تفسير سورة الأنفال

تفسير الإمام مالك
تفسير سورة سورة الأنفال من كتاب تفسير الإمام مالك .
لمؤلفه مالك بن أنس . المتوفي سنة 179 هـ

الآية الأولى : قوله تعالى :﴿ يسألونك عن الأنفال ﴾ [ الأنفال : ١ ].
٤٣٤- ابن جرير : حدثني يونس، أخبرنا ابن وهب، قال : أخبرني مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن القاسم بن محمد، قال : سمعت رجلا سأل ابن عباس عن الأنفال، فقال ابن عباس : الفرس من النفل، والسلب من النفل، ثم عاد لمسألة. فقال ابن عباس : ذلك أيضا، ثم قال الرجل : الأنفال التي قال الله في كتابه ما هي ؟ قال ابن القاسم : فلم يزل يسأله حتى كاد يحرجه، فقال ابن عباس : أتدرون ما مثل هذا ؟ مثل صبيغ الذي ضربه ابن الخطاب رضي الله عنه. ١
٤٣٥- مكي : قال مالك، الأنفال من الخمس. ٢
٤٣٦-ابن العربي : قال ابن القاسم، وابن وهب عن مالك : كانت بدر في سبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان. ٣
روى ابن وهب قال : سئل مالك عن عدة المسلمين يوم بدر، فقال : كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر على عدة أصحاب طالوت.
روى أيضا ابن وهب عن مالك قال : سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عدة المسلمين يوم بدر : كم يطعمون كل يوم ؟ فقيل له : يوما عشرا ويوما تسع جزائر. فقال :( القوم ما بين الألف إلى التسعمائة ).
وروى ابن القاسم عن مالك قال : " لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أشيروا علي )، فقام أبو بكر فتكلم، ثم قعد. ثم قال :( أشيروا علي )، فقام عمر فتكلم، ثم قعد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أشيروا علي ) فقام سعد بن معاذ فقال : كأنك إيانا تريد يا رسول الله، لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى :﴿ فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ﴾٤ ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم متبعون. لو أتيت اليمن لسللنا سيوفنا واتبعناك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( خذوا مصافكم ) :
١ - جامع البيان: م٢٦ ج٩/١٧٠. وأخرجه ابن كثير في التفسير: ٢/٢٨٣، والسيوطي في الدر: ٤/٨..
٢ -الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: ٢٩٦..
٣ -أحكام القرآن لابن العربي: ٢/ ٨٣٥-٨٣٦..
٤ - سورة المائدة، آية: ٢٤..
الآية الثانية : قوله تعالى :﴿ وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ﴾ [ الأنفال : ٢ ].
٤٣٧- القاضي عياض : قال غير واحد : سمعت مالكا يقول : الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، وبعضه أفضل من بعض. قال : والله في السماء وعلمه في كل مكان. ١
قال ابن القاسم : كان مالك يقول : الإيمان يزيد، وتوقف عن النقصان، وقال : ذكر الله زيادته في غير موضع٢ فدفع الكلام في نقصانه وكف عنه.
قال مالك : أنا مؤمن والحمد لله.
قال زهير بن عباد : قلت لمالك : ما قولك في صنفين عندنا، بالشام اختلفوا في الإيمان، فقالوا يزيد وينقص ؟
قال : بئس ما قالوا.
قلت : قالوا : إنا نخاف على أنفسنا النفاق. قال : بئس ما قالوا.
قلت : فإن قالوا نحن مؤمنون إن شاء الله، قالت الأخرى الإيمان واحد، وإيمان أهل الأرض كإيمان أهل السماء ؟
قال : لا تقولوا.
قلت : نحن مؤمنون حقا ؟
قال : لا تقولوا.
قلت : فما ينبغي للطائفتين أن يقولوا ؟
قال : يقولون : نحن مؤمنون ثم يكفون عما سوى ذلك من الكلام، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ) الحديث. قال :﴿ ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا ﴾٣.
قال زهير : فقلت له : فإن الطائفتين عادت بعضها بعضا، فاسترجع وتعجب، قال لي : وقد أقام الناس يصلون إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا، ثم أمروا بالصلاة إلى البيت الحرام، فقال الله :﴿ وما كان الله ليضيع إيمانكم ﴾٤ [ البقرة : ١٤٣ ]. يعني صلاتكم إلى البيت المقدس، وإني لأذكر بهذه الآية قول المرجئة : إن الصلاة ليست من الإيمان.
١ - ترتيب المدارك: ٢/ ٤٢-٤٣. وينظر فتاوي ابن تيمية ١٣/ ٥٠-٥١..
٢ ال محمد أبو زهرة معلقا على قول الإمام مالك: "ونرى من هذا أنه كان في دراسته لحقيقة الإيمان وزيادته ونقصانه الرجل النقلي الذي يقف عند المنقول، ولا يسير وراء العقل في متاهات يضل سالكها فليس العلم عنده لشهوة العقل، ولكن لواجب الدين والعمل.
كان مالك يرى أن الإيمان ليس اعتقادا أو قولا فقط، ولكنه اعتقاد وقول وعمل، فكان يقول: الإيمان قول وعمل، ويرى أن الطاعات من الإيمان فالقيام بالصلاة من الإيمان، ويستشهد على ذلك بأن الصلاة كانت إلى بيت المقدس ثم صارت إلى بيت الله الحرام، فخشي بعض المؤمنين أن تكون صلاتهم الماضية إلى ضياع، فقال تعالى: ﴿وما كان الله ليضيع إيمانكم﴾ فدل ذلك بلفظه البين على أن الصلاة إيمان، وهي فعل، فالإيمان قول وفعل، وهكذا تجده يأخذ بظاهر اللفظ من غير تمحل لما وراء ذلك، من غير بيان من السنة المبينة للكتاب.
وإذا كان الإيمان قولا وعملا. فقد كان يزيد بالعمل، ولذلك أثر عنه أنه كان يرى زيادة الإيمان، لصريح الآيات الدالة على ذلك، لأن ذلك نتيجة منطقية لاعتباره العمل من الإيمان. وكان ينهى عن تكفير من لا يقول هذا": ١٥٤-١٥٥. مالك عصره- آراؤه وفقهه.
- من هذه المواضع: قوله تعالى: ﴿إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا﴾ [ آل عمران: ١٧٣] ﴿فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا﴾ [سورة التوبة، آية: ١٢٤]. ﴿فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون﴾ [سورة التوبة، آية: ١٢٤] ﴿وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما﴾ [سورة الأحزاب، آية: ٢٢] ﴿هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا﴾ [سورة الفتح، آية: ٤] ﴿ويزداد الذين آمنوا إيمانا لا يرتاب الذين أوتوا الكتاب﴾ [سورة المدثر، آية: ٣١]..

٣ - سورة النساء: آية: ٩٤..
٤ - سورة البقرة، آية: ١٤٣..
الآية الثالثة : قوله تعالى :﴿ وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ﴾ [ الأنفال : ٧ ].
٤٣٨- ابن العربي : قال ابن القاسم، وابن وهب عن مالك في قول الله تعالى :﴿ وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ﴾ فقال مالك : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأهل قليب١ بدر٢ من المشركين : " فقد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا ؟ قالوا : يا رسول الله، إنهم أموات أفيسمعون ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنهم ليسمعون ما أقول. ٣
قال مالك : بلغني أن جبريل عليه السلام، قال للنبي صلى الله عليه وسلم : كيف أهل بدر فيكم ؟ قال : خيارنا. فقال جبريل : إنهم كذلك فينا.
١ - القليب: البئر التي لم تطو، ويذكر ويؤنث. النهاية: ٤/٩٨. وينظر: معجم البلدان: ٧/١٥٥..
٢ - بدر: هي قرية مشهورة نسبت إلى بدر بن مخلد بن النضر بن كنانة كان نزلها، ويقال: بدر اسم البئر التي بها، سميت بذلك لاستدارتها أو لصفاء مائها فكان البدر يُرى فيها، وحكى الواقدي إنكار ذلك كله عن غير واحد من شيوخ بني غفار. وإنما هي مأوانا ومنازلنا وما ملكها أحد قط يقال له بدر. وإنما هو علم عليها كغيرها من البلاد" فتح الباري: ٢/ ٢٨٥..
٣ - أحكام القرآن لابن العربي: ٢/٨٤١-٨٤٢. وينظر الأحكام الصغرى: ١/٢٥٢-٥٢٦، والجامع: ٧/٣٧٦، وفتح الباري: ٧/٣٠١..
الآية الرابعة : قوله تعالى :﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار* ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ﴾ [ الأنفال : ١٥-١٦ ].
٤٣٩- القرطبي : قال ابن وهب : سمعت مالكا يسأل عن القوم يلقون العدو أو يكونون في محرس يحرسون فيأتيهم العدو وهم يسير، أيقاتلون أو ينصرفون، فيؤذنون أصحابهم ؟ قال : إن كانوا يقوون على قتالهم، وإلا انصرفوا إلى أصحابهم فآذنوهم. ١
١ - الجامع: ٧/٣٨١-٣٨٢..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥:الآية الرابعة : قوله تعالى :﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار* ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ﴾ [ الأنفال : ١٥-١٦ ].

٤٣٩-
القرطبي : قال ابن وهب : سمعت مالكا يسأل عن القوم يلقون العدو أو يكونون في محرس يحرسون فيأتيهم العدو وهم يسير، أيقاتلون أو ينصرفون، فيؤذنون أصحابهم ؟ قال : إن كانوا يقوون على قتالهم، وإلا انصرفوا إلى أصحابهم فآذنوهم. ١
١ - الجامع: ٧/٣٨١-٣٨٢..

الآية الخامسة : قوله تعالى :﴿ وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ﴾ [ الأنفال : ١٧ ].
٤٤٠- ابن العربي : روى ابن وهب، قال : أخبرني مالك في قوله :﴿ وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ﴾ هذا في حصب١ رسول الله المشركين يوم حنين٢ قال مالك : ولم يبق في ذلك اليوم أحد إلا وقد أصابه ذلك، وذكر ما قالت له أم سليم٣. ٤
١ - حصب رسول الله: رميه بالحصباء، والحصباء: هو الحصى الصغير. النهاية: ١/٣٩٣-٣٩٤..
٢ - حنين: قيل هو واد قبل الطائف، وقيل: واد يجنب ذي المجاز معجم البلدان: ٣/٣٥٤..
٣ - ذكر ابن رشد في البيان والتحصيل ما قالت أم سليم، قال: "قال مالك: وقالت له أم سليم ذلك اليوم من يا رسول الله يضرب رقاب هؤلاء المهزمين؟ وهي قابضة بعنان بغلته، قال: أو يأتي الله عز وجل يا أم سليم بخير من ذلك؟ قال مالك: وكانت عائشة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق": ١٧/٥٣٩..
٤ -أحكام القرآن لابن العربي: ٢/ ٨٤٤. وزاد ابن العربي قائلا: "وكذلك روى عنه ابن القاسم أيضا". وعلق محمد بن رشد على قول مالك، في البيان والتحصيل قائلا: "قول مالك رحمه الله في قول الله عز وجل ﴿وما رميت إذ رميت، ولكن الله رمى﴾ إن ذلك في حصب رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين يوم حنين صحيح لا اختلاف فيه من أهل العلم والتفسير: ١٧/٥٣٩.
وينظر الأحكام الصغرى: ١/٥٢٧، والجامع: ٧/٣٨٤..

الآية السادسة : قوله تعالى :﴿ يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول ﴾ [ الأنفال : ٢٤ ].
٤٤١- الثعالبي : روى مالك بن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، دعا أبي بن كعب وهو في الصلاة فلم يجبه وأسرع في بقية صلاته فلما فرغ جاء فقاله له النبي صلى الله عليه وسلم : ألم يقل الله عز وجل :﴿ يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول دعاكم لما يحييكم ﴾ قال أبي : لا جرم يا رسول الله، لا تدعوني أبدا إلا أجبتك. ١
١ - الجواهر الحسان: ٢/٩١..
الآية السابعة : قوله تعالى :﴿ واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ﴾ [ الأنفال : ٢٥ ].
٤٤٢- القرطبي : روى ابن وهب عن مالك أنه قال : تهجر الأرض التي يصنع فيها المنكر جهارا ولا يستقر فيها. واحتج بصنيع أبي الدرداء في خروجه عن أرض معاوية حين أعلن الربا فأجاز بيع سقاية الذهب بأكثر من وزنها. ١
٤٤٣- يحيى : عن مالك أنه بلغه أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( نعم إذا كثر الخبث ). ٢
١ - الجامع: ٧/ ٣٩٢..
٢ -الموطأ: ٢/٩٩١ كتاب الكلام باب ما جاء في عزاب العامة بعمل الخاصة..
الآية الثامنة : قوله تعالى :﴿ يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ﴾ [ الأنفال : ٢٩ ].
٤٤٤- ابن العربي : قال ابن وهب : سألت مالكا عن قول الله :﴿ يجعل لكم فرقانا ﴾ قال : مخرجا. ثم قرأ :﴿ ومن يتق الله يجعل له مخرجا* ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ﴾١. ٢
وقال ابن القاسم : سألت مالكا عن قوله :﴿ إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ﴾ قال : يعني مخرجا.
قال أشهب : سألت مالكا عنها فذكر معنى ما تقدم.
٤٤٥- القاضي عياض : قال مالك : من شأن ابن آدم أن لا يعلم، ثم يعلم، أما سمعت قول الله تعالى :﴿ إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ﴾. ٣
١ - سورة الطلاق، الآيتان: ٢- ٣..
٢ -أحكام القرآن لابن العربي: ٢/ ٨٥٠. وينظر: الأحكام الصغرى: ١/٥٣١، والجامع: ٧/ ٣٩٦، وفتح القدير: ٢/٣٠٢، وتفسير عبد الله بن وهب: ٢/١٣٨.
قال محمد بن رشد في البيان والتحصيل، معلقا على تفسير الإمام مالك: "فسر مالك رحمه الله إحدى الآيتين بالأخرى فقال: معنى فرقانا في الآية الواحدة، معنى مخرجا في الآية الثانية" ١٧/٣٩٤..

٣ - ترتيب المدارك: ٢/ ٦٢. وينظر: الموافقات: ٤/٩٧..
الآية التاسعة : قوله تعالى :﴿ قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ﴾ [ الأنفال : ٣٨ ].
٤٤٦- ابن العربي : قال ابن القاسم، وأشهب، عن مالك في هذه الآية : من طلق في الشرك ثم أسلم فلا طلاق له، وكذلك من حلف فأسلم فلا حنث عليه، وكذلك من وجب عليه مثل هذه الأشياء ثم أسلم فذلك مغفور له. ١
فأما من افترى على مسلم ثم أسلم، أو سرق ثم أسلم، أقيم عليه الحد للفرية والسرقة، ولو زنى وأسلم، أو اغتصب مسلمة، ثم أسلم لسقط عنه الحد.
وروى أشهب عن مالك : إنما يعني عز وجل، ما قد مضى قبل الإسلام من مال أو دم أو شيء.
٤٤٧- السيوطي : أخرج ابن أبي حاتم عن مالك بن أنس رضي الله عنه قال : لا يؤخذ الكافر بشيء صنعه في كفره إذا أسلم، وذلك أن الله تعالى يقول :﴿ قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ﴾. ٢
١ - أحكام القرآن لابن العربي: ٢/ ٨٥٣. وعلق عليه ابن العربي قائلا: "وهذا هو الصواب، لما قدمنا من عموم قوله: ﴿إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف﴾ وقوله: ﴿الإسلام يهدم ما قبله﴾. ينظر: الأحكام الصغرى: ١/٥٣٣، والجامع: ٧/٤٠٢..
٢ -الدر: ٤/٦٤. وينظر: روح المعاني: ٣ج٩/٢٠٦، وفيه: أخرج ابن أبي حاتم، عن طريق ابن وهب، عن مالك قال: وانظر: كتاب المحاربة من موطأ ابن وهب، ص: ٨٣..
الآية العاشرة : قوله تعالى :﴿ واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ﴾ [ الأنفال : ٤١ ].
٤٤٨- ابن العربي : روى ابن القاسم، وأشهب، وعبد الملك، عن مالك : أن الفيء والخمس يجعلان في بيت المال، ويعطي الإمام قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم منهما. ١
وروى ابن القاسم، عن مالك : أن الفيء والخمس واحد. وروى داود بن سعيد عن مالك عن عمه عن عمر بن عبد العزيز أن القرابة لا يعطون منه إلا الفقراء، وقاله مالك.
١ -أحكام القرآن لابن العربي: ٢/٨٥٧. قال ابن العربي معقبا: احتج مالك بأن ذلك جل لهم- القرابة- عوضا عن الصدقة". وقال أيضا: "قال مالك: إذا أرسل الإمام أحدا في مصلحة الجيش فإنه يشرك في غنم بسهمه قاله ابن وهب، وابن نافع عن مالك. وقال أيضا: لا يسهم للعبد، ولا للكافر يكون في الجيش": ٢/ ٨٦٤ وينظر: الأحكام الصغرى: ١/٥٣٥. والجامع: ٨/ ١٨-١٩، وتفسير ابن كثير: ٢/ ٣١٣..
الآية الحادية عشرة : قوله تعالى :﴿ فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب ﴾ [ الأنفال : ٤٨ ].
٤٤٩- ابن جرير : حدثنا أحمد بن الفرج، قال : حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون، قال : حدثنا مالك، عن إبراهيم بن أبي عبلة عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( ما رئي إبليس يوما هو فيه أصغر ولا أحقر ولا أدحر ولا أغيظ من يوم عرفة، وذلك مما يرى من تنزيل الرحمة والعفو عن الذنوب إلا ما رأى يوم بدر ". قالوا : يا رسول الله، وما رأى يوم بدر ؟ قال :( أما إنه رأى جبريل يزع الملائكة ). ١
١ -جامع البيان: م٦ ج ١٠/١٩..
الآية الثانية عشرة : قوله تعالى :﴿ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ﴾ [ الأنفال : ٦٠ ].
٤٥٠- ابن العربي : قال ابن القاسم، ابن عبد الحكم، عن مالك : قال الله :﴿ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ﴾ فأرى البراذين من الخيل، إذا أجازها الوالي. ١
١ - أحكام القرآن لابن العربي: ٢/ ٨٧٥. وينظر: الأحكام الصغرى: ١/٥٤٣. وقال الباجي في المنتقى عند شرحه لهذا الحديث: "ذهب مالك رحمه الله في قوله هذا إلى أحد معنيين أحدهما أن اسم الخيل واقع على جميعها، وإن افترقت في أنواعها، فمنها العراب ومنها الهجن، والمعنى أن يريد أنها من الخيل أي أن حكمهما، وإن لم يكن اسم الخيل، يتناولها": ٣/١٩٦-١٩٧..
الآية الثالثة عشرة : قوله تعالى :﴿ وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ﴾ [ الأنفال : ٦١ ].
٤٥١- القرطبي : قال ابن حبيب عن مالك رضي الله عنه : تجوز مهادنة المشركين السنة والسنتين والثلاث. ١
١ - الجامع: ٨/٤١..
الآية الرابعة عشرة : قوله تعالى :﴿ الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين ﴾ [ الأنفال : ٦٦ ].
٤٥٢- ابن العربي : قال أشهب : قال مالك : قال الله تعالى :﴿ الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين ﴾ فكان كل رجل باثنين. ١
١ - أحكام القرآن لابن العربي: ٢/٨٧٨. وينظر: الأحكام الصغرى: ١/٥٤٥، والبيان والتحصيل لابن رشد: ٢/ ٥٦٤، وفيه أيضا: "سئل مالك عن القوم يكونون في الغزو فيبعث السرية القليلة نحوا من عشرين أو ثلاثين. فيلقون أضعافهم من العدو، فيكثرون عليهم، فيريدون أن ينحازوا إلى أصحابهم، أترى لهم في ذلك سعة؟ قال: نعم- وتأويل كتاب الله: ﴿الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا﴾ قيل له: أفترى ذلك واسعا لهم فيما بينهم وبين ما في القرآن؟ قال: نعم": ١٧/٣٠. وينظر: أحكام القرآن لابن العربي: ٢/٨٧٨..
الآية الخامسة عشرة : قوله تعالى :﴿ ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ﴾ [ الأنفال : ٦٧ ].
٤٥٣- ابن العربي : قال ابن وهب، وابن القاسم، عن مالك : كان ببدر أسارى مشركون، فأنزل الله :﴿ ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ﴾ وكانوا يومئذ مشركين، وفادوا ورجعوا، ولو كانوا مسلمين لأنابوا ولم يرجعوا، وكان عدة من قتل أربعة وأربعين رجلا، ومثلهم أسرى، وكان الشهداء قليلا. ١
١ -أحكام القرآن لابن العربي: ٢/٨٨١. وعقب ابن العربي على رأي مالك قائلا: وإنما قال مالك: وكانوا مشركين، ولو كانوا مسلمين لأقاموا ولم يرجعوا، لأن المفسرين رووا أن العباس قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إني مسلم. وفي رواية لهم: أن الأسرى قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: آمنا بك وبما جئت به ولننصحن لك على قومنا، فنزلت ﴿يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى﴾. قال العباس: افتديت بأربعين أوقية، وقد أتاني الله أربعين عبدا، وإني لأرجو المغفرة. وهذا كله ضعفه مالك، واحتج على إبطاله بما ذكر من رجوعهم إلى موضعهم، وزيادة عليه أنهم غازوه يوم أحد" ينظر: الأحكام الصغرى: ١/٤٥٤، والبيان والتحصيل: ١٧/٥٣٢، والجامع: ٨/٤٩..
الآية السادسة عشرة : قوله تعالى :﴿ ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا ﴾ [ الأنفال : ٧٢ ].
٤٥٤- ابن رشد : سئل مالك عن النصراني يسلم، وله أخت نصرانية فتريد التزويج أيزوجها أخوها هذا المسلم ؟ قال : أمن نساء أهل الجزية هي ؟ قالوا : نعم، قال : لا يزوجها قال الله تعالى :﴿ ما لكم من ولايتهم من شيء ﴾. وسئل عن المسلم هل يعقد نكاح ابنته النصرانية ؟ قال : يعقد نكاحها إذا زوجها مسلما، وإن أراد نكاحها نصراني لم يل عقد نكاحها وكان ذلك إلى أهل دينها ليس لأبيها من ولايتها شيء لقول الله تبارك وتعالى :﴿ ما لكم من ولايتهم من شيء ﴾. ١
٤٥٥- ابن أبي زيد : من المجموعة، قال ابن القاسم، عن مالك : ولا يعزى المسلم بأبيه الكافر، يقول الله تعالى :﴿ ما لكم من ولايتهم من شيء ﴾. ٢
١ - البيان والتحصيل: ٤/٢٩٣، وكذا: ٥/٦٦..
٢ -النوادر والزيادات: ١/٦٦٢..
الآية السابعة عشرة : قوله تعالى :﴿ وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض ﴾ [ الأنفال : ٧٥ ].
٤٥٦- ابن عطية : قال مالك رحمه الله : إن الآية ليست في المواريث. ١
١ -المحرر: ٨/١٢٣، وزاد ابن عطية قائلا: "وهذا فرار عن ثوريت الخال والعمة ونحو ذلك"، ينظر: الجواهر الحسان: ٢/١١٤..
Icon