تفسير سورة التوبة

جهود ابن عبد البر في التفسير
تفسير سورة سورة التوبة من كتاب جهود ابن عبد البر في التفسير .
لمؤلفه ابن عبد البر . المتوفي سنة 463 هـ
٢٣٨- روي عن حذيفة وغيره، قالوا : لم يعبدوهم من دون الله ولكنهم أحلوا لهم وحرموا عليهم فاتبعوهم١.
وقال عدي بن حاتم، أتيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وفي عنقي صليب، فقال لي :( يا عدي ألق هذا الوثن من عنقك )، وانتهيت إليه وهو يقرأ سورة براءة حتى أتى على هذه الآية :﴿ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ﴾، قال : قلت يا رسول الله إنا لم نتخذهم أربابا. قال :( بلى، أليس يحلون لكم ما حرم عليكم فتحلونه، ويحرمون عليكم ما أحل الله لكم فتحرمونه )، فقلت بلى، فقال :( تلك عبادتهم )٢. ( جامع بيان العلم وفضله : ٢/١٣٣ )
١ - انظر جامع البيان: ١٠/١١٤-١١٥..
٢ - أخرجه الترمذي في التفسير، سورة التوبة: ٣١: ٤/٣٤٢..
٢٣٩- مالك، عن عبد الله بن دينار ؛ أنه قال : سمعت عبد الله بن عمر وهو يسأل عن الكنز ما هو ؟ هو المال الذي لا تؤدى منه الزكاة١.
قال أبو عمر : سؤال السائل لعبد الله بن عمر عن الكنز ما هو ؟ إنما كان سؤالا عن معنى قول الله تعالى :﴿ والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم( ٣٤ ) يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ﴾.
وكان أبو ذر يقول : بشر أصحاب الكنوز بكي في الجباه، وكي في الجنوب، وكي في الظهور٢.
واختلف العلماء في الكنز المذكور في هذه الآية ومعناه، فجمهورهم على ما قاله ابن عمر، وعليه جماعة فقهاء الأمصار.
وأما الكنز في كلام العرب فهو المال المجتمع المخزون فوق الأرض كان أو تحتها. هذا معنى ما ذكره صاحب " العين " ٣ وغيره، ولكن الاسم الشرعي قاض على الاسم اللغوي٤. ( س : ٩/١١٩-١٢٢ )
١ - الموطأ، كتاب الزكاة، باب ما جاء في الكنز: ١٥٦..
٢ - انظر جامع البيان: ١٠/١٢٣..
٣ - انظر مادة "كنز" : ٥/٣٢١-٣٢٢.
٤ - قال ابن العربي: فنحن لا نقول: إن الشرع غير اللغة. وإنما نقول: إنه تصرف فيها تصرفها في نفسها بتخصيص بعض مسمياتها، وقصر بعض متناولاتها للأسماء، كالقارورة والدابة في بعض العقار والدواب. أحكام القرآن: ٢/٩٢٨..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٤:٢٣٩- مالك، عن عبد الله بن دينار ؛ أنه قال : سمعت عبد الله بن عمر وهو يسأل عن الكنز ما هو ؟ هو المال الذي لا تؤدى منه الزكاة١.
قال أبو عمر : سؤال السائل لعبد الله بن عمر عن الكنز ما هو ؟ إنما كان سؤالا عن معنى قول الله تعالى :﴿ والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم( ٣٤ ) يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ﴾.
وكان أبو ذر يقول : بشر أصحاب الكنوز بكي في الجباه، وكي في الجنوب، وكي في الظهور٢.
واختلف العلماء في الكنز المذكور في هذه الآية ومعناه، فجمهورهم على ما قاله ابن عمر، وعليه جماعة فقهاء الأمصار.
وأما الكنز في كلام العرب فهو المال المجتمع المخزون فوق الأرض كان أو تحتها. هذا معنى ما ذكره صاحب " العين " ٣ وغيره، ولكن الاسم الشرعي قاض على الاسم اللغوي٤. ( س : ٩/١١٩-١٢٢ )
١ - الموطأ، كتاب الزكاة، باب ما جاء في الكنز: ١٥٦..
٢ - انظر جامع البيان: ١٠/١٢٣..
٣ - انظر مادة "كنز" : ٥/٣٢١-٣٢٢.
٤ - قال ابن العربي: فنحن لا نقول: إن الشرع غير اللغة. وإنما نقول: إنه تصرف فيها تصرفها في نفسها بتخصيص بعض مسمياتها، وقصر بعض متناولاتها للأسماء، كالقارورة والدابة في بعض العقار والدواب. أحكام القرآن: ٢/٩٢٨..

٢٤٠- قال أبو عمر : قال الله- عز وجل- :﴿ انفروا خفافا وثقالا ﴾-الآية، يعني شبابا وشيوخا. وقال :﴿ ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض ﴾- الآية، إلى قوله :﴿ يعذبكم عذابا أليما ﴾١، فثبت فرضه٢، إلا أنه على الكفاية، لقول الله- عز وجل :﴿ وما كان المؤمنون لينفروا كافة ﴾٣، وعلى هذا جمهور العلماء. ( ت : ١٨/٣٠٤ )
١ -سورة التوبة: ٣٨-٣٩..
٢ - أي الجهاد..
٣ - سورة التوبة: ١٢٣..
٢٤١- كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لا يكاد يخرج غازيا إلا ورى١ بغيره، إلا غزوة تبوك، فإنه بينها للناس لبعد المسافة ونفقة المال والشقة وقوة العدو المقصود إليه، فتأخر الجد بن قيس٢ من بني سلمة، وكان متهما بالنفاق فاستأذن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في البقاء. وهو غني قوي، فأذن له وأعرض عنه. فنزلت فيه :﴿ ومنهم من يقول إيذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ﴾. ( الدرر : ٢٥٣. وانظر الاستيعاب : ١/٢٦٦ )
١ - من وريت الشيء وواريته، إذا أخفيته، اللسان، مادة "ورى": ١٨/٣٨٩..
٢ - هو الجد بن قيس بن صخرين خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن تميم بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي. يكنى أبا عبد الله، كان ممن يغمص عليه النفاق من أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم. انظر الاستيعاب: ١/٢٦٦..
٢٤٢- ليس لأحد أن يعطي من زكاة ماله لغير من سمى الله تعالى في كتابه في قوله- عز وجل- :﴿ إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله ﴾، وقد سقط منها حق المؤلفة قلوبهم، لأن الله تعالى قد أغنى الإسلام وأهله عن أن يتألف عليه اليوم أحد، ولو اضطر الإمام في وقت من الأوقات، أن يتألف كافرا يرجى نفعه وتخشى شوكته، جاز أن يعطى من أموال الصدقات، ويسقط " العاملون " لمن فرقها عن نفسه.
وأما " الفقراء والمساكين " فليس في الفرق بينهما نص، ومذهبه١ يدل على أنهما عنده سواء بمعنى واحد ؛ وهم الذين يملك أحدهم ما لا يكفيه، ولا يقوم بمؤونته. وقيل : الفقير أشد حالا من المسكين، وقيل : المسكين أشد فقرا٢.
و " العاملون عليها " السعاة على الصدقات وجباتها، يدفع إليهم منها أجرة معلومة. قدر عملهم، ولا يستأجرون بجزء منها، للجهالة بقدره.
﴿ وفي الرقاب ﴾ : معناه في عتق الرقاب، فيجوز للإمام أن يشتري رقابا من مال الصدقة، ويكون ولاؤهم لجماعة المسلمين، وإن اشتراهم صاحب الزكاة وأعتقهم، جاز له، هذا تحصيل مذهب مالك. وقد روي عن مالك من رواية المدنيين وزياد عنه، أنه يعان منه المكاتب٣ في أخذ كتابته بما له، وعلى هذا أكثر العلماء في تأويل قول الله عز وجل :﴿ وفي الرقاب ﴾.
وأما ﴿ الغارمون ﴾ فهم الذين عليهم من الدين مثل ما بأيديهم من المال، أو أكثر، وهم ممن قد أدان في واجب، أو مباح، فإن كان كذلك جاز أن يعطوا من الصدقة ما يقضون به ديونهم أو بعضها، فإن لم يكن لهم أموال فهم فقراء غارمون يستحقون الأخذ بالوصفين جميعا إلا أنهم ليسوا عندنا بذوي سهمين ؛ لأن الصدقات عندنا ليست مقسومة سهاما ثمانية وغيرها، وإنما المعنى في الآية إعلام من تجوز له الصدقة، فمن وضعها في صنف من الأصناف التي ذكر الله- عز وجل- أجزأه.
وأما قوله- عز وجل- :﴿ وفي سبيل الله ﴾، فهم الغزاة وموضع الرباط، يعطون ما ينفقون في غزوهم، كانوا أغنياء أو فقراء. وهو قول أكثر العلماء، وهو تحصيل مذهب مالك- رحمه الله-، وقال ابن عمر : هم الحجاج والعمار.
﴿ وابن السبيل ﴾، كل من قطع به في سبيل بر أو سبيل سياحة، وسواء كان غنيا أو فقيرا ببلده، إذا قطع به بغير بلده دفع إليه من الصدقة ما يكفيه ويبلغه ويحل ذلك إليه، وليس عليه صرفه في وجوه الصدقة إذا عاد إلى بلده.
فهذه وجوه الصدقات المفروضات : وهي الزكاة، لا تعطى إلا لهؤلاء، ولا يجوز العدول عن جميعهم، وهم سبعة أصناف لسقوط المؤلفة، فإن فرقها صاحبها فستة أصناف، فإن قسمها عليهم، وسوى بينهم فيها كان حسنا، جائز أن يفضل منها صنف على صنف كما يجوز تفضيل شخص من الفقراء على شخص، وإن وضعها في صنف واحد غير العاملين عليها أجزاء. ( الكافي : ١١٣-١١٥. وانظر س : ٩/١٩٦-٢٢٣ )
١ - أي : الإمام مالك..
٢ - قال ابن العربي: وأما الفقراء والمساكين، فالصحيح أنهم صنفان: ولا نبالي بما قال الناس فيهما، وهاأنا ذا أريحكم منه بعون الله؛ فإن قال قائل بأن الفقير من له شيء، والمسكين من لا شيء له، أو بعكسه، فإن من لا شيء له هو المقدم على من له شيء. فهذا المعنى ساقط لا فائدة فيه.
وأما إن قلنا: إن الفقير هو الذي لا يسأل، والمسكين هو الذي يسأل، فالذي لا يسأل أولى؛ لأن السائل أقرب إلى التفطن والغنى، والعلم به ممن لا يسأل، ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا خلاف أن الزمن مقدم على الصحيح وأن المحتاج مقدم على سائر الناس، وأن المسلم مقدم على الكتابي. وقد سقط اعتبار الهجرة والتقرب بذهاب زمانهما، فلا معنى للاحتجاج على ذلك كله، والحمد لله الذي من بالمعرفة وكفانا المؤنة. أحكام القرآن: ٢/٩٧١..

٣ - الكتابة شراء العبد نفسه من سيده، بمال يكسبه العبد، فالسيد كالبائع والعبد كالمشتري وهو المكاتب. انظر القوانين الفقهية: ٣٢٦..
٢٤٣- النسيان في لسان العرب يكون الترك عمدا، ويكون ضد الذكر، قال الله تعالى :﴿ نسوا الله فنسيهم ﴾، أي تركوا طاعة الله تعالى والإيمان بما جاء به رسوله فتركهم الله من رحمته. وهذا مما لا خلاف فيه، ولا يجهله من له أقل علم بتأويل القرآن. ( س : ١/٢٠٠ )
٢٤٤- قيل : إن ثعلبة بن حاطب١ هو الذي نزلت فيه :﴿ ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ﴾-الآيات، إذ منع الزكاة –والله أعلم-. وما جاء فيمن شهد بدرا يعارضه قوله تعالى :﴿ فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه ﴾٢ –الآية، ولعل قول من قال في ثعلبة إنه مانع الزكاة الذي نزلت فيه الآية غير صحيح، والله أعلم. ( الدرر : ١٢٧ )
٢٤٥- ذكر سنيد، قال : حدثنا معمر بن سليمان عن كهمس٣، عن سعيد بن ثابت في قوله :﴿ ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله لنصدقن ﴾-الآية، قال : إنما كان شيئا نووه في أنفسهم ولم يتكلموا به، ألم تسمع إلى قوله :﴿ أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب ﴾٤. ( ت : ١١/١٩٤. وكذا في س : ١٠/٣٠٥ )
١ - هو ثعلبة بن حاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف، أخى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بين ثعلبة بن حاطب هذا وبين معتب بن عوف بن الحمراء. شهد بدرا، وأحدا، وهو مانع الصدقة فيما قال قتادة، وسعيد بن جبير، وتوفي في خلافة عمر رضي الله عنه، وقيل في خلافة عثمان رضي الله عنه، الاستيعاب: ١/٢٠٩-٢١٠..
٢ - سورة التوبة: ٧٨..
٣ - هو ابن الحسن التميمي، الحنفي، البصري العابدن أبو الحسن، من كبار الثقات، حدث عن أبي الطفيل، وعبد الله بن بريدة، والحسن البصري وجماعة، وعنه ابن المبارك، ويحيى بن سعيد القطان، ووكيع وغيرهم. توفي سنة ١٤٩هـ انظر سير أعلام النبلاء: ٦/٣١٦-٣١٧..
٤ - سورة التوبة: ٧٩..
٢٤٦- روي عن ابن عباس، والربيع بن أنس، وغيرهم١ في قوله عز وجل :﴿ والذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات ﴾-الآية، أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حض على الصدقة يوما. فأتى عبد الرحمان بن عوف بنصف ماله أربعة آلاف درهم وأربعمائة دينار، وأتى عاصم بن عدي بمائة وسق تمر، فلمزهما المنافقون وقالوا : هذا رياء، فنزلت :﴿ الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم ﴾٢. ( الاستيعاب : ٤/١٧١٧-١٧١٨ )
١ - المقروض أن تكون "غيرهما" تبعا للسياق..
٢ - انظر جامع البيان: ١٠/١٩-١٩٥..
٢٤٧- قال أبو عمر : أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن بن يحيى، قال : حدثنا أحمد بن سلمان بن الحسن، قال : حدثنا عبد الله بن حنبل، قال : حدثني أبي ح١، وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان، قال : حدثنا قاسم بن أصبغن قال : حدثنا أحمد بن زهير، قال : حدثنا أحمد بن حنبل، قال : حدثنا هشيم، قال : حدثنا أشعت، أخبرنا ابن سيرين في قوله- عز وجل- :﴿ والسابقون الأولون ﴾، قال : هم الذين صلوا القبلتين، وقال أحمد بن زهير : قلت لسعيد بن المسيب، ما الفرق بين المهاجرين الأولين والآخرين ؟ قال : هم الذين صلوا القبلتين.
وبهذين الإسنادين عن أحمد بن حنبل قال : وحدثنا هشيم عن إسماعيل ومطرف عن الشعبي، قال : هم الذين بايعوا بيعة الرضوان٢. ( المصدر السابق : ١/٣٩٢ )
١ - هذا يعني في اصطلاح المحدثين الانتقال من إسناد إلى آخر عندما يكون للحديث الواحد أكثر من إسناد. انظر علوم الحديث لابن الصلاح: ١٨١..
٢ - أخرجه ابن جرير بسنده إلى الشعبي. انظر جامع البيان: ١١/٧..
٢٤٨- روي عن ابن عباس من وجوه في قول الله تعالى :﴿ وءاخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ﴾-الآية، أنها نزلت في أبي لبابة ونفر معه سبعة أو ثمانية، أو تسعة سواء، تخلفوا عن غزوة تبوك ثم ندموا وتابوا وربطوا أنفسهم بالسواري، فكان علمهم الصالح : توبتهم وعملهم السيئ : تخلفهم عن الغزو مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم١.
قال أبو عمر : قد قيل إن الذنب الذي أتاه أبو لبابة، كان إشارته إلى حلفائه من بني قريظة أنه الذبح إن نزلتم على حكم سعد بن معاذ، وأشار إلى حلقه، فنزلت فيه :﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم ﴾٢، ثم تاب الله عليه، فقال : يا رسول الله، إن من توبتي أن أهجر دار قومي وأنخلع من مالي، فقال له رسول الله –صلى الله عليه وسلم- :( يجزيك من ذلك الثلث )٣. ( المصدر السابق : ٤/١٧٤١ )
١ - انظر النص: ٢٣٤..
٢ - سورة الأنفال: ٢٧..
٣ - أخرجه الإمام مالك في النذور والأيمان. باب جامع الأيمان: ٢٩٩..
٢٤٩- الصدقة : الزكاة المعروفة- وهي الصدقة المفروضة، سماها الله صدقة وسماها زكاة، قال :﴿ خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ﴾، وقال :﴿ إنما الصدقات للفقراء والمساكين ﴾١-الآية، يعني الزكوات، وقال :﴿ وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ﴾٢، وقال :﴿ الذين لا يؤتون الزكاة ﴾٣ فهي الصدقة وهي الزكاة، وهذا ما لا تنازع فيه ولا اختلاف. ( ت : ٢٠/١٣٧. وكذا في س : ٩/١٤ )
٢٥٠- قال أبو عمر : الأحاديث المروية في الذين يكنزون الذهب والفضة منسوخة بقوله –عز وجل- :﴿ خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ﴾، قال ذلك جماعة من العلماء بتأويل القرآن، منهم : أبو عمر حفص بن عمر الضرير٤ وغيره. ( س : ٩/١٢٨-١٢٩ )
١ - سورة التوبة: ٦٠..
٢ - سورة البقرة: ٤٢ و٨٢ و١٠٩. والنساء: ٧٦. والنور: ٥٤. والمزمل: ١٨..
٣ - سورة فصلت: ٦..
٤ - هو حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان بن عدي بن صهبان، نزيل سامراء إمام القراء وشيخ الناس في زمانه، أول من جمع القراءات، قرأ على إسماعيل بن جعفر عن نافع، وروى عنه ابن ماجة، وأبو حاتم وغيرهما، له من التصانيف "أحكام القرآن" و"السنن"، و"ما اتفقت ألفاظه ومعانيه في القرآن"، و"فضائل القرآن"، توفي سنة ٢٤٦. انظر طبقات المفسرين للداودي: ١/١٦٥-١٦٦..
٢٥١- قال أبو عمر : اختلف في الفئة الذين بنوا مسجد الضرار بقباء، وفي الذين بنوا المسجد الذي أسس على التقوى فيه إن كان هو ذلك، فذكر معمر، عن أيوب١، عن سعيد بن جبير، في قوله :﴿ الذين اتخذوا مسجدا ضرارا ﴾-الآية، قال : هم حي من الأنصار يقال لهم بنو غنم، قال : والذين بنوا المسجد الذي أسس على التقوى بنو عمرو ابن عوف.
وقال ابن جريج : بنو عمرو بن عوف استأذنوا النبي- صلى الله عليه وسلم- في بنيانه، فأذن لهم، ففرغوا منه يوم الجمعة، فصلوا فيه يوم الجمعة، ويوم السبت، ويوم الأحد، وانهار يوم الاثنين في نار جهنم.
قال أبو عمر : كلام ابن جريج لا أدري ما هو ؟ والذي انهار في نار جهنم مسجد المنافقين، لا يختلف العلماء في ذلك، ولست أدري أبنو عمرو بن عوف هم، أم بنو غنم٢. وقول سعيد بن جبير في هذا مخالف لما قال ابن جريج، وسعيد بن جبير أجل. ومعلوم أن المسجد الذي كان يأتيه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بقباء، ليس المسجد الذي انهار في نار جهنم.
وأما قوله عز وجل :﴿ في نار جهنم ﴾، فإن أهل التفسير٣ قالوا : إنه كان يحفر ذلك الموضع الذي انهار فيخرج منه دخان. وقال بعضهم : كان الرجل يدخل فيه سعفة من سعف النخل فيخرجها سوداء محترقة، وروى عاصم بن أبي النجود، عن زرين حبيش عن ابن مسعود أنه قال : جهنم في الأرض، ثم تلا :﴿ فانهار به في جهنم ﴾.
قال أبو عمر : لا يختلفون أن مسجد الضرار بقباء، واختلفوا في المسجد الذي أسس على التقوى، وقد روي عن النبي – صلى الله عليه وسلم- في المسجد الذي أسس على التقوى أنه مسجده٤- صلى الله عليه وسلم- وهو أثبت من جهة الإسناد عنه من قول من قال : إنه مسجد قباء. وجائز أن يكونا جميعا أسسا على تقوى الله ورضوان، بل معلوم أن ذلك كان كذلك إن شاء الله. ( س : ١٣/٢٦٦-٢٦٨ )
٢٥٢- ذكر وكيع، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، قال : أحدث قوم من أهل قباء الوضوء، وضوء الاستنجاء، فأنزل الله فيهم :﴿ وفيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ﴾٥. ( ت : ١٣/٢٦٣-٢٦٤ )
٢٥٣- قال الشعبي : لما نزلت :﴿ فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ﴾، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- :( يا أهل قباء ما هذا الثناء الذي أثنى الله عليكم )٦ قالوا : ما منا أحد إلا وهو يستنجي في الخلاء بالماء.
ولا خلاف أن قوله تعالى :﴿ يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ﴾، نزلت في أهل قباء لاستنجائهم بالماء ( س : ٢/٥٥ )
٢٥٤- حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المومن، قال : حدثنا محمد بن بكر الثمار، قال : حدثنا أبو داود، قال : حدثنا محمد بن العلاء، قال : حدثنا معاوية بن هشام، عن يونس بن الحارث، عن إبراهيم بن أبي ميمونة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال :( نزلت هذه الآية في أهل قباء ) ﴿ فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ﴾، قال :( وكانوا يستنجون بالماء )٧. ( ت : ١١/٢١-٢٢ )
١ - هو الإمام الحافظ، سيد العلماء، أبو بكر بن أبي تميمة كيسان، الغنزي، عداده في صغار التابعين، سمع من سعيد بن جبير، وأبي العالية الرياحي، والحسن البصري، وابن سيرين، وحدث عنه محمد بن سيرين وهو من شيوخه، ومعمر، والحمادان، وآخرون، توفي سنة ١٣١هـ انظر طبقات ابن سعد: ٧/٢٤٦. وسير أعلام النبلاء: ٦/١٥-٢٦..
٢ - قال ابن جرير: وكان الذين بنوه اثنى عشر رجلا: خذام بن خالد بن عبيد بن زيد أحد بني عمرو بن عوف، ومن داره أخرج مسجد الشقاق، وثعلبة بن حاطب بن بني عبيد، وهو إلى بني أمية بن زيد، ومعتب ابن فشير من بني ضبيعة بن زيد، وأبو حبيبة ابن الأزعر من ضبيعة بن زيد، وعباد بن حنيف أخو سهل بن حنيف من بني عمرو بن عوف، وجارية بن عامر وابناه، مجمع بن جارية، وزيد بن جارية، ونبتل بن الخرث، وهم من بني ضبيعة، ويخذج وهو إلى بني ضبيعة، ويجاد بن عثمان وهو من بني ضبيعة، ووديعة بن ثابت وهو إلى بني أمية رهط أبي لبابة بن عبد المنذر، جامع البيان: ١١/٢٣..
٣ - انظر جامع البيان: ١١/٣٣..
٤ - قال ابن عبد البر: حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد، قال: حدثنا الحسن بن سلمة بن المعلى، وحدثنا عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا حمزة بن محمد قالا: حدثنا أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قالا: أخبرنا الليث عن عمر بن أبي أنس، عن ابن أبي سعيد الخذري، عن أبي سعيد الخذري أنه قال: تمارى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم. فقال رجل: هو مسجد قباء. وقال الآخر: هو مسجد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (هو مسجدي) التمهيد: ١٣/٢٦٨-٢٦٩..
٥ - أخرجه ابن جرير بسنده على عطاء. انظر جامع البيان: ١١/٣١..
٦ - أخرجه ابن جرير بسنده إلى الشعبي. انظر جامع البيان: ١١/٣٠.
٧ - أخرجه أبو داود في الطهارة، باب في الاستنجاء بالماء: ١/١١. والترمذي في التفسير، سورة التوبة: ١٠٩. ٤/٣٤٤..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٧:٢٥١- قال أبو عمر : اختلف في الفئة الذين بنوا مسجد الضرار بقباء، وفي الذين بنوا المسجد الذي أسس على التقوى فيه إن كان هو ذلك، فذكر معمر، عن أيوب١، عن سعيد بن جبير، في قوله :﴿ الذين اتخذوا مسجدا ضرارا ﴾-الآية، قال : هم حي من الأنصار يقال لهم بنو غنم، قال : والذين بنوا المسجد الذي أسس على التقوى بنو عمرو ابن عوف.
وقال ابن جريج : بنو عمرو بن عوف استأذنوا النبي- صلى الله عليه وسلم- في بنيانه، فأذن لهم، ففرغوا منه يوم الجمعة، فصلوا فيه يوم الجمعة، ويوم السبت، ويوم الأحد، وانهار يوم الاثنين في نار جهنم.
قال أبو عمر : كلام ابن جريج لا أدري ما هو ؟ والذي انهار في نار جهنم مسجد المنافقين، لا يختلف العلماء في ذلك، ولست أدري أبنو عمرو بن عوف هم، أم بنو غنم٢. وقول سعيد بن جبير في هذا مخالف لما قال ابن جريج، وسعيد بن جبير أجل. ومعلوم أن المسجد الذي كان يأتيه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بقباء، ليس المسجد الذي انهار في نار جهنم.
وأما قوله عز وجل :﴿ في نار جهنم ﴾، فإن أهل التفسير٣ قالوا : إنه كان يحفر ذلك الموضع الذي انهار فيخرج منه دخان. وقال بعضهم : كان الرجل يدخل فيه سعفة من سعف النخل فيخرجها سوداء محترقة، وروى عاصم بن أبي النجود، عن زرين حبيش عن ابن مسعود أنه قال : جهنم في الأرض، ثم تلا :﴿ فانهار به في جهنم ﴾.
قال أبو عمر : لا يختلفون أن مسجد الضرار بقباء، واختلفوا في المسجد الذي أسس على التقوى، وقد روي عن النبي – صلى الله عليه وسلم- في المسجد الذي أسس على التقوى أنه مسجده٤- صلى الله عليه وسلم- وهو أثبت من جهة الإسناد عنه من قول من قال : إنه مسجد قباء. وجائز أن يكونا جميعا أسسا على تقوى الله ورضوان، بل معلوم أن ذلك كان كذلك إن شاء الله. ( س : ١٣/٢٦٦-٢٦٨ )

٢٥٢-
ذكر وكيع، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، قال : أحدث قوم من أهل قباء الوضوء، وضوء الاستنجاء، فأنزل الله فيهم :﴿ وفيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ﴾٥. ( ت : ١٣/٢٦٣-٢٦٤ )

٢٥٣-
قال الشعبي : لما نزلت :﴿ فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ﴾، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- :( يا أهل قباء ما هذا الثناء الذي أثنى الله عليكم )٦ قالوا : ما منا أحد إلا وهو يستنجي في الخلاء بالماء.
ولا خلاف أن قوله تعالى :﴿ يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ﴾، نزلت في أهل قباء لاستنجائهم بالماء ( س : ٢/٥٥ )

٢٥٤-
حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المومن، قال : حدثنا محمد بن بكر الثمار، قال : حدثنا أبو داود، قال : حدثنا محمد بن العلاء، قال : حدثنا معاوية بن هشام، عن يونس بن الحارث، عن إبراهيم بن أبي ميمونة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال :( نزلت هذه الآية في أهل قباء ) ﴿ فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ﴾، قال :( وكانوا يستنجون بالماء )٧. ( ت : ١١/٢١-٢٢ )
١ - هو الإمام الحافظ، سيد العلماء، أبو بكر بن أبي تميمة كيسان، الغنزي، عداده في صغار التابعين، سمع من سعيد بن جبير، وأبي العالية الرياحي، والحسن البصري، وابن سيرين، وحدث عنه محمد بن سيرين وهو من شيوخه، ومعمر، والحمادان، وآخرون، توفي سنة ١٣١هـ انظر طبقات ابن سعد: ٧/٢٤٦. وسير أعلام النبلاء: ٦/١٥-٢٦..
٢ - قال ابن جرير: وكان الذين بنوه اثنى عشر رجلا: خذام بن خالد بن عبيد بن زيد أحد بني عمرو بن عوف، ومن داره أخرج مسجد الشقاق، وثعلبة بن حاطب بن بني عبيد، وهو إلى بني أمية بن زيد، ومعتب ابن فشير من بني ضبيعة بن زيد، وأبو حبيبة ابن الأزعر من ضبيعة بن زيد، وعباد بن حنيف أخو سهل بن حنيف من بني عمرو بن عوف، وجارية بن عامر وابناه، مجمع بن جارية، وزيد بن جارية، ونبتل بن الخرث، وهم من بني ضبيعة، ويخذج وهو إلى بني ضبيعة، ويجاد بن عثمان وهو من بني ضبيعة، ووديعة بن ثابت وهو إلى بني أمية رهط أبي لبابة بن عبد المنذر، جامع البيان: ١١/٢٣..
٣ - انظر جامع البيان: ١١/٣٣..
٤ - قال ابن عبد البر: حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد، قال: حدثنا الحسن بن سلمة بن المعلى، وحدثنا عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا حمزة بن محمد قالا: حدثنا أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قالا: أخبرنا الليث عن عمر بن أبي أنس، عن ابن أبي سعيد الخذري، عن أبي سعيد الخذري أنه قال: تمارى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم. فقال رجل: هو مسجد قباء. وقال الآخر: هو مسجد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (هو مسجدي) التمهيد: ١٣/٢٦٨-٢٦٩..
٥ - أخرجه ابن جرير بسنده على عطاء. انظر جامع البيان: ١١/٣١..
٦ - أخرجه ابن جرير بسنده إلى الشعبي. انظر جامع البيان: ١١/٣٠.
٧ - أخرجه أبو داود في الطهارة، باب في الاستنجاء بالماء: ١/١١. والترمذي في التفسير، سورة التوبة: ١٠٩. ٤/٣٤٤..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٧:٢٥١- قال أبو عمر : اختلف في الفئة الذين بنوا مسجد الضرار بقباء، وفي الذين بنوا المسجد الذي أسس على التقوى فيه إن كان هو ذلك، فذكر معمر، عن أيوب١، عن سعيد بن جبير، في قوله :﴿ الذين اتخذوا مسجدا ضرارا ﴾-الآية، قال : هم حي من الأنصار يقال لهم بنو غنم، قال : والذين بنوا المسجد الذي أسس على التقوى بنو عمرو ابن عوف.
وقال ابن جريج : بنو عمرو بن عوف استأذنوا النبي- صلى الله عليه وسلم- في بنيانه، فأذن لهم، ففرغوا منه يوم الجمعة، فصلوا فيه يوم الجمعة، ويوم السبت، ويوم الأحد، وانهار يوم الاثنين في نار جهنم.
قال أبو عمر : كلام ابن جريج لا أدري ما هو ؟ والذي انهار في نار جهنم مسجد المنافقين، لا يختلف العلماء في ذلك، ولست أدري أبنو عمرو بن عوف هم، أم بنو غنم٢. وقول سعيد بن جبير في هذا مخالف لما قال ابن جريج، وسعيد بن جبير أجل. ومعلوم أن المسجد الذي كان يأتيه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بقباء، ليس المسجد الذي انهار في نار جهنم.
وأما قوله عز وجل :﴿ في نار جهنم ﴾، فإن أهل التفسير٣ قالوا : إنه كان يحفر ذلك الموضع الذي انهار فيخرج منه دخان. وقال بعضهم : كان الرجل يدخل فيه سعفة من سعف النخل فيخرجها سوداء محترقة، وروى عاصم بن أبي النجود، عن زرين حبيش عن ابن مسعود أنه قال : جهنم في الأرض، ثم تلا :﴿ فانهار به في جهنم ﴾.
قال أبو عمر : لا يختلفون أن مسجد الضرار بقباء، واختلفوا في المسجد الذي أسس على التقوى، وقد روي عن النبي – صلى الله عليه وسلم- في المسجد الذي أسس على التقوى أنه مسجده٤- صلى الله عليه وسلم- وهو أثبت من جهة الإسناد عنه من قول من قال : إنه مسجد قباء. وجائز أن يكونا جميعا أسسا على تقوى الله ورضوان، بل معلوم أن ذلك كان كذلك إن شاء الله. ( س : ١٣/٢٦٦-٢٦٨ )

٢٥٢-
ذكر وكيع، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، قال : أحدث قوم من أهل قباء الوضوء، وضوء الاستنجاء، فأنزل الله فيهم :﴿ وفيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ﴾٥. ( ت : ١٣/٢٦٣-٢٦٤ )

٢٥٣-
قال الشعبي : لما نزلت :﴿ فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ﴾، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- :( يا أهل قباء ما هذا الثناء الذي أثنى الله عليكم )٦ قالوا : ما منا أحد إلا وهو يستنجي في الخلاء بالماء.
ولا خلاف أن قوله تعالى :﴿ يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ﴾، نزلت في أهل قباء لاستنجائهم بالماء ( س : ٢/٥٥ )

٢٥٤-
حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المومن، قال : حدثنا محمد بن بكر الثمار، قال : حدثنا أبو داود، قال : حدثنا محمد بن العلاء، قال : حدثنا معاوية بن هشام، عن يونس بن الحارث، عن إبراهيم بن أبي ميمونة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال :( نزلت هذه الآية في أهل قباء ) ﴿ فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ﴾، قال :( وكانوا يستنجون بالماء )٧. ( ت : ١١/٢١-٢٢ )
١ - هو الإمام الحافظ، سيد العلماء، أبو بكر بن أبي تميمة كيسان، الغنزي، عداده في صغار التابعين، سمع من سعيد بن جبير، وأبي العالية الرياحي، والحسن البصري، وابن سيرين، وحدث عنه محمد بن سيرين وهو من شيوخه، ومعمر، والحمادان، وآخرون، توفي سنة ١٣١هـ انظر طبقات ابن سعد: ٧/٢٤٦. وسير أعلام النبلاء: ٦/١٥-٢٦..
٢ - قال ابن جرير: وكان الذين بنوه اثنى عشر رجلا: خذام بن خالد بن عبيد بن زيد أحد بني عمرو بن عوف، ومن داره أخرج مسجد الشقاق، وثعلبة بن حاطب بن بني عبيد، وهو إلى بني أمية بن زيد، ومعتب ابن فشير من بني ضبيعة بن زيد، وأبو حبيبة ابن الأزعر من ضبيعة بن زيد، وعباد بن حنيف أخو سهل بن حنيف من بني عمرو بن عوف، وجارية بن عامر وابناه، مجمع بن جارية، وزيد بن جارية، ونبتل بن الخرث، وهم من بني ضبيعة، ويخذج وهو إلى بني ضبيعة، ويجاد بن عثمان وهو من بني ضبيعة، ووديعة بن ثابت وهو إلى بني أمية رهط أبي لبابة بن عبد المنذر، جامع البيان: ١١/٢٣..
٣ - انظر جامع البيان: ١١/٣٣..
٤ - قال ابن عبد البر: حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد، قال: حدثنا الحسن بن سلمة بن المعلى، وحدثنا عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا حمزة بن محمد قالا: حدثنا أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قالا: أخبرنا الليث عن عمر بن أبي أنس، عن ابن أبي سعيد الخذري، عن أبي سعيد الخذري أنه قال: تمارى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم. فقال رجل: هو مسجد قباء. وقال الآخر: هو مسجد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (هو مسجدي) التمهيد: ١٣/٢٦٨-٢٦٩..
٥ - أخرجه ابن جرير بسنده على عطاء. انظر جامع البيان: ١١/٣١..
٦ - أخرجه ابن جرير بسنده إلى الشعبي. انظر جامع البيان: ١١/٣٠.
٧ - أخرجه أبو داود في الطهارة، باب في الاستنجاء بالماء: ١/١١. والترمذي في التفسير، سورة التوبة: ١٠٩. ٤/٣٤٤..

٢٥٥- روى ابن وهب قال : أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال : الثلاثة الذين خلفوا : كعب بن مالك- أحد بني سلمة، ومرارة بن الربيع- وهو أحد بني عمرو بن عوف، وهلال بن أمية- وهو من بني واقفة١. ( الاستيعاب : ٤/١٥٤٢. وانظر أيضا : ٣/١٣٢٤ )
١ - في جامع البيان: ١١/٥٨: "وهو من بني واقف" وهم حلفاء بني عمرو بن عوف. انظر جمهرة أنساب العرب: ٣٤٤..
٢٥٦- ألزمهم النفير في ذلك البعض دون الكل، ثم ينصرفون فيعلمون غيرهم، والطائفة في لسان العرب الواحد فما فوقه. ( جامع بيان العلم وفضله : ١/١٣ )
Icon