قيضنا: هيّأنا. قرناء: جمع قرين وهم الأصحاب والإخوان من غواة الجن والإنس. والْغَوا فيه: عارِضوه باللغو الباطل حين يُقرأ لتشوشوا عليه. دار الخلد: دار الاقامة الخالدة.
لا يزال الحديث عن المشركين الجاحدين، ويبين هنا ان السبب في غوايتهم هم قرناءُ السوء الذين زيّنوا لهم الكفر والضلال، وأغروهم بأنه لا بعثٌ ولا حساب، وحقَّ عليهم العذاب ممع أممٍ قد خلتْ من قبلهم من الجن والإنس ممن كانوا على شاكلتهم، وان هؤلاء جميعاً، ﴿كَانُواْ خَاسِرِينَ﴾.
ثم بين الله كيف كان مشركو قريش يكذّبون بالقرآن وكيف يستقبلونه باللغو والتشويش.
﴿وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لهذا القرآن والغوا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾
كانوا يوصون بعضهم بأن لا يصغوا الى القرآن، وان يشوّشوا بأصواتهم رجاءَ ان يكونوا هم الغالبين.
ثم اوعد الله الكفارَ بالعذاب الشديد وأقسمَأن يذيقَ الذين كفروا عذاباً شديداً جزاء فعلِهم السيّء وإعراضِهم وشغبهم.
ثم بيّن الله تعالى انهم حين وقوعهم في العذاب الشديد يطلُبون الانتقامَ ممن أضلّوهم من شياطين الإنس والجن، ليطأوهم بأقدامهم وينتقموا منهم شرّ انتقام، ولكنّ كلّ ذلك لا يُجديهم ولا يخفّف عنهم العذاب. وهكذا يصدُقُ عليهم قوله تعالى: ﴿الأخلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ المتقين﴾ [الزخرف: ٦٧].