تفسير سورة الأنفال

تذكرة الاريب في تفسير الغريب
تفسير سورة سورة الأنفال من كتاب تذكرة الاريب في تفسير الغريب .
لمؤلفه ابن الجوزي . المتوفي سنة 597 هـ

يسألونك عن الانفال وهي الغنائم والمعنى يسألونك عن حكمهالله والرسول أي يحكمان فيهافاتقوا الله بترك الخلاف وأصلحوا ذات بينكم أي حقيقة وصلكم
ذكر الله أي ذكرت عضمته
كما أخرجك المعنى امض لامر الله في الغنائم وان كرهوا كما مضيت في خروجك من بيتك يوم بدر وهم كارهون
يجادلونك في الحق أي في القتال يم بدر لانهم خرجوا بلا عدة فكرهوا القتال بالطبع بعدما تبين لهم انك في الحق أي في القتال يم بدر لا تفعل الا ما تؤمر
احدى الطائفتين ابو سفبان وما معه من المال وابوجهل ومن معه من قريشذات الشوكه ذات السلاح
اذ تستغيثون لما نظر النبي صلى الله عليه وسلم الى قلة أصحابه يوم بدر جعل يقول اللهم انجز لي ما وعدتني فنزلت هذه الايهمردفين وهم المتتابعون وقرأ نا فع بفتح الدال اراد فعل الله ذلك بهم أي اردف المسلمين بهم
وما جعله الله يعني المدد
رجز الشيطان وساوسه لانه وسوس اليهم قد غلبكم المشركون على الماء وانتم تزعمون انكم اولياء الله فأنزل الله المطر فشربوا وتطهرواوليربط أي ليشد على قلوبكم بالصبر
فوق الاعناق يعني الرءوسوالبنان الاطراف والمعنى اضربوا الرءوس والايدي والارجل
شاقوا جانبوا
ذلكم فذوقوه المعنى ذوقوا هذا في الدنيا
والزحف جماعة يزحفون الى عدوهم أي يدبون
وما رميت اخذ النبي صلى الله عليه وسلم كفا من حصى يوم بدر فرمى في وجوه القوم فاشتغلوا باعينهم فنزلت الاية والمعنى وما اصبت اذا رميتوليبلي المؤمنين أي لينعم عليهم نعمة عضيمة النصر
ان تستفتحوا أي تستنصروا وكان ابو جهل قال اللهم أنصر أينا أحب اليك فنزلت هذه الاية
ان شر الدواب نزلت في المنافقين
لاسمعهم أي رزقهم الفهم
لما يحييكم أي يصلح اموركم في الدارينيحول بين المرء وقلبه أي بين المؤمن والكفر وبين الكافر والايمان
لا تصيبن الذين ظلموا والمعنى انها تصيب الظالم وغيره وانما تعدت الى غير الظالم لانه ترك الانكار
اذ انتم قليل يعني المهاجرين قبل الهجرةوالارض ارض مكه والناس كفار مكهفاواكم الى المدينه وايدكم قواكمالطيبات الغنائم
لا تخونوا الله لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بني قريظة سألوه ان يصالحهم على ما صالح عليه بني النضير فأبا الا ان ينزلوا على حكم سعد بن معاذ فقالوا ارسل الينا ابا لبابه وكان اهله وولده عندهم فبعثه فاستشاروه في النزول على حكم سعد فأشار اللى حلقه أنه الذبح فأطاعوه فكانت تلك خيانة منه فنزلت هذه الايةوالامانات الفرائض
والفتنه الابتلاء وذكر الاموال والاولاد ههنا لان ابا لبابه كان له في بني قريظه مال وولد
فرقانا أي مخرجا
واذ يمكر بك لما بويع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة وامر اصحابه ان يلحقوا بالمدينه تشاورت قريش في امره فأشار بعضهم بحبسه في بيت فذلك قوله ليثبتوك وأشار بعضهم بقتله وأشار بعضهم باخراجه فنزلت هذه الاية
لو نشاء لقلنا مثل هذا هذا قول النضر بن الحارث قال ابن عباس وهو القائل اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك وفي الصحيحين من حديث انس بن مالك ان القائل لذلك ابو جهل
قوله تعالى وما كان الله معذبهم يعني المشركين وهم يستغفرون أي وفيهم من يستغفر أي قد سبق له انه يؤمن وقيل وهم يرجع الى المؤمنين الذين بينهم
وما لهم الا يعذبهم الله لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم وقع التمييز بينهم وبين المؤمنين بالهجرة قيل حينئذ وما لهم الا يعذبهم الله فعذبهم يوم بدر
الا مكاء وهو الصفير وتصدية وهو التصفيق والمعنى انهم جعلوا هذا مكان الصلاة
ينفقون أموالهم نزلت في المطعمين ببدر
ليميز اللام متعلقه بقوله الى جهنم يحشرونو الخبيث الكافر و الطيب المؤمنفيركمه فيجعل بعضهم على بعض
سنة الاولين في نصر الاولياء وتعذيب الاعداء
فتنة أي شرك
لله خمسه أربعة اخماس الغنيمه للمحاربين والخمس الخامس مقسوم على خمسة اسهم سهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف الان في المصالح وسهم لذوي القربى وهم بنو هاشم وبنو المطلب ويستحقونه بالقرابة لا بالفقر خلافا لابي حنيفة وسهم لليتامى وسهم للمساكين وسهم لابن السبيل وانما قيل لله خمسة لانه هو المتصرف فيهوما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم بدر فرق فيه بين الحق والباطل والذي انزل على عبده يومئذ يسالونك عن الانفال نزلت حين اختلفوا فيها
العدوة جانب الوادي والدنيا تأنيث الادنىوالركب اسفل أي مكانا اسفل منكمولو تواعدتم على الاجتماع على هيئة ما اجتمعتم في المكان لاختلفتم بتقدم او تأخرليقضي الله امر وهو اعزاز الاسلام واذلال الشرك
في منامك رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه ان المشركين قبل لقائهم في قلة فاخبر اصحابه بذلك فكان ذلك تثبيتا لهملفشلتهم لجبنتم ولتنازعتم أي لاختلفتم في حربهم
واذ يريكموهم اذ التقيتم قال ابن مسعود قلوا في اعيينا حتى قلت لرجل الى جانبي اتراهم سبعين فقال اراهم مائة وانما قلل المؤمنين في اعين الكفار ليقدم الكفار عليهم فبيبين النصر بوجود القتال
وتذهب ريحهم أي صولتكم وقوتكم
خرجوا من ديارهم بطرا يعني ابا جهل ومن كان معه
واني جار لكم تصور الشيطان في صورة سراقة فجشع المشركين وكان بينهم وبين بني كنانة حرب فقال انا جار لكم أي مجير منهمنكص رجع لما راى الملائكة خاف ان تقوم القيامة فنسي انظاره
اذ يقول المنافقون من اهل المدينة والذين في قلوبهم مرض قوم اسلموا بمكة فاخرجهم المشركون كرها معهم فلما راوا قلة المسلمين ارتابوا وقالوا غر هؤلاء دينهم
كداب ال فرعون أي كعادتهم والمعنى كذب هؤلاء كما كذب اولئك
والذين عاهدت منهم عاهد يهود بني قريظة الا يحاربوه فغدروا
فاما أي فان تثقفنهم أي تظفرن بهمفشرد بهم أي افعل بهم فعلا من العقوبة يتفرق به من ورائهم
فانبذ اليهم أي فالق اليهم نقضك العهد أي لتكون واياهم في العلم بالنقض سواء
سبقوا أي فاتوا وهم المنهزمون يوم بدر
من قوة وهي النبل وقيل السلاح ومن رباط الخيل وهو ربطها واقتناؤها للغزوواخرين من دونهم وهم المنافقون وقيل اليهود
وجنحوا أي مالوا للسلم وهو الصلح وهذا منسوخ باية السيف
حسبك الله ومن اتبعك أي وحسب من اتبعك
يغلبوا مائتين لفظه لفظ الخبر ومعناه الامر والمعنى يقاتلوا مائتين ثم نسخ هذا بقوله تعالىالان خفف الله عنكم ففرض على الرجل ان يثبت برجلين فان زادوا جاز له الفرار حتى يثخن أي يبالغ في قتل اعدائه وكانوا اشاروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم باخذ الفدية يوم بدر فنزلت الاية
لولا كتاب من الله سبق أي سيحل لكم الغنائم لمسككم فيما تعجلتم يوم بدر من الغنائم والفداء عذاب
فكلوا المعنى قد احللت لكم الفداء فكلوا
في قلوبكم خيرا أي اسلاما وصدقايؤتكم خيرا مما اخذ منكم من الفداء
وان يريدوا يعني الاسرى خيانتك بالكفر بعد الاسلام فقد خانوا الله من قبل بالكفر فامكن منهم المعنى ان خانوك امكنتك منهم كما امكنتك يوم بدر
والذين اووا يعني الانصاراولئك بعضهم اولياء بعض في النصرة وقيل في الميراث وكان المؤمن الذي لم يهاجر لا يرث قريبه المهاجر وذلك معنى قوله ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا ثم نسخت بقوله والوا الارحام
Icon