة ود يتخلل ويخالط النفس.
﴿ وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطاً ﴾: عِلماً وقُدرة فيجازي الكل.
﴿ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي ﴾: مِيْراثِ ﴿ ٱلنِّسَآءِ قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ ﴾: الإفتاء: تبين المبهم.
﴿ وَمَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فِي ٱلْكِتَٰبِ ﴾: يفتيكم وهو آيات المواريث حال كون المَتْلوِّ ﴿ فِي ﴾: شأن.
﴿ يَتَٰمَى ٱلنِّسَآءِ ٱلَّٰتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ ﴾: في ميراثهن أو صداقهن.
﴿ وَتَرْغَبُونَ ﴾: في.
﴿ أَن تَنكِحُوهُنَّ ﴾: لمالهن وجمالهن، ولا تعطون صداقهن.
﴿ وَ ﴾: في ﴿ ٱلْمُسْتَضْعَفِينَ ﴾: الصغار ﴿ مِنَ ٱلْوِلْدَٰنِ ﴾: إذ كانوا لا يورثونهم كالنساء.
﴿ وَ ﴾: في.
﴿ أَن تَقُومُواْ لِلْيَتَٰمَىٰ بِٱلْقِسْطِ ﴾: بالعَدْل.
﴿ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيماً * وَإِنِ ٱمْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً ﴾: ترَفُّعاً عن صحبتها كراه.
﴿ أَوْ إِعْرَاضاً ﴾: كَقِلَّةِ مُجالستها.
﴿ فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَآ ﴾: الزوجين.
﴿ أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً ﴾: بحطِّ بعض المهر، أو القسم أو النفقة.
﴿ وَٱلصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾: من الفرقة أو من الخصومة لا بمعنى التفضيل، بل بمعنى أنه خير من الخيور كما أن الخصومة شر من الشرور إذ لا مُزَكٍّ.
﴿ وَأُحْضِرَتِ ٱلأنْفُسُ ٱلشُّحَّ ﴾: شدة البخل، أي: هي مطبوعة عليه، لا تغيب عنه أو الخصومة، وهذا تمهيد عذر في مُمَاكستها وفي عدم مسامحته معها بنفسه إذا أحب غيرها.
﴿ وَإِن تُحْسِنُواْ ﴾: في العشرة.
﴿ وَتَتَّقُواْ ﴾: نقص الحقِّ.
﴿ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً ﴾: فيثيبكم.
﴿ وَلَن تَسْتَطِيعُوۤاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ ﴾: إذ العدل: أن ْ لَا يكون مَيلٌ البتة، ولا بد من تفاوت في المحبة والشهوة والجماع.
﴿ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ﴾: على العَدْل.
﴿ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلْمَيْلِ ﴾ إلى الواحدة.
﴿ فَتَذَرُوهَا ﴾: الأُخْرى.
﴿ كَٱلْمُعَلَّقَةِ ﴾: التي ليست بذات بعل ولا مطلقة.
﴿ وَإِن تُصْلِحُواْ ﴾: بالعدل.
﴿ وَتَتَّقُواْ ﴾: الجور.
﴿ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً ﴾: لما مضى من كل الميل أو بعضه.
﴿ رَّحِيماً ﴾ فلا يضيق عليكم وعلى الثاني، لا يقال هذا مغفرة لم لا يستطاع تركه لأنه يمكنه الاحتراز عنه بترك تزَوُّجه لعدة منهن، فهو كجناية السكران.
﴿ وَإِن يَتَفَرَّقَا ﴾: بالطلاق.
﴿ يُغْنِ ٱللَّهُ كُلاًّ ﴾: منهما عن الآخر.
﴿ مِّن سَعَتِهِ ﴾: فَضْله الواسع، من العجائب أن الغنى عُلِّق بمتقابلين: بالتفرق هنا، وبالنكاح في النور.
﴿ وَكَانَ ٱللَّهُ وَاسِعاً ﴾: فضله.
﴿ حَكِيماً ﴾: فيما حكم.
﴿ وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ ﴾: فله كمال السعة.
﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَ ﴾: وصينا.
﴿ إِيَّاكُمْ أَنِ ﴾: بأن.
﴿ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ﴾: قائلين ﴿ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ ﴾: لا عليه كفركم ولا له شكركم، إنما وصاكم لصلاحكم ﴿ وَكَانَ ٱللَّهُ غَنِيّاً ﴾: عن خلقه.
﴿ حَمِيداً ﴾: مستحقّاً للحمد وإن كفرتموه ﴿ وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ ﴾: فله الغنى وله الحَمْدُ.
﴿ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً ﴾: فتوكلوا عليه.
﴿ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا ٱلنَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ ﴾: من الناس مكانكم.
﴿ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ ذٰلِكَ قَدِيراً * مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا ﴾: فلا يَقتصرنَّ عليه.
﴿ فَعِندَ ٱللَّهِ ثَوَابُ ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعاً ﴾: للأقوال.
﴿ بَصِيراً ﴾: بالأعمال فيجازي.
﴿ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّٰمِينَ ﴾: دائمي القيام.
﴿ بِٱلْقِسْطِ ﴾: بالعدل.
﴿ شُهَدَآءَ ﴾: خالصين.
﴿ للَّهِ وَلَوْ عَلَىۤ أَنْفُسِكُمْ ﴾: وهو الإقرار لأن الشهادة بيان الحق.
﴿ أَوِ ﴾ على ﴿ ٱلْوَٰلِدَيْنِ وَٱلأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ ﴾ المشهودُ عليه ﴿ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً ﴾: فيشهد عليه بلا رهبة ورحمة.
﴿ فَٱللَّهُ ﴾: فشرعه.
﴿ أَوْلَىٰ بِهِمَا ﴾: جنسي الغني والفقير من رهبتكم ورحمتكم.
﴿ فَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلْهَوَىٰ ﴾: كراهة.
﴿ أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ ﴾: ألسنتكم بتغير الشهادة.
﴿ أَوْ تُعْرِضُواْ ﴾: عَن أدائها ﴿ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً ﴾: فيجازيكم.
﴿ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ءَامِنُواْ ﴾: دُوْمُا على إيمانكم.
﴿ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱلْكِتَٰبِ ٱلَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ ﴾: القرآن.
﴿ وَ ﴾: جنس.
﴿ ٱلْكِتَٰبِ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِٱللَّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ ﴾: أي: بشيء من ذلك.
﴿ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً ﴾: عن الحق.
﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾: كاليهود بموسى.
﴿ ثُمَّ كَفَرُواْ ﴾: كعبادتهم العجل.
﴿ ثُمَّ آمَنُواْ ﴾: بعده.
﴿ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ٱزْدَادُواْ كُفْراً ﴾: ككفرهم بعيسى، ككفرهم بمحمد -صلى الله عليه وسلم-.
﴿ لَّمْ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً ﴾: إلى الحق، لأنه يستبعد منهم التوبة، لا لأنها لا تقبل منهم أو معناه: من تكرر منه الكفر والإيمان لا يغفر له، وعن علي: يقتل ولا تقبل توبته.
﴿ بَشِّرِ ٱلْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * ٱلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلْعِزَّةَ ﴾: الغلبة على المؤمنين.
﴿ فَإِنَّ ٱلعِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً ﴾: لا يعز إلا من أعزه.
﴿ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي ٱلْكِتَٰبِ ﴾: في سورة الأنعام:﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ ﴾[الأنعام: ٦٨] الآية أن أنه.
﴿ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ ٱللَّهِ ﴾: حال كونها.
﴿ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ ﴾: مع من يكفر ويستهزئ.
﴿ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ﴾: غير حديث الكفر والاستهزاء.
﴿ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ ﴾: لقدرتكم على الإعتراض.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلْمُنَٰفِقِينَ وَٱلْكَٰفِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً ﴾: كاجتماعهم على الاستهزاء هنا.
﴿ ٱلَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ ﴾: ينتظرون وقوع أمر ﴿ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ ٱللَّهِ قَالُوۤاْ أَلَمْ نَكُنْ مَّعَكُمْ ﴾: فأعطونا الغنيمة.
﴿ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ ﴾ من الظَّفر عليكم، غير الأسلوب تحقيراً لهم ﴿ قَالُوۤاْ ﴾: للكافرين.
﴿ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ ﴾: نستول بالممكن من القتل والأسْر.
﴿ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ ﴾: نحجبكم.
﴿ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾: بتثبيطهم عنكم، وعدم نصرتهم.
﴿ فَٱللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ ﴾: ببواطنكم.
﴿ وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ﴾: بالحجة، أو ظهوراً كليّاً في الدنيا، وفيه دليل فساد شراء الكافر المسلم، ودليل الحنيفة على حصول البينونة بنفس الارتداء، وردوا بأنه لا ينفي أن يكون إذا عاد قبل العدة.
﴿ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ ﴾: بزعمهم.
﴿ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ﴾: مجازيهم على خداعهم.
﴿ وَإِذَا قَامُوۤاْ إِلَى ٱلصَّلٰوةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ ﴾: متثاقلين كالمكره.
﴿ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ ﴾: ليحسبوهم مخلصين.
﴿ وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ ﴾: مطلقاً، أو لا يصلون.
﴿ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾: بحضرة الناس ولو أخلصوا في القليل لكان كثيراً.
﴿ مُّذَبْذَبِينَ ﴾: مترددين.
﴿ بَيْنَ ذٰلِكَ ﴾: بين الكفر والإيمان.
﴿ لاَ ﴾: منضَمِّيْنَ.
﴿ إِلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ ﴾: المؤمنين.
﴿ وَلاَ إِلَى هَـٰؤُلاۤءِ ﴾: الكافرين.
﴿ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً ﴾: إلى الهِدَاية.
﴿ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾: كالمنافقين.
﴿ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ للَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً ﴾: حُجَّةً.
﴿ مُّبِيناً ﴾: واضحاً على نفاقكم.
﴿ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ فِي ٱلدَّرْكِ ٱلأَسْفَلِ ﴾: الطبقة السابعة وهي توابيت من حديد مقفلة في النار أو بيوت مقفلة عليهم توقد من فوقهم.
﴿ مِنَ ٱلنَّارِ ﴾: لضمهم الاستهزاء أو الخديعة إلى الكفر وقد مر بيان الدرجة والدركة. واعلم أن حديث:" ثلاث من كن فيه فهو منافق "ونحوه من باب التشبيه والتغليظ.
﴿ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً ﴾: يخرجهم منها.
﴿ إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ ﴾: من النفاق.
﴿ وَأَصْلَحُواْ ﴾: العمل.
﴿ وَٱعْتَصَمُواْ ﴾: وَثِقُوا.
﴿ بِٱللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ ﴾: بلا رياء.
﴿ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾: في الحَشْر.
﴿ وَسَوْفَ يُؤْتِ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً ﴾: فيشاركونهم فيه.
﴿ مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ ﴾: نعمته.
﴿ وَآمَنْتُمْ ﴾: فإنه الغني المطلق، وأما معاقبة الكافر فلأَنَّ إصراره كسُوء مزاج يُؤدِّي إلى مرضٍ، فإذا زال بالإيمان أَمِنَ من تبعه، وعطف الخاص على العام اهتماماً.
﴿ وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِراً ﴾: لأعمالكم ولو قَلَّتْ.
﴿ عَلِيماً ﴾: بأحوالكم.
﴿ لاَّ يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوۤءِ مِنَ ٱلْقَوْلِ إِلاَّ ﴾: جَهْر.
﴿ مَن ظُلِمَ ﴾: بالدعاء على ظالمه وقيل: الهجر بالسوء دائماً مبغوض، فإلا بمعنى: ولا كما مَرَّ في " إلا خَطأ ".
﴿ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعاً ﴾: لدعائه.
﴿ عَلِيماً ﴾: بفعل الظالم.
﴿ إِن تُبْدُواْ خَيْراً ﴾: برّاً.
﴿ أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوۤءٍ ﴾: من أخيكم.
﴿ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً ﴾: على الإنتقام.
﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِ ﴾: بالإيمان به والكفر بهم.
﴿ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ ﴾: منهم.
﴿ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذٰلِكَ ﴾: الكفر والإيمان.
﴿ سَبِيلاً ﴾: واسطة، ولا واسطة ﴿ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ ﴾: الكاملون في الكفر ﴿ حَقّاً ﴾: ثابتاً بلا شك.
﴿ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً * وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ ﴾: في الإيمان به.
﴿ أُوْلَـٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً ﴾: لهم.
﴿ رَّحِيماً ﴾: بهم.
﴿ يَسْأَلُكَ ﴾: تعنتاً.
﴿ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً ﴾: جُملة بخطٍّ سَماوي كالتوراة.
﴿ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذٰلِكَ ﴾: فلا عجب منهم.
﴿ فَقَالُوۤاْ أَرِنَا ٱللَّهَ جَهْرَةً ﴾: عياناً.
﴿ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ ﴾: نار من السماء.
﴿ بِظُلْمِهِمْ ﴾: وهو تعنتهم في السؤال.
﴿ ثُمَّ ٱتَّخَذُواْ ٱلْعِجْلَ ﴾: إلهاً.
﴿ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ ﴾: المعجزات.
﴿ فَعَفَوْنَا عَن ذٰلِكَ ﴾: بقبول توبتهم.
﴿ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَاناً ﴾: تسَلُّطاً.
﴿ مُّبِيناً ﴾: عليهم مع نهاية عنادهم، فيه بشارة بنصرة حبيبه عليه الصلاةُ والسلامُ.
﴿ وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ ٱلطُّورَ ﴾: حين أبوا قبول أحكام التوراة.
﴿ بِمِيثَاقِهِمْ ﴾: بسبب ميثاقهم ليقبلوه.
﴿ وَقُلْنَا لَهُمُ ﴾: ابتداء.
﴿ ٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً ﴾: تواضعاً كما مَرَّ ﴿ وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ ﴾: لا تظلموا باصطياد السمك ﴿ فِي ٱلسَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِّيثَاقاً غَلِيظاً ﴾: على ذلك.
﴿ فَبِمَا نَقْضِهِم ﴾: أي: فعلنا بهم ما فَعَلْنَا بنقضهم.
﴿ مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ ٱللَّهِ ﴾: المعجزات.
﴿ وَقَتْلِهِمُ ٱلأَنْبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾: عندهم.
﴿ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ﴾: أوعية للعلم كما مر ومتعلق الباء فعلنا بهم ما فعلنا ﴿ بَلْ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ ﴾: رَدٌّ لما قالوا.
﴿ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾: منهم المذكور.
﴿ وَبِكُفْرِهِمْ ﴾: بعيسى عطف على نقضهم ﴿ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً ﴾: الزنا.
﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا ٱلْمَسِيحَ عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ ﴾: أي: بزعمه، أو وصفوه به استهزاءً، أو وصفه تعالى تعظيما.
﴿ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ﴾: وقع لهم التشبيه بين عيسى وشاب من أنصاره أو طيطانوس اليهودي الذي قصد قتله وذمهم به لتبجُّحِهم به، لا لقولهم هذا حسب حسبانهم.
﴿ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ ﴾: في عيسى.
﴿ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ﴾: قال بعضهم: قتلناه، وقال آخر: بل وجه وجه، وبدنه غير بدنه، وآخر: هو ابن الله رفعه إليه، وآخر: صُلِبَ النَّاشُوْتُ، ورفع اللاهوت وغير ذلك أيضاً.
﴿ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّ ﴾: هو هنا مجاز عن الشك فلا ينافي: ﴿ لَفِي شَكٍّ ﴾، أي: لكنهم يتبعون الظن.
﴿ وَمَا قَتَلُوهُ ﴾: قتلا.
﴿ يَقِيناً ﴾: كما زعموا، أو حال مؤكدة للنفي.
﴿ بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيْهِ ﴾: فإن السماء محل ظهور سلطانه.
﴿ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً ﴾: فيما دَبَّر.
﴿ وَإِن ﴾: ما أحد.
﴿ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ ﴾: بعيسى.
﴿ قَبْلَ مَوْتِهِ ﴾: أي: الكتابي عند مُعاينة ملك الموت بأنه عبد الله ورسوله، فلم ينفعه أو أهل كتاب زما نزوله يومئذٍ عند خروج الدجال فإنه يهلكه وتصير الملل واحدة وهي ملة الإسلام ويلبث أربعين سنة، ثم يموت ويصَلِّي عليه المسلمون، وروي أنه يدفن بجنب عمر -رضي الله عنه-.
﴿ وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ﴾: بكفرهم أو إيمانهم به على الثاني.
﴿ فَبِظُلْمٍ ﴾: عظيم صدر.
﴿ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ ﴾: إشارة إلى قوله: " وعلى الذين هادوا " في الأنعام. واعلم أن التحريم لأحد ثلاث: الأول: للجناية وهذا يُحرِّمه الشرعُ والعقلُ، والثاني: لغلبة ضره على نفعه وإن ظن العقل خلافه: الثالث: لكسر شهوة بعض، وإن كان نافعاً جدّاً، فيحرمه الشرع على مَنْ يستحقُّ كما نحن فيه.
﴿ وَبِصَدِّهِمْ ﴾: منعهم.
﴿ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾: صدّاً أوناساً.
﴿ كَثِيراً * وَأَخْذِهِمُ ٱلرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ ﴾: في التَّوراةِ ﴿ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ ٱلنَّاسِ بِٱلْبَاطِلِ ﴾: كالرشوة.
﴿ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ ﴾: دُوْنَ مَنْ آمن.
﴿ عَذَاباً أَلِيماً * لَّـٰكِنِ ٱلرَّاسِخُونَ ﴾: المتقون.
﴿ فِي ٱلْعِلْمِ مِنْهُمْ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ﴾: كلهم.
﴿ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيكَ ﴾: القرآن ﴿ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَٱلْمُقِيمِينَ ٱلصَّلٰوةَ ﴾: نُصِبَ مَدْحاً، لا كَمَا يُرْوى عن عائشة -رضي الله عنه-: " أَنَّه ممَّا أّخْطّأّ فيه الكُتَّابُ ".
﴿ وَٱلْمُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَٱلْمُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ أُوْلَـٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً * إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍ وَٱلنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلأَسْبَاطِ ﴾: أولادُ يعقوب.
﴿ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً ﴾: كتابه، وبضم الزَّاي جمع " زبرط بمعنى زبور، أي: أتيناهُ صُحُفاً مزبُورة، وخصَّهم بالذِّكْر لمزيد شرفهم.
﴿ وَ ﴾: أرسلنا.
﴿ رُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ ﴾: في السور المكية.
﴿ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيماً ﴾: وهو منتهى مراتب الوحي، أي: شأنك في الوحي كشأنهم إذا أعطيت كل ما أعطوا، فمعادنك كمعاندهم أَرسَلْنا.
﴿ رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ ﴾: للمطيع.
﴿ وَمُنذِرِينَ ﴾: للمعاصي.
﴿ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ ٱلرُّسُلِ ﴾: فيقولوا: ما أَرْسلت إلينا من ينبهنا.
﴿ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً ﴾: فيما أراد.
﴿ حَكِيماً ﴾: فيما دبر ولما نزل:﴿ إِنَّآ أَوْحَيْنَآ ﴾[النساء: ١٦٣]: إلى آخره، قالوا: ما نشهد لك، وهؤلاء المعاندون لا يشهدون، فنزل: ﴿ لَّـٰكِنِ ٱللَّهُ يَشْهَدُ بِمَآ أَنزَلَ إِلَيْكَ ﴾: القرآن الدال على نبوتك.
﴿ أَنزَلَهُ ﴾: ملتبساً.
﴿ بِعِلْمِهِ ﴾: معلومه مما يحتاج إليه الناس في معاشهم ومعادهم، أو بعلمه بأنك أولى بإنزاله عليك.
﴿ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ ﴾: أيضاً.
﴿ يَشْهَدُونَ ﴾: بنبوتك.
﴿ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً ﴾: بنبوتك فإنه أقام الحُجَجَ الواضحة عليها ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ قَدْ ضَلُّواْ ضَلَٰلاً بَعِيداً ﴾: عن الصواب.
﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ ﴾: مُطْلقاً أو بكتمان نبوتك وماتوا عليه، دَلَّ بقوله: ﴿ وَظَلَمُواْ ﴾ على أن الكافر مُخاطبٌ بالفُرُع.
﴿ لَمْ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً * إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ ﴾: أي: لا يدلهم إلا إليها.
﴿ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً وَكَانَ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً * يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمُ ٱلرَّسُولُ ﴾: محمد عليه الصلاة والسلام.
﴿ بِٱلْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ ﴾: إيماناً.
﴿ خَيْراً لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾ فهو غَنيٌّ عنكم ﴿ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً ﴾: بأحوالكم.
﴿ حَكِيماً ﴾: في أفعاله.
﴿ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ ﴾: النصارى أو مع اليهود.
﴿ لاَ تَغْلُواْ ﴾: لَا تجاوزوا الحَدَّ ﴿ فِي دِينِكُمْ ﴾: في عيسى بلا إفراطٍ ولا تفريطٍ، كما مَرَّ ﴿ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ ﴾: من التنزيه من نحو الولد.
﴿ إِنَّمَا ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُ ﴾: أوجده بكلمة " كُنْ " أو حجته.
﴿ أَلْقَاهَا ﴾: الكلمة.
﴿ إِلَىٰ مَرْيَمَ ﴾: وهو نفخ جبريل في جيب درعها بكلمته حتى ولجت فرجها بمنزلة لقاح الأب الأم أو المراد: نفخ جبريل أو الروح الذي يحيى به الجسد.
﴿ وَرُوحٌ ﴾: صَدَر.
﴿ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ﴾: بلا مادة.
﴿ ثَلاَثَةٌ ﴾: آلهتنا.
﴿ ٱنتَهُواْ ﴾: الله والمسيح ومريم أو الأقانيم الثلاثة، كما سيجيء.
﴿ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ ﴾: عن التثليث يكن.
﴿ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ ﴾: تنزيهاً له عَنْ.
﴿ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً ﴾: ملكاً وخلقاً، فهو غنيٌ عن ولدٍ يكون وكيلهُ ﴿ لَّن يَسْتَنكِفَ ﴾: يأنف من نكفته: نحيته.
﴿ ٱلْمَسِيحُ ﴾: من.
﴿ أَن يَكُونَ عَبْداً للَّهِ وَلاَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ٱلْمُقَرَّبُونَ ﴾: مع أنه لا أب لهم ولا أم وقوتهم فوق البشر، فكيف بضعيف له أم، فلا يلزم تفضيلهم على الأنبياء، إذ أراد بالعطف المبالغة باعتبار القوة وعدم التولد لا العظمة، أيضاً هي رَدٌّ على عَبَدة المسيح، والملك، وَإن سَلّمنا فلا يستلزم تفضيل أحد الجنسين على الآخر مطلقاً.
﴿ وَمَن يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ ﴾: والاستنكاف فوق الاستكبار لأنه هو مع أنفه، وهذا من الّلفِّ التقديري، أي: ومن يستنكف، ومن لا يستنكف.
﴿ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً ﴾: للمجازاة.
﴿ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ ﴾: أي: لا يستنكفون.
﴿ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُمْ مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسْتَنكَفُواْ ﴾ عن عبادته ﴿ وَٱسْتَكْبَرُواْ ﴾ عن الحَوْر ﴿ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً * يَا أَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمْ بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ ﴾: محمَّد عليه الصلاة والسلام.
﴿ وَأَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً ﴾: القرآن.
﴿ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱعْتَصَمُواْ بِهِ ﴾: تمسكوا بالقرآن وتوكلوا على الله.
﴿ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ ﴾: زائد على أعمالهم.
﴿ وَفَضْلٍ ﴾: إلى الله.
﴿ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ ﴾: إلى العلم والعمل والجنة.
﴿ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً ﴾: في الكلالة.
﴿ يَسْتَفْتُونَكَ ﴾: القرابة الغير البعضية.
﴿ قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي ٱلْكَلاَلَةِ ﴾: مات.
﴿ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ ﴾: ولا والد.
﴿ وَلَهُ أُخْتٌ ﴾: من الأبوين أو الأب، ومضى حكم الأميَّة.
﴿ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ ﴾: المرء.
﴿ يَرِثُهَآ ﴾: الأخت في عكسه.
﴿ إِن لَّمْ يَكُنْ لَّهَآ وَلَدٌ ﴾: ولا والد.
﴿ فَإِن كَانَتَا ٱثْنَتَيْنِ ﴾ فصاعداً.
﴿ فَلَهُمَا ٱلثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ ﴾: الأخ.
﴿ وَإِن كَانُوۤاْ إِخْوَةً ﴾: وأخوات.
﴿ رِّجَالاً وَنِسَآءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ ٱلأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ ﴾: الحق كراهة.
﴿ أَن تَضِلُّواْ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾: ومنه مصالحكم في محياكم ومماتكم - والله أعْلَمُ بالصَّواب.
Icon